على محافظ الطفيلة الرحيل قبل الاصيل



على محافظ الطفيلة الرحيل قبل الاصيل

بقلم: عبدالله الهريشات

       اظن بل اكاد اجزم ان الوقت قد حان الان لتغيير الادارة المحلية في محافظة الطفيلة لسوء ادارتها وادعو لرحيل محافظها الذي لا اعرفه ولم التقه,  ولكنني من خلال نقل الاخبار وما جرى من احداث سابقة ولاحقة في المحافظة الهاشمية , اجدني ملزما على قول مثل هذه الحقيقة المرة , فلقد اخطأ مرتين في الاحداث الاخيرة في الطفيلة ولا ادري كم من مرات اخطأ من قبل في حق المحافظة الهاشمية واهلها , والمحافظة الهاشمية لا تحتمل اخطاء اخرى له مثل هذه او تلك .

   

       ان ابناء اهل الطفيلة كرماء بسطاء وعلى الفطرة وهم رحبوا بالملك واستقبلوه بكل حفاوة وتكريم وبما يليق بمقامه السامي الكريم ولكن سوء ادارة الحكم المحلية وعلى راسها المحافظ  هم من اساء للمحافظة واهلها في تخبط تخطيطهم وفي منعهم شباب الطفيلة الاحرار من مقابلة مليكهم وولي امرهم ليبثوه حبهم وفرحتهم بلقاه ويشكون اليه الظلم والفساد الذي حل بهم وبمحافظتهم الهاشمية سواء  من ادارة الحكم المحلي او من نوابها ومن الوزراء المنتسبين لها اسما, وهؤلاء الشباب يعتقدون ان ليس لهم في ذلك الا الله ثم الملك يشكون اليه حالهم وحال محافظتهم واردنهم , ولكن المحافظ حال دون ذلك  مع انه قد وعد بهذا اولا ثم نكث به اخيرا , وهو لايُقرِّبَّنَّ منه الا من اراد ولا يُبعِّدَّنَّ عنه الا ابناء المحافظة الاحرار الاخيار .

       لقد  تبين لي بما لا يدع مجالا للشك انه لا يمكن ان يكون هذا المحافظ ممثلا للملك او ان يتحمل ويتشرف باعباء هذا التكليف فهو سبب الفوضى العارمة من قبل ومن بعد في هذه المحافظة وهو الذي اصم اذنيه عن سماع مواطني و احرار الطفيلة وتلبية مطالبهم والتي هي مطالب مشروعة ومعقولة وتصب في صالح المحافظة والمواطن والوطن , وهو الذي يبدل كلام الليل ويمحوه في النهار وكما يقول المثل (كلام الليل مدهون بزبدة ) ولكن هذه المرة وسابقتها مدهون بغير الزبدة التي توقعها فوقع عليه ما وقع ولم يتعامل هو والدرك واجهزته الامنية تعاملا حضاريا كما بدأه واراده شباب الطفيلة الهاشمية الاحرار ولكنه تردى مع العقلية الامنية المتخلفة للدرك الاسفل والتي لم تراع للمواطن حرمته وكرامته و لم تلتزم بدستور البلاد ولا مصالح البلاد والعباد العليا, لانهم بعد لم يفهموا ان احرار الطفيلة الهاشمية هم درك الوطن وهم جيشه وقوته وهم دركه من الغرق وهم سياجه وحماته من الدخلاء والفاسدين المفسدين وهم ابناء الوطن الابرار يوم البأس والشدة وهم القابضون على الجمر الصابرون على البأساء والضراء وهم يفتدونه بالارواح والدماء وما يملكون , نعم اذا اردنا مصلحة الوطن ومصلحة المحافظة الهاشمية فان محافظة الطفيلة صغيرها قبل كبيرها تريد الان رحيل هذا المحافظ , وليس له الان الا الرحيل والرحيل قبل الاصيل و قبل ان يغرق في اليم او في نهر النيل لان بقاءه فيه الضرر والضرار وخراب الديار  .

     

       لقد كتبت عدة مقالات عن الاردن وعن الوطن وعن المحافظة الهاشمية وعن الاصلاح والتغيير ونبهت فيها لمثل هذه العواقب ولكن لا المحافظ يقرأ ولا الاجهزة الامنية تأخذ بها او توصلها لاولي الامر واصحاب الشأن والقرار , واذ تبين لي اننا جميعا غارقون في الفساد ونحتاج الى عفو رباني كبير لنعود الى الله ونستغفره ونتوب اليه ونندم على ما فعلنا في حق بعضنا بعضا وفي حق اوطاننا وحق امتنا , اذ كيف يكون في الاردن  1.2 مليون محكوم قد شمله العفو- حسب ارقام البخيت - وقد يكون هناك نصف هذا العدد محكوم لم يشمله العفو , وايضا قد يكون نصفه مخالف وقد اقترف جناية او مخالفة ولكن لم يصدر بحقه حكم اما واسطة او تهربا او لم يقبض عليه متلبسا بالجرم , وعليه يتوقع المجموع  2.5 مليون مخالف للقانون وحسب احصاء 2008 للاحصاءات العامة فعدد سكان الاردن 6 ملايين ولنفترض ان منهم في سن الطفولة 2 مليون لتكون نسب المخالفين 2.5/4=  63 % فليغفر الله للاردن والاردنيين وليتب الله على المخالفين ونسال الله لنا ولهم الهداية وان نلتزم بحقوق وواجبات الوطن في الشدة والرخاء , ولهذا فنحن احوج ما نكون الى عفو رباني كبير وانه لامنجا من الله الا اليه , ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)) آل عمران .

abdallahalhreishat.blogspot.com