الجمعات المباركات بشائر و نذر
بقلم: عبدالله الهريشات
ان ما يمرعلى الامة من جمع ربانية مباركة برغم ان بعضها دامٍ أليم في عالمنا العربي انما يدل على سنة الله في التغيير وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم وان الارادة االالهية قادمة رغما عن ارادة الحكام العرب القاسطين منهم والمقسطين سواء بسواء و رغما عن ارادة كل طغاة العالم , فهاهي الشعوب تريد التغيير والاصلاح وارادتها تمضي بارادة الله , ففي كل جمعة تخرج الشعوب وتنطلق لتطلق عليها اسما مشهودا ولقد ابتدات الجمع المباركة السلمية بالمطالبة بالاصلاح والتغيير وعندما لم تجد فعلا ملموسا للتغيير استمرت جمع متتالية وباسماء جديدة من اجل الاصلاح والتغيير ولكن عندما ينزف الدم وتزهق الارواح تسخن حرارتها , ويزداد لهيبها كلما زاد الدم المسفوح وكلما ازهقت من الشعب روح , لتتبعها جمع اخرى اشد واكثر جمعا وعددا باسماء اخرى وبمطالب تزداد بازدياد الدم والقتل لتطالب بالرحيل وبسقوط النظام . وهذا ما جرى في تونس وتبعته مصر والان دور ليبيا واليمن فسوريا ويا ليت هذه الانظمة المتبقية تستفيد من سابقتها وتتعظ بما جرى لتلك الانظمة .
نحن اليوم في الاردن من شماله ووسطه الى جنوبه ومن معان والطفيلة والكرك الى مادبا فعمان والسلط الى اربد فالرمثا الى المفرق والعقبة فالبوادي والمخيمات , نحب الهاشميين وآل البيت من حب الله وحب رسول الله والذين اتبعوه, نحب ان يكونوا الامناء على هذه الامة وان يكونوا روادها وقادتها في الاصلاح والتغيير والوحدة , لا نحب الفتنة ولا الفرقة ولا الاذى مثلما اننا لا نحب الفساد ولا نحب ان يبقى الفاسدون المفسدون لهم من الامر شيء بيننا وعلينا , ونحب ان نرى حكم العدالة فيهم .
مرت علينا جمع مطالبة بالاصلاح والتغيير ومنها جمع الطفيلة واحرارها والحراك الشبابي في الجنوب فجمعة الغضب واللااهلا ولا سهلا عقب زيارة البخيت المشؤمة تبعتها جمعة الفاتحة والتي قرات فيها على روح الحكومة وتبعتها جمعة الحقيقة تطالب بنفس المطالب من اصلاح ومحاربة الفساد وتبعتها جمعة الحشد وها هي الجمع قادمات من جمعة الاصرار الى جمع لا يعلم نهايتها الا الله لان الله اراد التغيير والاصلاح ولان الشعوب تريد ما اراد الله وانه لا راد لامر الله ولا مفر منه ففروا الى الله , فهل يدرك النظام نفسه هذا ويدركنا معه من الغرق , ام انهم يضيعون الفرص والوقت ويماطلون مثلما ماطلت انظمة سبقت وهم لازالوا سادرون يتكئون على المفسدين الذين ينخرون كالسوسة في النظام وهم لا امل فيهم للاصلاح لانهم في الفساد غارقون لشوشاتهم , وهل يستطيع المفسدون اصلاحا ولو استطاعوا لاصلحوا انفسهم واتقوا الله فينا وفي الاردن , الا يتعظون ويجنبون البلاد والعباد شرور البلاء والفتن , اليس في الاردن رجال يخشون الله ويخافونه امناء اقوياء يعتمد النظام عليهم لينقذوه وينقذوا الاردن من الهلاك والفتنة ,اليس في الاردن رجال الا هذه الوجوه التي نراها كل حين في الغدو والرواح تعيث في بلادنا الفساد , اليس منكم في هذا النظام رجل رشيد يصلح ويغير ويحاسب الفساد والمفسدين ويبعد شرورهم عنا . هلا اصحاب القرار يتعظون من انظمة سبقت وانظمة لحقت وانظمة لازالت في البلاء والفتنة وفي نزعها الاخير . ام انهم يظنون كما ظنت انظمة من قبلهم ان مصر ليست كتونس وان ليبيا ليست كتونس و مصر وان سوريا واليمن ليستا كتونس ومصر وليبيا واننا هنا لسنا كأولئك , ان الانظمة العربية جميعها صورة طبق الاصل و نسخة واحدة مكررة وشبيهة بعضها بعضا فليس هناك من على راسه ريشة او تميمة وان فرعون قد سبقكم في اليم فلا نفعه جند ولا قوة, لان القوة لله جميعا و لان الله هو القوي العزيز, فهاهو بن علي في جدة ومبارك في طرة والقذافي في جحره والاسد لا يدري كوعه من بوعه وصالح طريحا في مشفى عند جاره بعيدا من داره فهلا غيرتم وصلُحْتم واصلحتم والا فاعتزلوا وارحلوا يسلام بلا فتنة وفرقة وقتل وموت زؤام , وكونوا على شعوبكم كرام كما كرموا عليكم وصبروا عقودا بلا تذمر او ملام .
abdallahalhreishat.blogspot.com
No comments:
Post a Comment