من سيحاسب من ؟ وهل سيحاسب البخيت نفسه؟

من سيحاسب من ؟ وهل سيحاسب البخيت نفسه؟

عبدالله الهريشات

        بلدنا الاردن الحبيب يمر في مرحلة حرجة وحرجة للغاية ان لم يتداركها ولاة الامور ورجالاته المخلصون المصلحون من الذين يخافون الله ويحبون الاردن ويحرصون على امنه واستقراره وقوته , يخلص الاردنيون من فساد وزارة ليقعوا في فساد او حماية وتهريب للفاسدين في وزارة اخرى ونخلص من نواب الزور والبهتان لنبتلى بنواب كذب وفساد اخرين , فوزراؤنا اوزار على هذا الشعب ونوابنا انياب عليه ايضا , وانه يجب ان تتوفر للشعب حرية الاختيار بلا فساد وافساد وتزوير وبيع وشراء وتدخل من اي طرف كان وان يحاسب كل من يقوم بهذه الافعال باشد العقوبات الرادعة , وعندها يختار الشعب ما يشاء وسيحسن الشعب الاختيار .

      القضية الان التي تطفو على السطح هي قضية شاهين ويتم التركيز عليها كثيرا وكأنها هي الاهم وبانتهاءها ينتهي الفساد وتنحل الازمات , نعم ان هذه القضية او الفضيحة هي واحدة من عشرات او مئات او الاف قضايا الفساد والتي لا يعلم عددها الا الله والراسخون في العلم من بينو وغيره من افراد ومؤسسات حكومية ومدنية وحقوقية ومنهم من يعلم ولا يستطيع التلميح او التصريح عنها خوفا على موقعه ولقمة عيشه لان بعض الفاسدين هم المتنفذون ولا زالوا اصحاب قرار وقوة مثلهم مثل الاخطبوط .

      نريد ان نرى هؤلاء الفاسدين وقد جُرِّدوا من مناصبهم ومراكز قوتهم و هالاتهم المادية والمعنوية , وان توجه لهم التهم والادلة البينة وان يقدموا للقضاء ويحاكموا بالعدل وعلى رؤوس الاشهاد ايا كانوا ومهما علا شانهم لانه لا يعلو على شان الاردن شان.

       نريد ان نسمع من هرّب شاهين وان يحاكم البخيت ووزراؤه ممن هرّب او اعان او سهل او اشترك في هذا , فالاستقالات لا تكفي ولا الكلام يكفي نريد افعالا نريد ان نرى الفاسدين وراء القضبان نريد ان نراهم امام النيابة والقضاء العادل ليعرف الشعب ان ولاة امورهم جادون في الاصلاح وان الفاسدين سيلقون جزاءهم ليكونوا عبرة لاخرين قد تسول لهم انفسهم فعل افعال الفاسدين , اما وان الشعب لا يرى من هذه الامور شيئا فان الاردن وشعبه في مرحلة حرجة وفي خطر وشيك فاين ولاة الامور واين النائب العام عما نسمع من فساد ووثائق تنشر في وسائل الاعلام المختلفة واين مكافحة الفساد وديوان المظالم والحقوقيون والمحامون , وان لم يقم كل بدوره فان الشعب وكافة مؤسسات المجتمع المدني سيحاسب الفساد واهله .

         لا ادري هل الفاسد سيحاسب فاسدا مثله وقد اشترك معه في الفساد , واكلا السحت معا وتزودا بشر زاد , وهل يصلح الفاسد ما افسد وهل سيحاسب نفسه على ماجناه في حق الاردن وشعبه.

        ان الفاسد لا يمكن ان يصلح او يقوم بالاصلاح الا اذا بدأ بنفسه اولا فاصلحها ولا يكون ذلك الا بالندم والتوبة وارجاع الحقوق الى اهلها وتقديم نفسه للعدالة  , هكذا يكون الاصلاح حقا ان ارادته الحكومة فهل يجرؤ رئيس الوزراء ووزراؤه ان يقولوا الحقيقة بلا لبس وغموض وهل سيقدم منهم نفسه للعدالة ممن هرب او سهل تهريب شاهين او عمل فسادا في الاردن ايا كان , ان كانوا حقا يريدون الاصلاح او يحبون الاردن ويحرصون عليه وقد اقسموا اليمين عند حملهم للامانة .

    

         ان العالم المتحضر الحر يحاسب رؤساءه عندما يخطئون ويستطيع ادنى افراد المجتمع فيه ان يقاضي اتخن شنب فيه فما بال اردننا الحبيب كل له  شنب وارى فيه العجب وعند الشدة والبأس لا نرى الا الذنب.

    

       لقد طال امر الفساد ولم نر شيئا ملموسا ونرى ان بعض من يدعون الاصلاح ويتولون امره وتوكل لهم مهامه غارقون هم في الفساد او تلوثهم طراطيشه , وان الوقت ينفد وارجو الا يُهرّب البخيت الفرصة الاخيرة للاصلاح  كما هُرّب شاهين , و الاصلاح ان لم يات سريعا فان سنة الله قادمة للتغيير وارادته ماضية في الامم وان دور الشعب آت.

         ان فاقد الشيء لا يعطيه وان الاردن الان احوج ما يكون الى حكومة انقاذ واصلاح وطني شامل من رجالات اوفياء للاردن اقوياء امناء ذوي صدق ونزاهة وليس في سيرتهم ثلم او جرح ولم يلوثهم الفساد المالي والاخلاقي وممن لا يخشون في الله لومة لائم ولو على انفسهم واهليهم فالجميع عندهم سواء من بعيد او من قريب امام القانون .