الطفيلة وربيع التغيير
الطفيلة والفاتحة وحسن الخاتمة
بقلم: عبدالله الهريشات
مرت الجمعة الاولى في الطفيلة جمعة الغضب واللااهلا ولاسهلا في اعقاب زيارة البخيت المشؤمة وما تلاها من اعتقالات و خرق للقانون وانتهاك لحرمات البيوت -وحرية التعبير والرأي والتي كفلها الدستور -بعد منتصف الليل وكأن الطفيلة ترزخ تحت الاحتلال الصهيوني وهكذا عندما يعيث الفساد فان الدستور يُنتهك ويُنحّى ليحل مكانه دستور من نوع اخر دستور الفساد والبلطجة وانتهاك حرمات الناس والبيوت من بعد ما اكل الفاسدون الاخضر واليابس واسسوا لهذا مؤسساتهم وقننوا لها القوانين واستغانوا بالانفس الضعيفة المريضة التي تباع بالفلس والدولار.
وها هي الجمعة الثانية تمر في الطفيلة الهاشمية طفيلة الاحرار بمسيرة حضارية اخرى ولا اجمل ولا ارقى في جمعة الفاتحة على روح الحكومة والتي بدأت تنفرط مسبحتها و روحها تخرج ريحها , وليس لاهل الطفيلة غير الجمع يشكون فيها الى الله ما اصابهم من الظلم والفساد من نواب وحكومات الفساد المتتالية ويدعون الله في هذه الجمعات المباركات ان يستجيب لهم في ساعاتها المباركات المستجابات الدعوات فيها, فهم يشكون الى الله ولاة امورهم الذين اضاعوا الامانة واعانوا الفاسدين فيها ووسدوا الامور لغير اهلها من الفاسدين والمنتفعين الذين اكلوا الاردن سحتا وعلى اعين الولاة و تحت بصرهم هذا ان لم يكن بامرهم وبمشاركتهم فليس للطفيلة واهلها الا الله فحسبنا الله ونعم الوكيل.
قُرئت الفاتحة على روح الحكومة في الطفيلة يوم الجمعة والتي قد تسمى جمعة الفاتحة لاحرار الطفيلة وشيعت الى البقيع بقيع الطفيلة لا بقيع المدينة المنورة وحتى البقيع مقبرة الطفيلة والاموات فيها يشكون الى الله الحكومة فهي تفتقر الى مقومات المقابر فاغنام تسرح وكلاب ضالة تعوي وتنبح فيها , ان اول مرة احضر جنازة في امريكا وجدت ان مقابرها متنزهات تحب الا تفارقها فالاموات يتنعمون فيها والتي لم يتنعم الاحياء من اهل الطقيلة في مثلها فليرحم الله احياء الطفيلة وامواتها , والتي لم ترتق حتى متنزهاتنا في الاردن الا قليلها الى مستواها لابناء الذوات في عمان الغربية فما بالك في الطفيلة التي ليس بها اصلا متنزهات في كل خي من احياءها وقراها , ان مخيماتنا في الاردن تغيش حياة اقضل من حياة محافظة ما تسمى الطفيلة الهاشمية , وان حظ غزة واهل غزة بدون مقارنة على سؤ احوالهم وحصارهم تحت الاختلال اكثر حظا من الطفيلة واهلها فهناك يشاهدون المباريات العالمية وعلى اكبر الشاشات ومن غلى شاطئ البحر وهم يؤرجلون وينكتون ويبتسمون ويضحكون , اما اهل الطفيلة فلا ترى في داخلهم الا البؤس والالم على الاردن وعلى الامة وان اظهروا على وجوهم الابتسام وعلى الغالب الجد والتجهم ولم ينلهم من الانيساط الا النكات والتندر اما ايديهم فقابضة على الجمر وقلوبهم فوقه تصطلي .
اذا قامت الطفيلة قام الاردن وان رياح ربيع التغيير تهب من الجنوب المحبوب , ان الفساد الذي عم البلاد نالت منه الطفيلة وباديتها وقراها اشد مما نالت منه مدن اخرى ان الطفيلة حاضرتها وباديتها تالت النصيب الاكبر من الفساد والظلم وسؤ السياسات والتخطيط وحتى الزيارات الفاغلة والانشطة على مختلف انواعها تفتقرها المحافظة .
ان الطفيلة ليست بحاجة الى زيارات رسمية لا تسمن ولا تغني من جوع او زيارات خاصة لفلان وعلان و لقضاء مصالحهم الخاصة وتحسب هذه الزيارات على انها زيارة للطفيلة , ولا نريد تعيينات وتعبئة وزارات من وزراء وغيرهم لاسماء تنسب للطفيلة وتحتسب عليها وليس لهم من الطفيلة الا المولد او الاسم اوالمصالح الخاصة ولم يعانوا ما يعانيه اهل المحافظة وقراها وباديتها الذين يعيشون فيها وينغرسون في الارض كالاشجار الثابتة المباركة العملاقة لا تنقلع كما انقلع ممن يحسبون على الوطن في لندن وغيرها يبذرون مقدرات الوطن وامواله وحتى المنح النفطية والمالية من الكويت والخليج تسجل في حساباتهم البنكية الشخصية في الخارج.
ان الطفيلة في امس الحاجة الى مشاريع تنموية حقيقية وبايد امينة لانهاء البطالة والفقر و بحاجة الى مؤسسات مدنية ترعى اطفالها وشبابها , وبنى تحتية ومتنزهات عامة وملاعب للاطفال في كل حي ومستشفى متكامل شامل وطرق .
ان الطفيلة غنية بمعادنها من منغنيز واسمنت وبوتاس وفوسفات وغيرها وهناك مصانع في الطفيلة وان استفاد بعض ابناء المحافظة من العمل فيها لكن لم تؤد دورها وواجبها التنموي والبيئي والاجتماعي والصحي في المحافظة فقد نال ابناء المحافظة منها الامراض والكلى والسرطانات وما شابه وليس هناك مستشفى شامل متكامل, وطريق له اكثر من 17 سنة لم يكتمل بعد , وارضها خصبة ولكن ينابيعها تجف شيئا فشيئا وليس هناك اهتمام بالزراعة والمزارعين فيها ولا بثرواتها الزراعية و الحيوانية من اغنام وابقار ومواشي حتى ان اعداد الثروة الحيوانية فبها تكاد تكون قليلة ان لم تنعدم .
ان الطفيلة وشبابها الواعي الذي احتمل الفساد والظلم ولم يعط حقوقه وقصرت الدولة باجهزتها المختلفة في رعايته والاهتمام به وبابداعاته وقللت من شأنه وتناسته لان الفساد اعمى الحكومات والنواب ولم يسلم منهم الا القلة القليلة والتي همها هم الاردن وشانه وامنه ورفعته وهؤلاء هم من أُبعدوا عن القرار وهُمشوا وظُلموا , والطفيلة المظلومة اليوم وكل يوم جمعة تشكو الى الله ولاة امورها ومن ضيعها وضيع شبابها , والطفيلة وشبابها الاحرار هم للاردن ويفتدونه بالدماء والارواح وبالولد وما تلد وهم للاصلاح ماضون وللفساد واهله محاربون وواقفون له بالمرصاد مع كل احرار وحرائر الاردن .
abdallahalhreishat.blogspot.com
عبدالله الهريشات
No comments:
Post a Comment