My Blog List

Sunday, May 15, 2011

أنا أعبد الله... اذن أنا حر

أنا أعبد الله... اذن أنا حر  ! 
عبدالله هريشات

       قال الفيلسوف والرياضي والفيزيائي الفرنسي الشهير (ابو الفلسفة الحديثة وابو الاحداثيات) ديكارت : (انا افكر..اذن انا موجود) , يعتقد ديكارت أن الله يشبه العقل من حيث إن الله والعقل يفكران ولكن ليس لهما وجود مادي أو جسمي، إلا أن الله يختلف عن العقل بأنه غير محدود، وأنه لا يعتمد في وجوده على خالق آخر، ويقول:"إنني أدرك بجلاء ووضوح وجود إله قدير وخير لدرجة لا حدود لها".

      هذا هو مذهب ديكارت في الشك و الوجودية الذي يبدو فيه بعض الخلط و التخبط  والغموض في التصور للوجود وخالقه , بينما نجد التصور الاسلامي واضح جلي للوجود والكون والخالق والمخلوق , والحياة والموت وما بعدهما, اساسه البيان والتبيين بين الرشد والغي وبين الهدى والضلال وتفعيل دور العقل للتمييز وحرية الاختيار ثم الرضى والقبول و بلا جبر و اكراه ثم اليقين والتصديق ليسبقه كفر بالطاغوت  ليصبح القلب ناصعا نقيا, يتبعه ايمان بالله وحده يملءُ القلب باليقين الذي لاشك فيه فيفيض ويسطع النورعليه وعلى من حوله وتلك هي العروة الوثقى التي لا انفصام لها,( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).

              وأنني اقول :( أنا أعبد الله الاحد رب الوجود.. اذن انا حر و موجود).
       ان العبودية الحقة لله وحده هي اقصى درجات مراتب الحرية واعلاها , فعبوديتك لرب البشر رب العالمين الواحد الاحد تحدد لك حدود علاقاتك جميعا مع رب البشر ومع نفسك ومع البشر ومع الكون ومع العالمين اجمعين,وتعرف ما لك وما عليك فلا تضارب ولا تناقض ولا تخبط ولا تعدد الهة , وكلما تلذذت بهذه العبودية وتذللت لمعبودك كما امرك , كلما زاد تذوقك لطعم الحرية واستمتعت بها واستنشقتها وفاحت من حولك الدنيا شذى وعبيرا, وازدان الافق من حولك بهاء ونورا, وغمرت قلبك السعادة الغامرة التي ما بعدها سعادة لانه مملؤ بالايمان والحب والاحسان, ولو اشتدت من حولك الخطوب , وادلهمت حواليك الكروب, وضاقت حواليك الدروب, وغلقت في وجهك الابواب والاعتاب,كل ذاك تراه هين يسير , لانك تعبد الله وبه تستعين وتستجير, وبنوره وهداه تستنير, وعلى خطى رسوله تسير, وان مع العسر يسرا, ان مع العسر يسرا, ولن يغلب عسر يسرين, وان ضاقت الدروب فان سبيل الله يسع كل محب للمحبوب وان اغلق في وجهك باب فان ابواب الله مفتحة على الدوام لك ولمن يتوب .

     انك في عبوديتك للمعبود تسعد عندما تدخل سعادة على الاخرين , تنفق ما بيدك وما في الجيب , لانك تعلم ان الرزاق الكريم هو رب الغيب , وانه لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وتؤثرعلى نفسك ولو كان بك خصاصة , وعندها تكون الحرية في اعلى مراتبها فتسموالحياة ويسعد الانسان و البشر وتزدهر الامم وحضاراتها.

     وان ادنى واشقى درجات العبودية واسفلها هي اتباع النفس هواها وحينها يكون الانسان ليس بانسان, بل ادنى مراتب الحيوان لا بل اضل سبيلا , فهو عبد للهوى والشيطان فيعيش التضارب والتناقض والتخبط , يرى الحرية في القتل والظلم والفساد ,فتملاء  دنياه وقلبه الاحقاد والسواد, ويطغى في البلاد والعباد, يعطل عقله ويقفل قليه ويكون اسير ذاته و عبد نفسه وهواها او عبد غيره من البشر او الحجر او الطاغوت او ما شابه من اصنام وازلام ومسميات سموها هم واباؤهم ماانزل الله بها من سلطان من ديمقراطية وتحرر ووجودية وراسمالية واشتراكية وجمهوريات وممالك لا تحكم بشرع الله , وحينها تموت الحرية و يكون لامعنى لها وتكون الحياة والعيش ضنكا وبؤسا وشقاء واتنحارا ودمارا وفناء  .


No comments: