My Blog List

Saturday, May 21, 2011

الطفيلة بين سمن الحكومة وسمها


الطفيلة بين سمن الحكومة الموعود وسمها الموجود

الطفيلة بين سمن الحكومة وسمها
بقلم : عبدالله الهريشات
قرات لاحد المعلقين عن خبر زيارة رئيس الوزراء وما جرى في الطفيلة بعدها من انتهاك حرمات البيوت وكأن الطفيلة تحت الاحتلال الصهيوني وانقله حرفيا كما هو:

       (العقلية الأمنية التي تحكمنا ,,, هل زيارة رئيس الوزراء مهمة الى هذه الدرجة وبحاجة الى هذا الكم من الاعتقالات ؟؟؟ لو كان لدينا عقلية منفتحة وتؤمن بحق الآخر في حرية التعبير لرفض رئيس الورزاء هذا الاجراء تعلموا من الغرب - رئيس وزراء بريطانيا سابقا جون ميجر تم رشقه بالبيض والطماطم ولم يعتقل شخص واحد ؟؟؟ او يسأل ,,, فهل ندرك ان هذه العقليات التي تحكمنا لا تتغيير ولا تتبدل !!) انتهى هنا كلام المعلق .

          العقلية الامنية اليوم يجب ان تتغير وان تتبدل وان تضع نصب عينها وعلى جدول اولوياتها الفساد الاقتصادي في البلاد لان الفساد الاقتصادي يجلب عدم الاستقرار الامني والنفسي والاجتماعي للوطن والمواطن ويجلب كل انواع الفساد والظلم وانعدام العدل والعدالة , وان اساس الحكم ولاي حكم كان العدل وبالعدل  يقارن بين الحكام والانظمة والدول وبالعدل تحيا الانظمة وتترعرع الحضارة ويكون الانسان فيها انسانا فاعلا يعرف ما له وما عليه , وحيثما لا تكون عدالة يوجد فساد وفقر وبطالة وجوع وظلم واستجداء وعبودية وعندها يفقد الانسان انسانيته وتنزل المجتمعات فيه الى الدرك الاسفل لتعيش عيش الضنك و الشقاء  بلا حضارة ولا رحمة كالقطعان في الغاب.

         الطفيلة بالامس كانت حضارية وفي اروع صورها حيث وقف شيبها وشبابها كبارها وصغارها فقراؤها ومظلوموها والعاطلون عن العمل فيها وجميع رجالاتها يطالبون بالتغيير والاصلاح ومحاربة الفساد واهله وبالعدل في الحكم والسياسات والاقتصاد والتنميات  بين ابناء الاردن وربوعه جميعا بلا تمييز ولا استثناء, وان يحاسب الفاسدون فيه والا يكون لهم من الامر شيئا لان رجال الطفيلة اليوم يرون اقوالا للحكومة وجهاتها الامنية تناقض الافعال وعلى العكس تماما بدل ان تسجن الفجار والاشرار تسجن وتبطش بابناء الطفيلة الهاشمية الاحرار الذين يريدون لبلادهم الخير كل الخير فهم يعشقون تراب الاردن ويفتدونه بالدماء والمهج والارواح وبالولد وما تلد, وبما يملكون وعلى قلة سعة ذات اليد فهم المتعففون الصابرون القابضون على الجمر من تداعيات الفساد لحكومات فاسدة متتالية كرست لهذا الفساد وجعلته وكأنه شرعيا ومؤسسيا ومقننا.

      ان الطفيلة ليس لها من داع ولا شاك وهي تشكو الى الله ما فيها, ففيها ترتفع نسب الفقر والبطالة ونسب هجرة اهلها منها مع ان هناك كبرى مصانع الاردن فيها من اسمنت وفوسفات وبوتاس وهي غنية بالمعادن الاخرى والتي طالها الفساد وما طال اهلها-اهل الطفبلة- منها غير السموم والسرطانات والامراض المتعددة , وليس هناك من مستشفى متكامل شامل ليجد مريض الطفيلة عناء اخر غير عناء المرض الا وهو عناء التنقل والسفر والترحال الى مستشفيات الكرك او عمان وحتى طريق الطفيلة الحسا التي لها اكثر من 3 او 4 سنوات -بل صححني احد المعلقين بانها من 17 سنة على هذا الحال- لم تكتمل ولم تنته , بعد او طريق الطفيلة عمان او الكرك والذي لا يمر شهر من دون حوادث مميتة.

     ان اهل غزة في غزة على ما مروا به من حصار وقتل ومعاناة من الاحتلال ولا مجال للمقارنة لكنني اجدهم اكثر حظا من الطفايلة في الطفيلة حيث اننا شاهدنا اهل غزة في منتزه عام ومقهى وعلى البحر يشاهدون فعاليات المباريات المشهورة وامام شاشات طويلة عريضة وهم يؤرجلون ويتفرجون وهذا ما لايمكن حدوثه في الطفيلة وفي ظل حكومات الفساد , فليس هناك متنزهات عامة في كل حي من احياء الطفيلة فاعان الله اطفالها واسرها وليس هناك مؤسسات مدنية تعني بشبابها المبدع الخلاق وحتى  الطرق فيها تحتاج الى اصلاح و توسعة وتعبيد وفي الطفيلة البنية التحتية بحاجة ماسة الى اعادة نظر وتطوير ويجب على ابناءها المخلصين من الشباب المبدعين ان يكونوا ويؤسسوا مؤسسات مجنمع مدني لبناء الطفيلة الحديثة ولمراقبة ومحاسبة الحكومة ولمحاربة الفساد ولا يعتمدوا على النواب فقط لان النواب ايضا بحاجة الى رقابتكم ومحاسبتكم ايها الشباب وان يكون همكم الطفيلة والاردن والامة والا تكون لكم مصالح شخصية او اجندة غير الطفيلة والاردن والتي هي جزء من هذه الامة العربية لان الطفيلي يحزن ويتألم مع اخيه في القدس وغزة وفي فلسطين الحبيبة التي ضحت الطفيلة بخيرة ابناءها من اجل القدس وفلسطين ولا انسى ذاك الطفل الطفيلي الذي ضحى بثمن سندوشاته اليومية من اجل اطفال فلسطين.
    
     ان على الحكومة التزامات كثيرة واستحقاقات كبيرة وان تناست الحكومة الان اوالحكومات السابقة دورها تجاه الطفيلة وابناءها فان الطفيلة لم تنس ولن تسكت عن هذا التقاعس وعن هذا الفساد الذي ظلمها وظلم اهلها ولا زالت تعاني منه الطفيلة, فهي تشكو الى الله كل من اكل لها حقا او قصر فيها هي وباقي ربوع الوطن الجميل فكلنا يريد الاصلاح و الحق والعدل وامن الاردن ورفعته , وانه ان قامت الطفيلة قام الاردن كله فهل هناك اذان صاغية وقلوب واعية وحكومة راشدة .

عبدالله الهريشات

No comments: