جارتي جارت علي
لي جارة احمد الله ان جاء الصيف وانتهى امر الشتاء لانها بكاز صوبتها خنقتني , فلا يطيب لها اشعالها الا في الممر الضيق في العمارة او في بيت الدرج فلا يمر انف الا وقد شم كربها وذاق ويلها , فدخانها اول اشعالها يجعل في راسي دوارا لا كدوار الداخلية وما حصل فيه في اذار فحسب , بل كدواوير جبل عمان السبعة او الثمانية ويسالونك عن عدد الدواوير في عمان قل علمها عند ربي وشو بدكم بالسالفة , تقدمت باستدعاء لجارتي عن طريق زوجي لوقف مثل هذه المهزلة او استبدالها بصوبة غاز ولكن جارتي اعانكم الله مثل الحكومة ردت الاستدعاء لانه بدون طوابع وبدون واسطة , و في اوامر عليا من فوق , وانها تكره صوبة الغاز وتخافها , وتحب صوبة الكاز وتموت فيها , فهذه الصوبة الفوجيكا لدي منها حساسية ويا ساقالله ايام مواقد جورة الطين وصوبات الحطب وياليت جارتنا تستخدم صوبة البواري لكان ذلك ارحم , واتذكر حديث صاحب الكير وصاحب العطور وهذا هو حالي مع جاراتنا في العمارة , لكنهم ليسوا بجيران سوء ولم ار منهم الا الخير وحسن الجوار فجيرتهم كجيرة ابي دلامة وكجوار عنترة بن شداد حين قال :
واغض من طرفي ان بدت لي جارتي****** حتى يواري جارتي ماواها
ولكن صوبة الكاز هذه هي البلاء , لذا اصبحت احقد على كل صوبات الكاز وان رايت احداها يكاد يغمى علي ولو استطعت ان اشن على الفوجيكا واخواتها من صوبات الكاز حربا كحرب داحس والغبراء لَمَا توانيت , اما الجارة الاخرى فلا تشم في الدرج منها الا روائح البخور فهي تحب ان تتبخر ( لا تبخر الماء بل البخور) , فتبخر البيت وتضع الميخرة في بيت الدرج احيانا , واحيانا تشم في بيت الدرج روائح المسك والعنبر واليزابث تايلور من زوار وجيران , واخرى تشم روائح البصل والمسخن واخرى الملوخية او المنسف , فتختلط عليك الروائح جميعا ولا يكاد يميزها الا الانف القوي الخبير وما ذاك عن انفي ببعيد وهو على ذلك قدير , حيث كنت وزملائي في المدرسة ونحن فتيانا عند رواحنا أٌخبر كلا منهم عند باب داره مالطبخة التي سيجدها امامه , ولا تسالوني عن بيتي في العمارة ماذا يخرج منه فلقد ذكرته مع الجيران لاني قد اعتبر بيتي جارا لي فقد تغلق يوما في وجهك الابواب وتوصد , وتقضي لياليك او ليلتك خارجه وتكون جارا لبيتك , اولم يجرب احدكم المبيت في بيت الدرج او على السطوح شريدا طريدا ولو لليلة ليلاء ,لا سمح الله , طبعا لم يحدث بعد معي مثل هذا, وياما حدث هذا مع جيران لي في امريكا ومن عربها وعجمها.
اما جارتنا الحكومة الرشيدة ويا ليت الحكومة مثل جاراتي , فهي كصاحب الكير, جيرتها جيرة السؤ, وقلبها علينا مملؤ ,وتكاد من روائحها تقيء وتمؤ , فيوما تطردنا ويوما تسجننا وتتبلطج علينا, ويوما تحرقنا لتبخرنا , ويوما تطعمنا لتأكلنا ويوما تصلحنا لتفسدنا وتفسدنا لتصلحنا , ويوما تتغندر و كعجوز شمطاء تتصابى , ويوما نشم منها الثوم والبصل , ومرة روائح النتن والعفن والاسن من الفساد والفتن , وتختلط عليك روائح الحرق مع البخور مع الاكل مع الاسن و العفن ولن يستطيع انف عادي ان يميز بين الخبيث والطيب الا من رحم الله من انوف.
عبدالله الهريشات
No comments:
Post a Comment