جراسا نيوز -
تحت شعار ( احذروا جوعي ... واحذروا غضبي ) ستكون وقفة حراك ذيبان الجمعة , تلك البلدة الصامدة هي الحاضنة الاولى التي انطلق منها الحراك الشبابي قبل ثلاث سنوات انقضت, وما زالت ذيبان الشامخة بعنفوانها على هضاب وادي الموجب جنوبا وسيل الوالة شمالها والذي ما زال ماءه الرقراق يجري بشراين ارضها كلما تدفق الدم في اوردت ابناؤها الشرفاء بقلوبهم النابضة بالحياة ولا تعرف الخوف ابدا , فطوبا لذيبان واهلها وليصمت الجبناء .
ذيبان التي تجاور حجر ميشع الايوبي وبقية من اثار مجد عربي مؤابي كانت قلعة صمود وتحدي للمشروع اليهودي الاول فكانوا الحماة , وها هي مهد انطلاقة الحرية في الربيع العربي الذي نبت طلعه الاول على سفوحها ومنها لاامتد الى باقي سفوح الوطن ومنها بدات مسيرة الحراك الشعبي وتساقط من تساقط وها هم ما زالوا قابضين على جمر الحلم بالحرية والاصلاح .
وكلما عضهم الفقر وقست عليهم الظروف صلب عودهم وقويت عزيمهم , ولسان حالهم يقول ان للحرية طعم وللحق صولة وللثورة فرسانا .. وللاوطان دائما ابناء شرفاء احرارا .. فسكنت الجوارح لكنها كالجمر تحت الرماد اية هبت هواء يتاجج وهجها من جديد , فلا تتوهموا ان استراحة المحاربين , لحظة انكسار ووهن , ولكنها كالصمت الذي يسبق العاصفة ..فاحذروا صمتي وصبري وحلمي فلن انسى مبتغى الحرية والكرامة التي ننشدها .. وتحسبون اننا ننسى انات الجياع وبكائهم في ليالي الشتاء يقرصهم البرد والجوع معا .. وانتم ايها الفاسدون في عمان تقتلكم التخمة والبطر ,, فاياكم ان تعتقدوا اننا وهنا وتخلينا عن قضية الوطن الذي نفديه بدمائنا وترابه عطرا تتعبق به ارواحنا ..
واياكم ان تعتقدوا ان اشكال الاحتجاج توقفت عند وقفة حراك ومسيرات , فانتم واهمون ولكن لتدركوا بان الشباب الحراكيون صبورون الى حد لم تتوقعوه ابدا ... فلذلك لا تراهنوا كثيرا على صمت الشعب الاردني وخاصة اذا تعدى الامر الى تصفية الاردن هوية ووطنا والتامر على القضية الفلسطينية وعلى القدس الشريف وتتوقعون من الشعب الاردني بكل مكوناته ان يصمت فاذا اعتقدتم بذلك فانكم واهمون .
فليعلم من يتزعمون المشهد السياسي الاردني- عندما غيبت رجالات الوطن وقياداتها المخلصون- فليعلم كل منهم و على جميع المستويات بان صمت الحراك الشعبي الاردني , وحالة الترقب والسكون في الشارع السياسي هي حالة الهدوء التي تسبق العاصفة .
فعندما يرصد الحراك الشبابي على طيلة الاربع الاشهر الماضية خطورة مرحلة الاحتقان الشعبي التي وصل لها المواطن الاردني جراء تزايد نسب الفقر والبطالة وارتفاع الاسعار وضعف القوة الشرائية للدينار واجراءات الحكومة التعسفية القاسية على المواطن الاردني .. فاتوقع ان الانتقال الى المرحلة الثانية للتحرك الشعبي سيكون بالبدء الى الدعوة الى الشكل الاحتجاجي الثاني من السلمية وهو العصيان المدني الوطني هو الخيار المطروح في هذه المرحلة .
في الوقت الذي يعتقد فيه العديد من القوى السياسية الوطنية المنظمة والحراكات الشعبية ورجالات الوطن المخلصين الاحرار ان خيار العصيان المدني والتصعيد السياسي هو مرحلة أستدعتها سياسة الاقصاء والتهميش وخاصة في المحافظات وقراها واريفاها وبواديها , وتقصد القوى النخبوية التقليدية المحيطة بالنظام بالقيام بتظليل الملك وتقليل اهمية هذا التحرك الشعبي والتهاون في تحقيق مطالبه , وبقيت العديد من ملفات الاصلاح معلقة على رغبات اشخاص اصبح ابناء الوطن لا يحتملوا بقائهم في سدة السلطة و تحكمهم بمصير الوطن وابنائه وحقوقهم السياسية والاجتماعية ,, مما اكد العديد من القناعات لدى ابناء الشعب الاردني بانه اصبحوا يشكلوا خطرا على الوطن ونظام الحكم على حد سواء .
وما حالة التوتر في المحيط العربي المجاور وحالة خلط الارواق في المنطقة ككل والتي لن تفضي الا الى المزيد من التفتت والدماء والتقسيم , وها نحن وسط خضم كل تلك الاحداث , يطل علينا كيري واسرائيل بمشروع حل وتسوية للقضية الفلسطينية بوصفة توراتية يهودية هدفها الأساسي ' تهويد فلسطين 'وتصفية القضية الفلسطينية - طبعا الاردن طرفا مهما واساسيا في هذا المشروع - ولكن الشعب الاردني ويا للاسف لا يسمع الا ما يرشح من معلومات من هنا وهناك امام صمت مريب يلف صريحات الحكومة الاخيرة , التي تبدو ' كالحزيرة ' والكل في الوطن يترقب أي بصيص ضوء يبعد عنهم تخوفاتهم حول مصير وطنهم وهويتهم الوطنية ومصي نظام الحكم , اضافة الى تخوف المكون الديمغرافي الاردني من اصل فلسطيني من ضبابية التصريحات التي زادت من مخاوفهم حول تحقيق المصير للفلسطينين على ارض فلسطين وحق العودة وما اثر ذلك على حالة عدم الثقة التي اصبحت سائدة لدى اغلب الاردنين بكل سلطات الدولة .. بسبب عدم الوضوح ومصارحة الشعب بمجريات المفاوضات ومسارات التسوية التي من الافضل عدم اخفاؤها .
وامام تلك المتاهات وضبابية التصريحات حول مسارات التسوية على مستوى فلسطين واسرائيل والاردن فهناك مسارات خطيرة ايضا بدأت استحقاقاتها تتبدى في منطقة الشرق الاوسط العربي وتقسيمها بقرار ' سايكس بيكو' جديد تقتضية مصلحة اسرائيل وبتوافق قطبي جديد , لم يكن سرا في المخطط الاستراتيجي الامريكي والغربي بشكل عام .
سيناريوهات نظرية الفوضى الخلاقة اصبحت حقائق سياسية وخارطة الكونتات السياسية الامنية التي ستنشأ اتوقع انه انتهى ترسيمها ولم يتبق الا مزيد من التمزق والصراعات لكي يبدا مشروع التقسيم على الارض .
والسؤال الملح والذي يتبادل اطراف الحديث به الناس هل هناك مؤامرة ,,؟ ما هو مصير الاردن ؟؟ وما هو مصير فلسطين .. وما هي مصير الانظمة الحاكمة ... كلها اسئلة مطروحة على الطاولة ... فهل من مجيب .
النائب السابق حمد الحجايا
No comments:
Post a Comment