انتحاري مزيف قرفان وكذبة نيسان

انتحاري مزيف قرفان  وكذبة نيسان

          لقد اصابنا الذهول والفزعان , لما تناقلت الاخبار والجرنان , ان انتحاريا قد داهم مقر حزب جبهة العمل الاسلامي والاخوان الذي لم ازره للان , اهذا يحدث في الاردن وطن الامن والامان , ومر سريعا في ذاكرتي شريط احداث فتادق عمان , وتبعه شريط احداث اذار من قبل  البلطجية والزعران , وتذكرت نيسان ومر برأسي شريط نيسان فقلت لعلها كذبة نيسان , ثم قلت اه فعلوها الاعوان وهذه المرة في الاخوان ,  ورايت اعضاء الحزب وقد اصفرت منهم الوجوه وحبست منهم الانفاس وزادت عليهم الشدة والباس و قد زاغت منهم  الابصار, وضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وبلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا , وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه , وانا اقول يا ستار و يا ستير استر و الطف بهم بعنايتك وانظر , واحم الاردن من شرور الانتحاريين واهد كل منتحر , فلما انكشف الغم وزال الهم وقالوا انه انتحاري مزيف اتقلبت على قفاي فجأة من بعد جد وشد لهزل وضحك , وقد اصابني ما اصاب الحديد الحامي حين تسكب عليه الماء البارد , ولا تسمع صوتا من هذا الحديد الا تش تش تش .

       ان ما حدث البارحة  وماحدت قبله  مؤشر خطير سواء حدث لفرد  او لافراد اولجماعة ايا كانت في هذا الوطن الغالي الذي فيه الامن والامان والوحدة الوطنية اهم اسسه ومن مقوماته والذي نسال الله ان يحمي هذا الوطن ومن فيه قيادة وشعبا وارضا  من الفاسدين والارهابين ومن فتنهم وشرورهم , لان الافساد في الارض من ترويع وتجويع هي طريق دمار وزوال الدول والجماعات والافراد وهلاكهم , وهذا ما يلزمنا جميعا ان نسعى ونتكاتف ونوحد الجهد ونجدد العهد على التغيير والاصلاح من اجل بناء اردن  حديث حر قوي نقي طاهر نظيف يواكب امال وطموحات شبابه وشعبه وامته .

    

      ان نعمة الامن والامان لاتقدر بثمن وهي المطلب الثاني المهم للحياة البشرية السليمة بعد المطلب الاول من توفير فرص العمل و الكسب الحلال والاطعام من جوع (الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف) وبعدهما يستطيع بنو البشر عبادة رب البشر (فليعبدوا رب هذا البيت). لذا فان الذين ينغصون الامن والامان ويروعون الامنين ليسوا اقل جريمة من الذين يحاولون قطع ارزاق العباد , وسواء كانوا عابثين ام جادين , فان هؤلاء الذين يقومون بهذه الجريمة او تلك يجب ان يحاسبوا حسابا عسيرا لان الجريمتين فيهما ارهاب وترويع وتجويع , فالإرهاب مثله مثل الجوع كافر , ولا نريد في اوطاننا  الفساد والكفر ,  لأن الاردنيين اجمعون يريدون في وطنهم الامن والامان والرزق الحلال والايمان .

abdulhrish@yahoo.com  

عبدالله الهريشات