المليم الحرام والكازينو الحلال
عبدالله الهريشات
مسكين رئيس وزراء دولتنا العتيدة المنتهية صلاحياته -فلسوف يصحو يوما ليجد نفسه رئيس وزراء بلا وزراء وبمجلس نواب بلا نواب - فها هو الشيخ البخيت اذ يقول ان ليس في جيبه مليم حرام اما الكازينو فهو حلال زلال واللعب فيه لو قام حلال زلال وما صُرف ونُهب من اموال الشعب عليه فهو حلال زلال , ليس الاتهام والاجرام في السرقة او الرشاوي وحدها فقط يا رئيس الوزراء ولكن التفريط في حفظ الامانة في اموال الخزينة وسؤ ادارتها والتقصير في حفظها ورعايتها وتبذيرها وتبديدها في غيرما فائدة على البلاد والعباد هو فساد واجرام.
فهذه قصة يوسف عليه السلام تبين ذلك (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)). فالاموال العامة لا تحتاج الى القوة والامانة فحسب بل تحتاج الى الحفظ والعلم فكيف بتبذيرها ايضا في الرجس و الحرام فهذا اجرام وفساد وافساد اخر ايضا وهو لا يقل جرما عن السرقة فيها. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)).
إن أفلتك اليوم بعض النواب فلن تفلت انت وهم ومن معك من رب الارباب , والشعب لا يزال يطالب بمحاسبة الفساد والحرام ومن رخص للحرام في اردن الرباط والاسلام ومن ضيع اموال الخزينة في امور لا تعود بخير على العباد والبلاد بل بالشرور والفساد .
على رئيس الوزراء ان يتحمل المسؤليةالادبية والقانونية كاملة هو ومن كان في موقع مسائلة ومسؤلية انذاك وان يدفعوا من جيبوبهم جميع ما قد أُهدر و دفعته الخزينة باطلا بسببهم فلو قعد في بيت ابيه وامه لما اصبنا بمصيبة اسمها الكازينو ولو كان البخيت في تخته لما ساء بختنا فيه مرات ولا زلنا نعاني وستعاني الاجيال القادمة سؤ الادارة والاستخدام والتقصير والاهمال والتفريط في الامانة وحفظها والعلم بامورها والخلط في الحلال والحرام فيها , مثلما التفريط والتساهل مع اهل الفساد بل تهريبهم للخارج وما اظن تبريراته في ذلك تقنع طفلا اردنيا فكيف بمن هرموا وهرمنا معهم في ظل الانظمة الفاسدة التي لاهم لها الا مصالح خاصة لافراد او لعصابات فساد وهي التي تجاهلت مصالح البلاد والعباد. ونتسال ماذا بعد وهل يكون البخيت من الشجاعة بمكان ليقول انا ومن معي المسؤول وهل سيحاكم هو ومن معه ام ان الاصلاح كلام في كلام وان الفساد هو القانون و النظام ؟!.
عبدالله الهريشات
No comments:
Post a Comment