24 اذار ...دماء... وامطار .... بقلم: عبدالله الهريشات
كنت اتمنى من الملك ان يكون بين ابنائه من الشباب جميعا سواء هؤلاء و هؤلاء ليجمعهم على كلمة سواء وليأخذ مطالبهم بعين الجد وان يشكل منهم فريق عمل للبدء بنهضة الاردن الحديث للتغيير والاصلاح , وهذا ما عودنا عليه الملك المرحوم حيث كان دوما على راس كل هيعة او فزعة حتى ولو كانت انقلابا عليه او تهديدا لحياته لانه قال فلنبن هذا البلد ولنخدم هذه الامة ولانه نذر نفسه ليكون الاردن واهله جميعا اعزاء والامثلة على ذلك كثيرة , وقد عودنا الملك ان يكون بين ابنائه وشعبه واحيانا متخفيا ليعرف الحقائق بلا لبس ولا تقارير مجانبة للدقة والصواب احيانا. اما وقد حصل ما حصل فلم يفت الوقت بعد لعمل هذ وقبل فوات الاوان. .
انه ليحزنني ويدمي قلبي مما حصل من جراحات وقتل غير متعمد وانه يجب محاسبة المتسببين بذلك, ان ما رايناه من فعل قوات الدرك والاجهزة الامنية فانهم بفعلهم هذا يوردون الاردن الى الدرك الاسفل من المهالك وهم يخدعون انفسهم ان ظنوا انهم بفعالهم هذه يحافظون على الاردن وامنه وامانه . ان على جلالته ان يتدخل فورا لمنع هذه التجاوزات الخطيرة التي ستودي بالاردن واهله الى مهاوي الردى .
ان جيل الشباب اليوم غير اجيال الامس لقد كانت اجيال الامس هي اجيال النكبات والنكسات والهزائم , وان اجيال الامس سينتهي عهدها قريبا وخلال هذا العقد سواء كانوا حكاما ام زعامات حزبية وقيادات حركات قومية واسلامية بائدة و هرمة لم تعد قادرة على حمل الامانة وغلّبت مصالحها الشخصية على مصالح الامة العليا, ان على هؤلاء جميعا ان يفسحو ا لهذا الجيل الجديد فسحة ليقوم بدوره الذي سنه الله له في سننه الكونية الحتمية والتي لا تبديل لها وفي قدره المقدور (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا), (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا), (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) , لان اجيال الهزيمة لن تصنع نصرا وليس لديها ارادة التغيير والاصلاح والقدرة عليه , ان جيل اليوم هو جيل التغيير والاصلاح وهذا هو قدره الذي كتبه عليه ربه وفرضه عليه واقع امته المرير وحال اوطانه المنهوب خيراته من قبل ازلام الفساد والظلم في اوطاننا الحبيبة على امتداد الخارطة العربية والتي فرضت علينا وقسمت من قبل سايكس بيكو وكانت في الاصل هدف الهاشميين من اجل وحدة عربية كبرى.
اننا امام لحظة تاريخية عصيبة وهامة في التغيير والاصلاح وهي حالة المخاض لولادة وبعث امة عربية جديدة يكون لها دورها الحضاري بين الامم الاخرى وان الملك الهاشمي الشاب منوط ومؤهل لهذا الدور وسيسجل له التاريخ هذا الدور باسطر من نور,
نعلم ان التغيير والاصلاح له اعداء وهم اما انهم منتفعون وفاسدون وذوو اجندة مشبوهة , واما واهمون وخائفون من التغيير والاصلاح لانهم يجهلون نتائجه الزاهرة على الاوطان واهلها وان من يقف امام عجلة التغيير والاصلاح ويتمترس لمنع دورانها فلا بد من ان يلفظه طردها المركزي ويرميه بعيدا خارج امته وغريبا منبوذا اينما حل وولى . اللهم احفظ الامة جميعا واهدها سبلها و اجعل هذا البلد امنا وارزق اهله من الثمرات ويسر لقيادته الهاشمية بطانة الخير الصالحة القوية الامينة.
عبد الله الهريشات
No comments:
Post a Comment