حرينتي يا ذينتي

حرينتي يا ذينتي           

عبدالله الهريشات

          ابدأ مقالتي عنوانها بهذا المثل البلدي المشهور : (حرينتي يا ذينتي )  حين يقولها القائل في وجه غريمه المسيء اليه من بعد احسان ثم يمسك باحدى اذنيه ويفركها و بشدة والم وحسرة ويقول:(حرينتي يا ذينتي) , والذي كل منا قاله او لابد قائله في يوم من الايام او قال مثله اومايشبهه من الحديث المأثور: ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) ,  او

 ( ومن يفعل المعروف في غير اهله ***يضرس بأنياب ويؤطأ بمنسم ), او

(  من يفعل المعروف في غير اهله***** يلاقي الذي لاقى مجير ام عامر).

         وقد كنا صغارا نقولها عند فعل شيء يغضب الوالدين او اخا كبيرا لنا او معلمنا او بعضنا بعضا فنخاف من ان يحل بنا غضبهم و عقابهم فنقول لهم نسترحمهم و نستدرعطفهم : حرّوم وتوبة وحرينتي يا ذينتي لن اعيدها مرة اخرى .

        انك عندما تضحي لغيرك وتعمل له الخير والمعروف  وتؤثره على نفسك ولو كان بك خصاصة تشعر بالسعادة الغامرة وبلذة الحياة سواء عرفته ام لم تعرفه وقد تفمل هذا لا تبتغي الا وجه الله تعالى  ولا تريد من هذا الغير لا حمدا ولا شكورا وتتمثل بقول القائل : 

( من يفعل الخير لا يعدم جوازيه*****لا يذهب العرف بين الله والناس ).

        لكن وفي المقابل ان وجدت ان من  ضحيت من اجله لا يستحق هذا الايثار وتلك التضحية وقد قابل الاحسان بالإساءة والمعروف بالمنكر , والوصل بالقطيعة والجفاء, والود بالحقد والحسد , حينها تقول: حرينتي يا ذينتي .. وياليت.. وياريت وبا حيف على  هاللحية ويا ....ويا ....ولات حين ندم.

     نحن الاردنيون حالنا  ونوابنا وحكوماتنا السابقة ينطبق علينا هذا المثل حرينتي يا ذينتي , وكل مرة نقول فيها حرينتي يا ذينتي نقع مرة اخرى لا بل مرات ومرات  مع النواب و الحكومات اللاحقة وهكذا المتعاقبة , فإلاما سييقى الاردنيون يندمون وبندبون حظهم وبختهم من بخت الى بخيت؟. فالوزراء اوزار والنواب انياب والاعيان عميان  يلقاهم الاردنيون  بالخير والمعروف فيلقونهم بالشر والمنكر والنهب والبلطجة, ونقعد نندب حظنا وبختنا ونقول حكوماتنا رشيدة ومتختة ومبختة فلا فساد ولا استعباد ولا ظلم ولا جور ولا تزوير ولا بلطجة على الدوار وفي كل الديار وقد تقول :أه...وآه... وآه..  شو انا كنت حمار... و...وينك يا اذني ( حرينتي يا ذينتي ) ان عدت لمثل هذا, والان  دعوني امسك اذني واقرصها يشدة واقول: (حرينتي يا ذينتي) ان عدت لكتابة مثل هذا ابدا ابدا ابدا.