البعث وماء الوجه والحياة
بقلم: عبدالله الهريشات
لقد بدأت الشعوب العربية رحلتها في التغيير والاصلاح وفي التحرر من طواغيتها وعرفت الطريق وتعلم ما فيه من مشاق عظيمة واليمة بعد ان زالت وانتهت عقدة الخوف عندها من هؤلاء الطغاة لان الموت والحياة تساوا لديها ولم تفرق بين طاغية وطاغية سواء كانوا احزابا حاكمة ام طائفة ام عائلة ام فردا فالطغيان والظلم هو الطغيان والظلم سواء كان بعثيا او وطنيا او قوميا او فرعونا او حتى يدعي الاسلام .
اذا اراد بعثيوا الاردن حفظ ماء الوجه وبقاء وجودهم في الاردن وفي اعين الاردنيين والشعوب العربية المستضعفة ان كانت شعاراتهم حقا صادقة ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) فما عليهم الا النصح والردع اوالبراءة مما يفعله حزبهم في الشام ان كان في الشام لهم حزب وليس طائفة او عائلة او حكم فرد طاغية مستبد والا فابشروا بسقوطكم الذريع الذي ما بعده سقوط ولن تنالوا بعده حكما ابدا لانكم تحكمون على انفسكم امام هذه الشعوب المستضعفة والامة المنكوبة بان مثلكم مثل الطغاة ممن سبقكم وبانكم لستم اهلا للحكم ولا للرسالة ولا للوحدة ولا للحرية ولا للقومية والاشتراكية ولستم الا طلاب مال ومناصب ومنافع ولو على حساب دمار البلاد والعباد ، ولستم الا خازوقا في جسد الامة العربية وستحكمون على انفسكم وحزبكم بالموت ولا حياة ولا بعث لكم الا يوم البعث العظيم .
في العالم المتحضر الذي يحترم فيه الانسان نفسه عندما يفشل حزب في برنامجه يستقيل الحزب ويقدم نفسه للمساءلة والمحاكمة وقد ينتحر كبيره اما في عالمنا العربي فتتنكر الاحزاب لمبادئها وتفلس وتفشل وخاصة تلك الاحزاب التي اصابها من الحكم نصيب لتضع شماعة فشلها على الغير وتتذرع بنظريات المؤامرة والامبريالية والرجعية وتوصم شعوبها وتصفهم باقذع الالفاظ من عملاء وخونة ومرتزقة ومندسين وجرذان وجراثيم اضافة الى استباحة دماءها وتشريد وتعذيب وسجن وقتل شرفاءها وتجعل من نفسها انها حامي الحمى المقاوم الممانع لاكثر من اربعين سنة وفي الواقع الفعلي ضاعت الارض وضربت وغزيت في عقر دارها ولم نر طلقة اطلقت ولا ارضا حررت وما نر الا الفساد في الاوطان والقتل في الاحرار و ما نسمع الا اقوال الدجل والكذب الذي عرفته الشعوب ولم تعد تطيق هذه الاسطوانة الممجوجة .
ان مأساة الامة العربية في احزاب تدعي عروبتها وقوميتها واسلامها فعند نشأتها نقل هذا ما جاء به محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وما شاء الله على شعاراتها ورسائلها وخطبها وو... وعند استلام الحكم نجد ان تللك الشعارات والاقوال في واد وان النهج والافعال في واد اخر فتنفرد في الحكم وتستبد به وتجعله في طائفة وفي عائلة ثم في فرد وهنا ياتي دور الطاغية الفرعون في استعباد الشعوب واذلالها وان اختلفت الاسماء والاقوال فقد تشابهت القلوب والافعال ، وهنا ياتي دور الشعوب في الحياة بحرية وعزة وكرامة او الحياة بالجهاد والاستشهاد .
No comments:
Post a Comment