أما آن للجرذان ان تخرج من جحورها...؟!
عبدالله الهريشات
لقد ذكرني خطاب القذافي المعقد العقيد القعيد الملهم الفذ العتيد الذي يشبه في ثيابه جحا ايام العيد وهو يخطب في الخطاب المهزلة الذي خلط الملوخية بالجميد وهو يذكر الجرذان عدة مرات و يعيد في خطابه ويزيد فيدعوهم بالمقملين والمهلوسين وسيلحقهم من دار الى دار ومن زنقه الى زنقه وبالترهيب والوعيد , و ينبح على شعبه وانه سيموت شهيد بجوار جده الفقيد , وهو لا يدري انه هو الجرذ يهرب من جحر الى جحر مذعورا طريد , ذكرني بالشاعر علي ابن الجهم لما اتى من البادية ليمدح الخليفة المتوكل في بغداد الصمود , وامتدح الخليفة بقوله :
انت كالكلب في حفظك للود *** وكالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـواً*** من كبارالدلا كثيـرالذنـوب ...الىاخرالقصيدة .
وارادت الحاشية ان تبطش به , كيف يجرؤ على تشبيه الخليفة بالكلب والتيس والدلو, لولا ان الخليفة وعى ما قال وعرف انه يمتدحه بالامانة والقوة والكرم , فقال لهم دعوه واسكنوه عند دجلة , ومكث فترة الى ان تذكره يوما الخليفة وسال عنه فقالوا له هو حيث امرتنا فاستدعاه ولما حضر انشد الخليفة :
عيون المها بين الرصافة والجسر**** جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري
أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن***** سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمر سَـلِمـنَ وَأَسلَمنَ القُـلـوبَ كَـأَنّـَما *** تـُـشَـكُّ بِأَ طــرافِ المـُثـَقّـَفَـةِ السُـمـرِ
الى اخر القصيدة.
فقال المتوكل : أوقفوه ، فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة.
اندهشت الحاشية بما سمعوا , لقد وعى الخليفة الامر وفهمه حق الفهم , اما الحاشية فقد غطى عليها حب الخليفة عن ادراك هذا الفهم وعلم ان البيئة لها الاثر الكبير في شعر الشاعر وهو مالم تعيه الحاشية ,فلقد كان في البدو يعيش الجفوة والقسوة والقوة والكرم والامانة وحفظ العهد والود والتي كان يراها تتمثل في الكلب والتيس والدلو , ولما عاش المدينة والحضر قال ما قال من رقة وعذوبة ولطافة.
وهكذا هي بيئة القذافي واولاده وحاشيته فهي الجحور التي تؤويهم و يتخذونها مخابئ لهم حيث ذكر الجحور والجرذان وحبوب الهلوسة اكثر من مرة لانه لا يرى غيرها فيها ولا يرى غير ابنه المبتلى بالمخدرات والادمان وحبوب الهلوسة. وهو كغيره من الطغاة يبرر قتل شعبه بتبريرات سمعناها و نسمعها منهم وقد تتبدل او تتشابه بينهم ومن وقت لاخر ومن طاغية الى طاغية, وما ادري ارعاة هموا ام ذئاب ام لم يشبعوا من البترول ومما لذ وطاب اكثر منذ 40 سنة وهم على صدر الشعب يجثمون ويسرقون قوته و يسدون في وجهه الابواب, فانه لا يشبعهم الا التراب و القتل والاجرام والخراب , وهذا ابنه سيف الشيطان المبتور ذو العقل الموتور واللسان الفاجر المفجور فقد انكشفت السؤات وبان المستور بعد ان كثر لغطهم وطزاتهم وهذه المرة الطز ليست لامريكا والامريكان بل للشعب العربي الغلبان الذي اكلوا خيره وكانوا عملاء غيره ,هؤلاء تخرجوا من مدرسة الطز في جحورهم التي عافتهم وستلفظهم عما قريب ولن ينفعهم ما سرقوا من مال وبترول ولن تنفعهم مرتزقتهم فسيولون الدبر وسيهربون من الجحر عندما يحمى الوطيس وياتيهم قدرهم التعيس ويعصف بهم هذا الشعب الثائر كالطوفان الهادر ليخزيهم الله هم ومن معهم في العالمين ويلبسهم ثوب الذل والعار بارادة الشعب والتي هي من ارادة العزيز الجبار.
No comments:
Post a Comment