اليوم مكابر وغدا صاغر

 

اليوم مكابر وغدا صاغر

عبدالله الهريشات

           قلنا ونقول وسنن الله تقول ان ارادة الشعوب من ارادة الله وانه لن يقف في طريق هذه الارادة ظالم و فاسد الا سحقته ولا مكابر الا أذلته وأخرجته من هذه الدنيا ذليلا مذموما صاغرا مدحورا , هذا في الدنيا واما في الاخرة فجزاؤه عند القوي المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون .

         ان نظام الاسد اليوم لم يصم اذنيه عن شعبه فقط بل اصم اذنيه عن نصائح من يريدون له ولسوريا ولشعبها الخير والاصلاح والقوة والمنعة من الحكام و القادة و الصحفيين والمفكرين العرب وغير العرب من امثال اردوغان وعبدالله الثاني ونصرالله و عبدالباري عطوان وليث شبيلات وادونيس , لان المُبلِّغ والناصح احيانا اوعى من السامع والرائي وممن يعيش وسط الحدث , هذا عوضا عن الايات الكبرى من الاحداث الجارية التي شهدناها ونشهدها ويشهدها معنا الاسد ونظامه من سقوط انظمة ووشوك انظمة اخرى على السقوط لانه لا يوجد في حكامنا معتبر , لان العبرة لاولي الابصار ولان العبرة لمن يخشى ولان العبرة لمن اعتبر و لان العبرة لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد , لا لمن صُمَّت اذناه وطُمس على قلبه فمثله كمثل الانعام بل اضل سبيلا .

      بدأ نظام الاسد اليوم كِبره هذا  ان لم يكن من بداياته مكابر و هو يدعي ويتاجر علينا انه مقاوم وممانع على يهود  وهو في الواقع صاغر مسالم موادع ليهود و ان مكابرته ومقاومته وممانعته وجبروته على شعب سوريا الابي وعلى احرارها وحرائرها وعلى من يسدي ويخلص له  النصح  وعوضا عن شكرمن نصحوه واخذ النصح بجدية, نجد انه سيعلم ناصحيه ويلقنهم درسا وياليت انه يعي درسه ويفهمه اولا لكنه لا يريد ان يفهم شعبه ولا يريد من شعبه ان يفهمه, وها هو اضاع  واستنفذ فرصه جميعا لكي لا يبقى له حجة على الناس  و رب الناس .

      ان الخطاب المتاخر واظنه الاخير لم يات بجديد بل كان كسابقه ومثل خطاب حكام سبقوه على الطريق غير انه بيّن ان هناك جراثيم من الشعب السوري كما كان هناك جرذان من الشعب الليبي وكما قال وسيقول حكام عرب وعرب فقط عن شعوبهم , وبيّن ان عائلة الاسد  واخوانه واخواله هم من ال البيت وان ليس فيهم الا النظيف الشريف وان عليه ان ياخذ مطاعيم الممانعة او المناعة ضد هذه الجراثيم  وهم لا يريدون مناعة فقط بل سحق الشعب وقتله وشطبه كما صرح الوزير المعلم انه شطب اوروبا من الخارطة ايضا.

      لك الله ايها الشعب السوري , ولك الله ايتها الشعوب العربية لاننا في الزمن العضوض زمن يعض حكامنا فيه بشتى السبل والوسائل على كراسيهم  ليبقوا لانهم بعد لم يشبعوا و لم يرعووا ولم يكونوا على قدر المسؤلية والامانة التي يحملون, اولم يكفهم استعبادنا عقودا قد طالت وطال فيها الظلم والفساد ولم نر اصلاحا وحرية وعدلا ولا زالوا يقولون ان بينهم وبين الاصلاح شهور , ايها القادة والزعماء الذين لم ولن توهب امة من الامم مثلكم ايها الموهوبون والعباقرة  دعوا الشعوب لخالقها وارحموا امتكم وشعوبكم فان التاريخ والاجيال لن ترحم ولن تبقى صامتة وستنطق بالصدق و بالحق والحقيقة , فمن يكون اليوم على شعبه مكابر فغدا امامه سيكون صاغر .

abdallahalhreishat.blogspot.com