أسقوط القاعدة واسامة؟!...أم سقوط امريكا و اوباما!؟

أسقوط القاعدة واسامة؟!...أم سقوط امريكا و اوباما!؟

بقلم : عبدالله الهريشات

         نال ما تمنى وما طلب وما كان اليه يسعى ويجد , امواله كما يقال  تتجاوز 300 مليون دولار بذلها وبذل روحه معها  في سبيل ما اعتقد , ومن مثله كان يعيش رغد العيش والحياة الدنيا الهانئة والصاخبة في بذخ وتجارة واموال واعمال وكدح وكد , وقد تتطور الى نساء وخمور وفساد وافساد وصد , ولكنه اثر الاخرة على الدنيا واثر العيش في المغر وافتراش الارض والحُصُر على القصور والذهب والحرير والمجلس الوثير , ولقد افضى اسامة بن لادن الى ماقدم وربنا الواحد الاحد هو وحده من يحاسبنا ويحاسبه اكان مجاهدا وشهيدا ونحسبه كذلك ام كان ارهابيا ومجرما كما تحسبه امريكا ومن دار في فلكها , واسامة بن لادن  يذكرني بمصعب بن عمير وبابي بصير وبابي جندل رضي الله عنهم ,اما مصعب فكان الشاب المنعم المرفه والذي يعرف من عطره ولباسه واناقته من بعد وكان المدلل عند ام ثرية في الجاهلية ,ثم اسلم وآثر العيش مع الفقراء وضحى بالنعيم والرخاء من اجل دينه , واما ابو بصير فقد قطع طرق المشركين وشن عليهم حرب عصابات وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ويل امه مسعر حرب لو كان له احد وقد انضم اليه ابو جندل , وقصص الصحابة هذه موجودة في كتب السير والتاريخ لمن اراد التوسع والمعرفة , وعلى النقيض المقابل اتذكر حكاما سرقوا الملايين والمليارات من شعوبهم وخيرات بلادهم وجلسوا بالحديد والنار على رقاب الشعب وبكراسي مدعومة من اعداء الامة, ولا زالوا لا لشعوبهم يسمعون ولا لربهم الله ولرسوله يطيعون , بل انهم لربهم يهود ومن خلفهم يعبدون ويسمعون ويطيعون وبشعوبهم ينكلون ويقتلون , واصبحت انظمة حكمهم عصابات قتل وارهاب على بلادهم وشعوبهم .

         ان امريكا بعظمتها وبكافة وسائل قوتها وسطوتها انفقت من الدولارات الاف المليارات ولاكثر من عقد لاصطياد بن لادن وفشلت او كانت تتفاشل لتحقق اهدافا اخرى , فهل هي الان نجحت حقا او تتناجح وظفرت بما بغت وارادت ؟ ولِمَ القته في البحر كما تدعي اهكذا يعامل الانسان من قبل من يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان ؟ ولِمَ تخاف دولة عظمى جثته ؟ وان دل هذا فانما يدل على مدى الضعف الذي وصلت اليه دولة تدعى من العظام , والى مدى ما وصل اليه الانسان في حضارة العم سام , ولنا ان نتسال هل باغتيال بن لادن انتصرت امريكا وانتهى كابوس القاعدة و بن لادن عنها ؟ ام ان الكوابيس القادمة ستزداد مع ازدياد الظلم والبطش والاحتلال والقتل والفساد في البلاد والعباد من نهب بترولهم و خيراتهم وقتل شعوبهم وتدنيس مقدساتهم ودعم يهود وحكام يدورون في فلك غير افلاك امتهم ؟! .

     لقد شهدنا في القرن المنصرم سقوط وتفكك الامبراطورية الروسية والنظام الشيوعي في ارجاء المعمورة , وكان من الاسباب المباشرة لهذا السقوط هو تورطها في حربها في  افغانستان وضربات طالبان والعرب المجاهدين والتي كانت امريكا ايام كارتر تدعمهم و تدعوهم بالمجاهدين , فهل نحن نشهد هذا القرن سقوط الامبراطورية الراسمالية ومن دار في فلكها ومن الاسباب المباشرة لهذا السقوط هو الاوضاع الاقتصادية والثورات العربية الشعبية التي ستفقدها عملاء امناء لها في المنطقة اضافة الى تورطها في العراق وقي افغانستان مقتل الشيوعية من قبل وعلى ايدي من كانت تسميهم بالمجاهدين والذين هم انفسهم اليوم تدعوهم بالارهابيين .

     ان الايام دول ولن يدوم حال على حال لان السنن الكونية والقوانين الربانية التي سنها وفرضها الله لن تحيد وحاشا ان تخطأ وهي التي اخذت ثمود وعاد وقوم نوح ولوط وفرعون والامبراطوريات الفارسية والرومانية والروسية والعثمانية من قبلهم وهي نفسها التي ستاخذهم وستأخذ الامبراطورية الراسمالية , وما مثل امريكا اليوم الا مثل تللك القرية التي كانت أمنة مطمئنة تاتيها الخيرات من كل مكان ولكنها كفرت بانعم الله واخذت تظلم وتقتل الشعوب وتسرق خيراتها وتبرر ذلك بديمقراطية باطلة وحقوق انسان زائفة وباكاذيب واهية وشيطانية وباساليب لاانسانية , قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) . صدق الله العظيم .

abdulhrish@yahoo.com

عبدالله الهريشات