النظام العالمي القادم
بقلم : عبدالله الهريشات
طفح الكيل وعلى مدى قرن ونيف على العالمين العربي والاسلامي من تمزق واستعباد واستدمار ونهب الثروات والخيرات من قبل المحتلين واذنابهم وازلامهم ممن نصبوهم على شعوبها فبدأت الشعوب تتململ و تصحو وجاء جيل لايسستمرئ الذل والهوان ولا يستسيغه وقد بدأ يستفيق ويُفيق وقد بانت له معالم الطريق وما عادت الشعارات الزائفة من قومية وبعثية وشيوعية وامبريالية وحتى من ادعياء الاسلامية من حكام طغاة وعلماء ظالمين تضلله وتستهويه فقد عرف زيفها وكذب ادعيائها ولم تجد اليه سبيلا فقد انتهى عهد الذل والاستعباد ووجد ان لا حياة بلا حرية فاما الموت الذي يغيظ العدا في الجلاد و الجهاد والاستشهاد واما الحياة التي تسر الصديق في الحرية والعدل والمساواة للبلاد والعباد .
ما يشهده العالم اليوم من شعوب عربية تريد الحرية والوحدة وقد خرجت بمظاهرات واعتصامات سلمية و بمطالب واقعية وحقوق قد منحها لها الله خالقها رب البرية من حرية وعدل ومساواة قد اغتصبت منها وانتهكت فصحت وفاقت وقامت لتقول لحكامها قولا كريما ومعروفا ولينا وميسورا وحسنا وسديدا وبليغا لعلهم يكونوا حكاما حكماء ورعاة حماة ناصرين لهم حافظين لاوطانهم ومقدراتهاومواردها وعسى ان يكونوا قادة حرية ووحدة وحضارة لهم و للعالمين ، ولكن الشعوب وجدت ان معظم حكامها لا يسمعون ولا يحسنون قولا ولا فعلا ولا يتذكرون ولا يخشون فاصبح الراعي ذئبا والشعب الضحية وبات الحكام لا يكاد بفقهون حديثا فبدلوا قولا غير الذي قيل لهم وفعلوا غير ما يقولون وضل سعيهم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فبئس ما يفعلون .
لقد سقطت جميع الاقنعة عن الانظمة العالمية من عربية واعجمية ومن شرقية وغربية ومن قومية وبعثية وشيوعية وراسمالية وصهيونية ، فالبعثية كانت بشقيها العراقي والسوري شقا وشرخا في جسد الامة العربية وعقبة كؤود في طريق الاسلام في بلاد المسلمين وتقديم حضارتهم للعالمين ، فالبعث اقوالا وخطبا وشعارات كان في واد ونظاما وحكما كان في واد اخر فحكمه كان الحزب الواحد ثم الطائفة والعائلة والزعيم الاوحد والتوريث والاستبداد والطغيان وها هو يلفظ نزعه الاخير مما جناه على نفسه.
والشيوعية سقطت في عقر دارها واضحى موطنها بددا واشلاء ممزقة لانها اهانت الانسان وجعلت منه عبدا للنظام وآلة من الالات فالَّهت ماركس ولينين ولم تؤمن بإله رقيب وحسيب وجعلت من المادة الاله وجعلت الانسان يخاف من الانسان وصار فيها كالحيوان واصبح التظام برجوازيا والشعب فيه الكادح والعامل والفلاح والالة وفوقهم شاكوش يدق رؤسهم ومنجل يحصد ارجلهم وعجبا ان نرى عربا بين ظهرانينا لازالوا بها ينعقون ولها وعليها عاكفين .
وها هي الراسمالية تفلس في عقر دارها لانها جعلت من الدولار ربا والعجيب فيما كتبوه على دولارهم انهم بالله يؤمنون والحقيقة انهم لدولارهم يعبدون واضحت كالسرطان في العالم تنهب وتسرق بالكذب والقتل والدمار وتبرر افعالها الاجرامية في الشعوب المستضعفة والمنكوبة بحكام طغاة واذناب نصبتهم عليها وهي افعال لا ترتضيها لنفسها وشعبها وامتها ولو فعل فعلتها غيرها لوضعته على قوائم الارهاب وجندت له الهيئات الدولية التي تتحكم في قراراتها ، والامبريالية افلست من قبل من القيم والاخلاق واستحوذ على نظامها الجشع والطمع ، والان تفلس اقتصاديا واخلاقيا وبان كذبها وزيف ادعاءاتها من انها نصير الشعوب في الحرية والديمقراطية ، وان النظام الراسمالي سيكون دماره منه وفيه فلقد بدأ النظام بعصابات قادمة من شتى بقاع الارض للمكاسب والمنافع وسينتهي بعصابات تمزقه وتدمره في ظل فقدان القيم والاخلاق والاوضاع الاقتصادية الراهنة من نسب البطالة المتزايدة وتزايد نسب النصب والاحتيال والافلاس (Bankruptcy) الذي نشهده يوميا للشركات والمؤسسات والولايات والبلديات وفقدان الوظائف والرفاهية التي تعودوها وفي ظل نفاذ الثروات المنهوبة وسقوط الانظمة العميلة والتابعة لها في العالم .
اما الصهيونية فحدث عنها ولا حرج فهي حركة عنصرية واعتبرتها الجمعية العامة للامم المتحدة شكلا من اشكال العنصرية كما اقره البند السابع في الامم المتحدة في اواسط السبعينات والذي ان أُلغي سنة 1991 فيما بعد بضغط من الهيمنة الصهيونية والمسيحية الامريكية المتصهينة والماسونية فانها لا تزال عنصرية وهي لا تعترف بالنصرانية ولا بالاسلام وهي حرفت وتحرف اليهودية والنصرانية وتحاول جاهدة النيل من الاسلام ، والغايات عندها تبرر الوسائل فالارهاب والاغتيالات والقتل عنصر تكوينها الرئيس واكبر دليل على ذلك ما تفعله الان في فلسطين من تشريد وتهويد وعنصرية وقتل وارهاب ونهب وسرقة للثروات والاراضي وتدنيس وهدم للمقدسات وبيوت العبادة والعباد وكل ذلك تستخدم له قوانين وانظمة الظلم والجور والعنصرية فهل هذا النظام العنصري الاجرامي يصلح ان يكون نظاما للبشر، ان الصهيونية يعرفها العالم كله شرقيه وغربيه ولا يستسيغها ولكن المصالح والمكاسب تجمعهم وتجعل منهم لها حبلا ممدودا اما حبل الله فقد انقطع عنهم لانهم نكثوا عهده وقتلوا رسله وهم يعيثون في الارض فسادا واما حبل الناس من شيوعية وامبريالية وغيره من حبال فهاهي تكاد تتقطع لان هذه الانظمة آيلة الى السقوط وقد سقط بعضها فعلا من قبل ، وفي سقوطها سقوط الصهيونية النكراء من بعد، مع العلم ان اليهود هم وراء تمزيق وسقوط تلك الانظمة من حيث يدرون او لا يدرون لان وراء كل هذا جشع الصهيونية وعنصريتهم وأثرتهم وعقيدتهم انهم ابناء الله واحباؤه وتلك الشعوب خلقها الله لهم عبيدا .
العالم اليوم يقف على مفترق طرق فاما الهاوية والدمار والشقاء واما الحياة بسلام وامن ونماء في ظل قانون السماء. وان لاسبيل الى انقاذ هذا العالم الا بالاسلام لانه دين الحرية والعدل والمساواة والسلام الذي تفتقده وتنشده اليشرية جمعاء وقد انشأوا لذلك جمعيات اممية وحقوقية من حيث يدرون او لايدرون ان الاسلام جاء بكل هذا من قبل ان يأتوا به ولا يزالون يتخبطون ، وما دمر العالم وجعل البشرية تعيش الضنك والشقاء الا بما وضعه البشر من انظمة الدمار ومصالح الانانية والبغضاء من شيوعية وراسمالية وصهيونية نكراء ، ان معظم شعوب العالم تريد الحرية والحق والحقيقة وان ما تحاول الانظمة الجاهلية المختلفة هو حجب الحق والحقيقة عن شعوبها ولا بد من ان تصحو يوما لتعرفها وتعرف غاية وجودها وتلفظها كما لفظتها من قبل امم امثالها .
.
.
(نحن امة اعزنا الله بالاسلام وان ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله) هذا قول فاروق الامة وهذا ما جرى على احوالنا ، وان من يعز بهم الاسلام هم العرب فهم مادته وخيرهم من فقهه منهم ليكونوا قادته ، فاذا ذل العرب ذل الاسلام واذا عز العرب عز الاسلام لان لغتهم لغة القران الذي انزل بلسان عربي مبين ونبيهم عربي امين ورسول للعالمين وهم ومن فقه معهم هذا الدين من امم اخرى هم امة المسلمين التي جعلها الله امة وسطى وهم شهداء لله ولو على انفسهم ولا يجرمنهم شنآن قوم على الا يعدلوا وهم بالقسط قوامون ، وهم القادرون على حمل الامانة وتبليغ الرسالة بالقول الفصيح اللين الحسن البليغ الفصل المبين لنشر حضارة التوحيد والايمان والعدل لكل الحيارى والتائهين الضائعين فهلا كنا خير امة اخرجت للناس في العالمين وجنودا في مملكة الله رب العالمين .