جحا وحميره العشرة وحكومة الكشرة
بقلم: عبدالله الهريشات
يقال ان جحا اصبح ذات يوم فوجد لديه عجزا في موازنته , وان سيولته معدومة, واموره مأزومة, فزادت همومه , فالبورصة اكلت لديه الاخضر واليابس , وعلى بابه طابور من الدائنين منهم الواقف والجالس , وخرج عليهم مكشرا عابس , واخذ يفكر ماذا يعمل فلم يكن لديه شعب طيب بائس , فيزيد عليه الضرائب والمتاعس , ليغطي عجزه (اقصد عجز موازننه لا غير) ولم يكن لديه امانة(لا اقصد امانة عمان) ليشق الخط السريع للكسب الفظيع وليعمل براتب خبير وهو في بيته نائم العين قرير , ولم يكن لديه مصفاة(لا اقصد مصفاة البترول ) ليصفي اعماله ويُهرَّب للخارج ليسوح ويتعالج رغما عن الدائنين وكل مارج .
وجحا لم يكن عنده حظ(لا اقصد البخت) ولا واسطة بلا سلالم ومعارج , واخذ يفكر ماذا يعمل لعل ان ياتيه فرج من فارج , فتذكر ان له رعية من حمير , نعم حمير فعدّها فوجدها عشرة حمير فساقها ونزل بها الى سوق الحلال والحمير ليبيعها وبئس المصير , وفي الطريق ركب واحدا منها وعدّها مرة اخرى وهو راكب فوجدها تسعة حمير , وترجل عن الحمار الذي يركبه وعدّها مرة اخرى فوجدها عشرة , فتبسم ضاحكا وزالت عنه الكشرة , فقال قولته المشهورة المبررة لئن امشي راجلا واربح حمارا خير من امشي راكبا واخسر حمارا , هذا هو حال جحا وقد نسي عُشر الحمير وهو راكب.
اما حال حكوماتنا ويا ليت حال حكوماتنا مثلها مثل حال جحا ولكنها نسيت او تناست التسعة اعشار من حمير وحمار- الحرامية الفٌُرّار- وركبت هذا العًشر الشعب الطيب المختار.
عبدالله الهريشات
No comments:
Post a Comment