ميادين التحرير.... وثورات التغيير ...
عبدالله الهريشات
عبدالله الهريشات
لقد ضرب الشباب المصري في ارض الكنانة اروع الامثلة في التظاهر السلمي من اجل التغيير والاطاحة بالطغاة ومن اروع الصدف ان يكون هناك ميدانا اسمه التحرير حيث اشتق من الحرية ومن التحرر, وكان اول محرر للعبيد ومؤسس للعدل والمساواة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وبالشريعة السمحاء و بعدة وسائل منها الكفارات والصدقات والمكاتبات وغيرها...وقال: كلكم لادم وادم من تراب, ولا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى, والناس سواسية كاسنان المشط , ولوان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها, وكان الفاروق يقول متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا , وقصته المشهورة في العدل والمساواة اضرب ابن الاكرمين وقولته انه اذا عز العرب عز الاسلام وان ابنغينا العزة بغيره اذلنا الله.
ان شعوب العالم جميعا تبغي الحرية والعدل والمساوة لانه بغيرها لا يكون حضارة ويكون بلاها و بدونها البلاء و الفناء والفساد والظلم والدمار ولقد قال الامريكي باتريك هنري قولته المشهورة في بدايات تاسيس الولايات الامريكية المتحدة في فرجينيا سنة 1775م : "Give Me Liberty or Give Me Death!" اعطني حرية او اعطني موتا.
كما انه من محاسن الصدف ان هناك ميادينا اخرى للتحرير ففي اليمن ميدان تحرير او تغيير وفي ليبيا وفي سوريا ميادين تحرير حيث يتجمع هناك شباب تلك البلاد من اجل التغيير فهل يحتاج عالمنا العربي في كل عواصمه الى ميادين للتحرير لانه في الواقع يوجد شباب في العالم العربي كله كشباب مصر وشباب تونس وشباب ليبيا واليمن يريدون التغيير فقد اسنت مستنقعات الانظمة العربية وسوست كراسيها وخرف ساستها وصار رعاتها ذئابا تنهش شعوبها وتنهب مقدراتها وتمكن للاجنبي فيها ولقد طغى ظلمها وتزويرها وبات ديدنها استعباد البشر واستبعاد الشباب الامين الواعي المؤمن بامته عن اي دور له في اوطانه وباتت هذه الانظمة تسير عكس تيارطموحات وامال الشباب العربي الذي يتطلع الى دوره لامته العربية في العزة والكرامة والوحدة ليكون لها دورا حضاريا فاعلا بين الامم. وهم يرددون:
امتي هل لك بين الامم منبر للسيف اوللقلم
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
بلادي بلادي بلادي للك حبي وفؤادي
احرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس
اخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا
اخي انت حر وراء السدود اخي انت حر بتلك القيود
يا سماء الشرق طوفي بالضياء وانشري شمسك في كل سماء
لقد آن الاوان ان يكون هناك ميادين تحرير من اجل التغيير في كل عواصم العرب وليس فقط تمثال حرية جمادا اهداه شعب فرنسا الى شعب الولايات المتحدة والجاثم هناك في نييورك علما ان الحريات في الغرب الان بدأت تتراجع فيه , وبخاصة للمسلمين ففي فرنسا اصبحت الحرية الدينية والشخصية للمسلمين فيها محظورة , واصبحت بلاد الحرية و العدل والمساواة فيها هذه الامور مبتورة , ولقد اعطانا الله امانة واهدانا هذا القرآن العظيم الحي كتاب الحق والحرية والعدل والمساواة لإنقاذ البشرية من ذل الطغيان وعبودية البشر الى عبودية رب البشر ويالها من اعلى مراتب الحرية وانبلها في العالمين فهل حقا حملنا الامانة وعملنا ما بها واديناها للعالمين ,
( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
No comments:
Post a Comment