لستم رعاة ولابشر بل انتم ذئاب و...!
بقلم : عبدالله الهريشات
ليسمح لي القارئ الكريم ان اعبر عما يجول ما بي بعدما رأيت وما سمعت من ثكالى دمشق ودرعا وبنغازي واجدابيا وصنعاء و..و.. , وليعذرني عن بعض ما سيسطر قلمي من لفظ ما , لانني قد تأثرت تأثرا بالغا وزاد انفعالي مما يجري في عالمنا العربي من قتل وسفك للدماء ونحيب وبكاء للثكالى والارامل والايتام والضعفاء ومن حصار وقطع للماء والكلاء والكهرباء , فاعذروني ان الافكار شردت هنا وهناك فصور القتل البشع ونواح الارامل ودموع وعبرات ورثاء الثكالى لا يفارق سمعي وبصري .
ان صلاة الجمعة في بعض مدن سوريا وليبيا اوقفت من قبل الانظمة التي تدعي العروبة والاسلام والصمود والتحدي , والتي تدعي انه رفع فيها قانون الطوارئ قولا , وفعلا انزلت الدبابات في الشوارع والازقة لدك المساجد والبيوت والعباد , وكنا لا نراها عندما دك يهود مواقعهم في عمق البلاد وفي الجولان من قبل .
انه من محاسن او مساوئ الصدف ان نجد التضاد في اسماء حكام ينتسبون للعروبة والاسلام ويدعون البعث العربي والاشتراكية والجماهيرية ولا نرى منهم الا الطائفية والموت والانا والديكتاتورية والدمار والقتل في البلاد والعباد بلا ادنى شعور و حس ادبي او وطني او قومي او عربي او اسلامي او انساني اوحتى حيواني , ان الحيوان عنده قوانين ولديه رأفة في بعضهم البعض وان له على الانسان حق الرفق به , هذا لو انهم اعتبروا ان هذه الشعوب حيوانات . فما بال هذا الانسان ان كان ابا او ربا او راعيا وحاكما , وكيف به من اجل كرسي ملعون وجلوس عليه لأكثر من عدة عقود ولا يكفيه هذا ولا يشبع حتى يملاء جوفه التراب , فينقلب الراعي ليصبح ذئبا فيطلق كلابه ليفسدوا ويظلموا ويقتلوا ويكذبوا ويقولوا ان الذي يجري هو من عصابات تكفير وقاعدة وشيوخ وعملاء ومخططات اجنبية وما الى ذلك .
كنت قد كتبت عدة مقالات في هذا الشأن ولا زال الامر يتكرر واصبحت اخجل ان اعيد ما قلت فمنها ان التكرار يعلم الشطار بل الحمار وغيره ومع ذلك لا زالت في عالمنا العربي الاسطوانة نفسها تتكرر فما قيل بالامس من حاكم يقال اليوم من اخر وسيقال غدا من اللاحقين والاخيرين , ان في عالمنا العربي -وعذرا- حمير كثر يجلسون على كراسي لا يعون ولا يرعوون وقلوبهم غلف عم صم بكم فهم لايفقهون .
ان البعث السوري والنظام الطائفي الوراثي في دمشق الحبيبة , بدأ ينبش قبره بيديه وسيحمل نعشه عن قريب , لا ليبعث بل ليقبر في مقابر التاريخ وبلا رجعة او ندب عليه ونحيب , ان الاباء قد اكلوا الحصرم وهاهم الابناء يضرسون , وقد كنت اظن ان هذا الشبل الشاب سيقوم باصلاحات جوهرية وبسماع نداءات شعبه ولكنه ونظامه واعوانه فعلوا فعل ابيه في حلب وحماة وتدمر و خيبوا الظنون ليتحقق عدل السماء عن قريب في الكون , و اسد النعامة الان يسير مسار زين الشين ومبارك المخلوع والمنزوع البركة ومعمر المدمر وصالح الطالح فهم قد اصموا الاذان ووضعوا الرؤوس كالنعام في الرمال , ولم يكونوا حافظين لشعوبهم وبلادهم كالرجال و كالاسود والاشبال بل اصبحوا كالنعام والذئاب والكلاب , وامام الاعداء ارانب وبسس .
وعن الجولان فحدث ولا حرج فعسكريا قيل انه يستحيل سقوط الجولان لموقعه ولكنه سقط وتم اعلان سقوط القنيطرة قبل ان يحدث ذلك فعليا ، بالإضافة إلى تأخر غير مفهوم لسلاح الجو السوري في دعم نظيره الأردني مما أدى لتحميله مسؤولية الهزيمة , وحكم الاسد وشبله بالحديد والدم والنار فمن مجزرة حلب وحماة وتدمر الى درعا وبانياس وحتى موطنه اللاذقية الان يثور عليه مع باقي المدن السورية , ان تحركات الدبابات الى درعا كانت محرمة على سوريا من قبل يهود منذ سقوط الجولان ولكنها تحركت لقمع شعب درعا بعد ان اذن يهود للنظام بذلك.
ان الانظمة الجمهورية في وطننا العربي اصبحت ديكتاتورية وملكية وراثية ودعوني اطلق عليها اللفظ الجديد
( ديكملكورية ) اختصارا لها من الديكتاتورية الملكية الوراثية الجمهورية فحكم القذافي وابناءه من خلفه زاد عن الاربعين وكذلك الاسد وشبله والله عليم بصالح الطالح . ان اراضي وسماء سوريا واليمن وليبيا مستباحة من يهود وامريكا والغرب , والعباد في تلك البلاد مستباحة دماءهم من انظمتهم الديكملكورية.
يا اخوتنا ويااهل ليبيا واليمن وسوريا لكم الله وصبركم الله وثبتكم وفرج كربكم تقبل الله شهداءكم ورحمهم وشفى جرحاكم ومرضاكم واستعينوا بالصبر والصلاة وان طريق الحرية معبد بالدماء ,
( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )
ان هؤلاء الرعاة ذئاب وليسوا اسودا او اشبالا الا على شعوبهم المنكوب حظها العاثر بهم , اما امام الاعداء وعند اللقاء فهم كالنعام والارانب وكما قال الشاعرعمران بن حطان يهجوالحجاج ويذكره بجبنه واختباءه من غزالة ورجالها وقت الحرب :
اسد علي وفي الحروب نعامة***** ربداء تجفل من صفير الصافر
هلا برزت الى غزالة في الوغى***** بل كان قلبك في جناحي طائر
وهذا هو حالنا اليوم والتاريخ يعيد نفسه وان كان للباطل جولة فللحق جولات وصولات فاسرحوا وامرحوا ايها الطغاة فان دماء الشعوب لن تذهب هدرا وانما هي زيوت لمشاعل الحرية القادمة وستكون لعنة عليكم لن تفارقكم الى يوم الدين, وانه قد اقترب الفصل الاخير لنهايتكم المأساوية وان الله يمهل ولا يهمل وتلك الايام نداولها بين الناس والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لايعلمون .
عبدالله الهريشات
No comments:
Post a Comment