هل سيكون اللي حريناه... قريناه..!؟...

 

عبدالله الهريشات

 

        يا خوفي يصيبنا ما اصاب القوم والبلدان من العدوى التي تسري بين القربان والجيران مثل انواع الانفلوتزات والجنونات المتعددة التي اصابت اهل الارض ومثل النار في الهشيم .

       ان الفساد المستشري  من مالي واخلاقي والظلم الطام بانواعه المتعددة واولها ظلم العباد انفسهم لانفسهم،لابتعادهم عن منهج الله وشرعه وتحكيم مالم ينزل به سلطانا واستعباد البشر بعضهم بعضا ،وعن باقي الظلم والمظالم فحدث ولا حرج .

      انني لا ابرر للذين احرقوا انفسهم حرقها ولكن لا يلامون حين يرون ما يرون وما نرى كل يوم ، ولانه ايضا:  

لا يلام الذئب في عدوانه *** ان يك الراعي عدو الغنم

 و لان طرق الاصلاح و رفع الظلم عنهم سدت في وجوههم ولم يروا الا النار امامهم والتي ظنوا انها ارحم من هذا الظلم وذاك الراعي وتلك الذئاب .

       ومن يتابع الاخبار يطلع علينا في كل صباح فساد وفاسدون ومفسدون وكشوفات بانواع الفساد المختلفة فهذا عن طريق عمولات محرمة ومخدرات وغسيل اموال وبيع ذمم وتنجيس وتجنيس غير مشروع وخيانة للوطن، وذاك عن طريق رواتب في العلالي ومياومات واقامات في فنادق  وحفلات ولعب قمار وحرام وهي في معظمها غير شرعي وقانوني وفيها هدر وسرقة للمال العام وهذه الاموال تحجب وتمنع كسرة الخبز عن الوف الاسر الفقيرة من مستحقيها ، ونسمع من المسؤولين ان لامكان لفاسد بيننا ونسمع طحنا ولا نرى طحينا او عجينا فالوجوه هي الوجوه لم تتبدل ولم تتغير وصدق من قال ان):  لا يصلح العطار ما افسد الدهر (،هذا وهو عطار وحوله كل انواع العطور، فما بالك بالفاسد المفسد المنتن المتعفن ذي الرائحة الكريهة كصاحب الكور ،  فالفاسد لايمكن ان يصلح فساده الراتع فيه لانه تعود عليه و من دونه يموت، كالسمكة من دون الماء،لا بل كالجعران والصرصور من دون الدحبور.

         كم من مقال كتبته وكلام قلته ولا زلت اعيد واكرر اننا على عتبة باب جديدة ان لم نغير عتباتنا ونصلح امرها وان الكلام ما عاد ينفع نريد من اولي الامر ان يسرعوا بالاصلاح قيل فوات الاوان وان يقرب الاتقياء الامناء الاقوياء كبطانة صالحة من اجل الاصلاح والتغيير وان تبعد وتحاسب بطانة السوء والفساد والظلم من اردننا الحبيب ، انني اصرخ هذه الصرخة النابعة من اعماق قلبي من قلب يعشق ثراه المخضب بدماء الصحابة الاجلاء وتابعيهم ومن خلفهم في مؤتة واليرموك والكرامة من الشهداء ، اننا لا نريد ان نحرق انفسنا كغيرنا ، لا نريد النار والدمار ، نريد التغيير والاصلاح والاعمار في كل النواحي والديار.

      يا ولاة الامور ايها الرعاة ايها الدعاة، ايها الاعلاميون ايها الادباء ايها المفكرون ايها الموظفون والعمال من صناع وبنائين وزراع ، ايها الشباب ايها الجنود ايها الرجال والنساء ايها الناس علينا جميعا مسؤولية التغيير والاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل حسب موقعه ومسؤوليته ( ألا فكلكم راع وكلكم مسؤؤل عن رعيته) و (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) .

الا هل بلغت اللهم فاشهد.