شعوب تتنتصر ..وانظمة تنتحر..وحكام تحتضر



شعوب تتنتصر ..وانظمة تنتحر..وحكام تحتضر  .....   
بقلم: عبدالله هريشات

        ما رايناه من بن علي في تونس- بعد الذي رايناه من مبارك ونراه من القذافي والاسد وبن صالح وممن سيلحق بهم من خلفهم من رئيس و امير- , نجد ان ما عمله بن علي  من الرحيل ينبغي ان يشكر على فعله وان جاز ان  نصنع له تمثالا  لكان به جدير .

      عندما يستأسد الحاكم على شعبه ويصبح الراعي ذئبا, لا بل ويستعين عليه بكلاب اجنبية وجنود انكشارية فبشر الحاكم بالرحيل , لا بل الاعدام عليه قليل, كم مر من العقود وانتم ايها الحكام  تحكمون شعوبكم بالنار والحديد و الان جاء دور الشعوب لتحكم عليكم وبالرحيل على اقل تعديل .

      ان ما يفعله الديكتاتوريون ومنهم الاغبر في ليبيا وشعبها قد جاوز نيرون في فعلته, فذاك استخدم النار وهذا يستخدم النار وكل وسائل القتل والدمار في ليبيا وفي شعب المختار , وان من دواعي السخرية وشر البلية ما يضحك ان ترى الزعيم الاغبر الذي اسمه معمر بل هو مدمر وهو يهدد ويهدر, ويستظل بمظلة لتقيه قطرات المطر ولا يدري ان الطوفان من حوله هادر , وان الغريق لا تنفعه قشة او مظلة من شعب ثائر . وان ما يفعله نظام بن صالح  ونظام دمشق هوما يفعله النعام وهذا مؤشر بداية السقوط لهذه الانظمة , لان من يعادي شعبه ويستاسد عليه اليوم فان ارادة الشعب ستسحقه في الغد القريب .   رحم الله الشاعر الذي قال :

     اسد علي  وفي الحروب  نعامة***** ربداء تجفل من صفير الصافر

     هلا برزت الى غزالة في الوغى***** بل كان قلبك في جناحي طائر

        وان من الشعر لحكمة و هذا هو حال الحكام مع شعوبهم من جهة ومع اعداء شعوبهم من جهة اخرى , فهم روؤس  للقرعنة والكفر على شعوبهم ,وهم انفسهم اذناب للعملاء في الدبر.

        انهم لايريدون التغيير والاصلاح لانهم هم رأس الظلم والفساد لذا لا نسمع الا الكلام المعسول من اجل الاصلاح والتغيير و نرى الفعل الباطل المبطول من بلطجة و فساد وتزوير , وقتل وتدمير.

        انها شعوب تتنتصر , وانظمة تنتحر , وحكام تحتضر , وانحطاط يندثر وامال وطموحات تستعر ولن يقف في وجهها طاغوت وطاغية  فهو القدر المقدور والسنة الكونية على مر العصور ولان الباطل زائل زاهق والحق دامغ فائق .

       ان العرب اليوم  هم غيرعرب الامس وان دورهم قادم بين الامم  لقد مل  العرب الحكام  وجربوا كل انواع الحكم من بعثية وشيوعية واشتراكية وراسمالية ومن مدعي القومية ووجدوها لا تتعدى الشعارات والترهات والهزائم والنكبات وضياع المقدسات وسرقة الاموال  والبلاد واستعباد العباد.

      ان الحكام الغارقون في الظلم والفساد والقتل حكموا على انفسهم بانفسهم فكل مصيره خالته وخالة القذافي اما الاعدام او خالته التي في تل ابيب , و قد كانت خالة بن علي جدة , وخالة مبارك طرة ,  وستكون خالة الاسد ان نجا طهران او لبنان , والخالات للحكام تتكشف يوما بعد يوم وتلك خالات الاشقياء, اما خالة من يقول الحق ويتكلم على الباطل والفساد فتعرفون خالاتهم اما ابو زعبل وقد تغير حاله واما تدمر والمزة وصيدنايا وقطنا واما فندق ابو رسول وفي كل بلد خالة وخالات وتلك خالات الاتقياء..

        وان اصم الحكام اذانهم عن مطالب الشعوب من التغيير والاصلاح الفعلي والحقيقي ولم يستعينوا باولي القوة الامناء الاتقياء من رجالات االاوطان , وبقوا كما هم وبطاناتهم في الظلم والفساد فعليهم من الان ان يبحثوا عن خالاتهم قبل فوات الاوان فالحكام تزول وتتبدل  والشعوب والاوطان تبقى وعن ايمانها لن تتحول .

 abdulhrish@yahoo.com                        عبدالله الهريشات