عيد الاضحى والربيع العربي
بقلم: عبدالله الهريشات
يمر عيد الاضحى هذا العام بطعم ولون غير الطعم واللون الذي مر به في اعوام سبقت ، فعيد الاضحى هذا عيد لونه احمر قاني ليس فقط بما قدمه المضحون لله من قرابين بهيمية بل ما قدمه المضحون من قرابين بشرية من شعوب بدماء لهم سالت وارواح لبارئها صعدت وانفس عذبت وشردت وضحت في سبيل حرية بلادها ورفع الطغيان والظلم عنها فمنها من كان عيده عيدين عيد الاضحى وعيد التحرير والحرية من ظلم الطواغيت كالتي نالته شعوب تونس ومصر وليبيا ولا زالت بعض الشعوب العربية ترجم شياطينها واباليسها وتضحي بدمها وارواحها لكي تنال ما ناله اخوة لهم من قبل في هذا العام فطعم العيد عندهم ولونه الان غير طعمه ولونه عند من تحرروا وعادوا الى بلادهم واوطانهم .
يمر علينا العيد ولا زالت فلسطين محتلة وشعبها في تشريد وقتل وطرد واسر ومقدساتها تنتهك حرماتها، يمر علينا العيد ونذكر المسجد الحرام ونتذكر معه شقيقه في الاسراء المسجد الاقصى والذي لازال في الاسر وفي خطر داهم عظيم من الانهيار.
ان على الشعوب العربية وحكامها ان تقف وقفة مع نفسها في يوم عرفة بان تحكم بما انزل الله وتحرم ما حرمه الله وتسمع وتطيع قول رسولها العظيم صلى الله عليه وسلم:( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ) .
ان على الامة ان ترجع الى دينها ان ارادت ان تتحرر من طغاتها وعلى الشعب الفلسطيني ان يرجع الى دينه كي يرجع الى ارضه ، فلنجعل هذا العيد عيد عودة الى الله ولنضحي باهواء النفس وشهواتها وحظوظها في سبيل الله وليكن بيننا الحب والايثار، فقبل ان نضحي بالاضحية مما رزقنا الله من البهائم ، علينا ان نضحي بالاهواء والشهوات وحب الدنيا في سبيل الله وحرية بلادنا والانسان فيها .
No comments:
Post a Comment