لكم الله ايها المعلمون......عبدالله الهريشات
اننا نعيش وكأننا في وطن غير هذا الوطن وكأننا في جنوب افريقيا بل ان جنوب افريقيا نالت الحرية وانتبذت العنصرية واصبح فيها من النقابات والحقوق مالم يحلم به نلسون مانديلا العظيم , اما نحن فلا زالت امامنا الطريق ذات شوك وشوكة . ان وزاراتنا المتعاقبة ليست على مستوى المسؤولية وليست على مستوى الوطن والمواطن ولا تلتزم بكتاب التكليف السامي فتقدم مصالحها على مصالح الامة, بل تنظر لنا وكأننا نعيش في العصور الوسطى او العصر الحجري وكذلك هي الاجهزة الامنية التي لم تطور نفسها وروح العصر ومتطلبات الحياة ولم تتأقلم بعد مع رياح التغيير ومع اهداف الوطن والمواطن العليا ولا زالت تتمسك و تستخدم وتختار بعقلية هرمة قديمة فئة من النفعيين واصحاب المصالح مع ان كل الوطن والمواطن صاروا فيه جميعا امنا لهذا البلد وان شبابه هم بناته وحماته واهمهم وارفعهم في ذاك الشأن هؤلاء المعلمون .
ان التعليم رسالة وهي لبنة الاساس في الوطن والمواطنة الصالحة لان جميع ابناء الوطن يتخرجون من بين يدي هذا المعلم , وإن اّعطي المعلم حقوقه كاملة غير منقوصة شعر بالامن والامان والتقدير , فقام بواجباته الموكلة اليه خير قيام وادى الامانة على احسن وجه, وتخرج من تحت يديه المواطن السوي المبدع الذي يحب وطنه وامته ويضحي من اجلها بماله واولاده و بدمه وروحه , فعلام نمنع عن المعلم حقوقه , وهل حقا نريد بذلك خيرا للوطن ان منعنا عن المعلم حقوقه المشروعة للعمل ضمن بناء مؤسسي يكون لبنة قوية من لبنات هذا الوطن.
ان ما اراه ان هناك فئة تريد شرا بهذا الوطن لانه اذا لم يعط المعلم حقوقه كاملة فان الاجيال القادمة ستكون كارثة على الوطن والامة وإن الذي نراه في مدارسنا الان لهو خير شاهد على ذلك .
ان العمل المؤسسي والنقابي للتعليم ينبغي ان ينبني على اسس واضحة ومحددة وسليمة من مراحل الاختيار والانتقاء والاختبارات المهنية والنفسية والكفاءة والاهلية والتعليم المستمر والتطوير للمعلم والعملية التربوية, هذا اذا اردنا ان يكون عملنا المؤسسي سليما و قويا ليتم اختيارالافاضل من المعلمين الذين هم الان اختلط حابلهم بنابلهم وغثهم بسمينهم وصار التعليم بلا رقيب ولا حسيب ووزارة التعليم غائية مثلها مثل وزارة الاوقاف ودعاتها.
اعطوا المعلم حقوقه لنكون امة قوية زاهرة , ليؤدي رسالته بكل صدق وامانه ولنكون امة الحضارة والريادة, هذا لا يعني ان هناك معلمون لا يعطون الا اذا اخذوا حقوقهم , فهناك معلمون يعطون بلا مقابل ويضحون من اجل ابنائنا وبناتنا ولكن من واجب هذا الذي كاد ان يكون رسولا هذا المعلم علينا وعلى امته ان تقدره حق التقدير وتعطيه حقوقه غير منقوصة .
انني اخاطب هؤلاء المعلمين كما خاطب كنيدي الامة الامريكبة :
Ask not what your country can do for you - Ask what you can do for your country. لا تسال ماذا يعمل لك وطنك , بل سل نفسك ماذا تعمل وتقدم انت لوطنك, لذا فان الذي تطالبون به اليوم هو ما تقدمونه لوطنكم في الغد لإرساء العمل المؤسسي القويم. وانكم ان بذلتم لامتكم اقصى جهدكم وعطاءكم فستنالوا حقوقكم وتنتزعوها , وان صدقتم امتكم فستصدق الامة لكم ومعكم.
اننا في عصر الحرية والاصلاح والتغيير وان العجلة تدور ولن ينفع اولئك المتمترسين بها لمنع دورانها غير الطرد المركزي الذي سيقذفهم خارج اوطانهم وامتهم ويجعلهم منبوذين اينما حلوا وولوا, ان هذا الوطن بحاجة الى قادة اصلاح وتغيير لمنع الظلم والقساد ومحاربته ومن سيكون غير هؤلاء المعلمين الذين يعلمون ويربون وعلى اياديهم القادة يتخرجون. والامة الصالحة الباقية هي من كان معلموها القدوة في الاخلاق والتغيير والاصلاح , والامة الفاسدة الهالكة هي من كان معلموها مهمشين مظلومبن , اعطني معلما قويا صالحا اعطك امة قوية ذات حضارة وريادة.
عبدالله الهريشات
No comments:
Post a Comment