تحذير الثوار من الأخطاء
الاستراتيجة
من قلم : محمود العدس
أشعر بقلق شديدعلى الثورة المصرية المجيدة وأشعر أنها فى مرحلة شديدة الخطورة
وأنها توشك أن تدخل فى نفق مظلم، وهذا كله بسبب أن بعض الثوار دون قصد قد وقعوا فى
عدة أخطاء استراتيجية قاتلة،وسأحاول فى هذا المقال أن أذكر تلك الأخطاء ، وأن أذكر
لماذا هى أخطاء استراتيجية قاتلة ،ولسوف أذكر الأمور التى يجب أن ينشغل بها الثوار
فى هذه الأوقات الهامة والفارقة فى مصير الأمة.
الخطأ الاستراتيجى الأول
(التخلى عن مبدأ(سلمية -سلمية))
هذا المبدأ الهام هو أحد أعمدة الثورة الأساسية التى بدونها قد يتهدم بنيانها،
وأحد أهم أسباب نجاح ثورتنا العظيمة حتى الآن ،والتخلى عن هذا المبدأ خطأ قاتل
.
ان قيام بعض الثوار باغلاق مجمع التحرير والتهديد بايقاف المترو والتهديد بتعطيل
قناة السويس وقطع الطرق يسىء الى الثورة ، وسيؤدى الى أن يفقد الثوار الدعم الشعبى
والمباركة الشعبية للثورة، وسيجعل العالم يتخلى عن احترامه الكبير للثورة المصرية
العظيمة، ولربما يزيل الصورة الرائعة التى انطبعت فى ذهن شعوب العالم عن الثورة
المصرية المتحضرة السلمية،وسيؤدى الى الاستمرار فى الخسائر الاقتصادية المكلفة.
نحن نناضل من أجل مصالح الناس وحقوقهم وليس من أجل تعطيل مصالح الناس وأعمالهم
فهذا قد يخلق لنا المزيد من الاعداء من الناس الذين تعطلت مصالحهم وأعمالهم،والعنف
والتخريب وقطع الطرق وتعطيل مصالح العباد يعطى الحجة والفرصة لأعداء الثورة لكى
يشوهوا صورتها من خلال وسائل الاعلام، ويساعدهم على تحريض الناس على الثوار من أجل
أن يكره الناس الثورة ويندموا على قيامهم بها ،فلا تعطوا عدوكم الخنجر الذى يطعنكم
به .
لاأريد أن يقال أن مصر قد قامت فيها ثورة أممت القناة ثم قامت بعدها ثورة
أغلقتها.
لاأريد للثورا أن يتصرفوا مثل قطاع الطرق والخارجين على القانون.
الخطأالاستراتيجى التانى
(الشعارات والدعوات التى تفرق شمل الثوار)
من أهم أسرار و أسباب نجاح الثورة المصرية هو اتفاق شمل الثوار واتحادهم على
الأهداف والشعارات الرائعه التى تحقق مصلحة الشعب ومصلحة الثوار جميعا ،وقد أدى هذا
الاتحاد العظيم الى زيادة قدرة الثوارعلى الحشد والذى هو بدورة أيضا أحد أسرار
وأسباب نجاح الثورة، لذلك فان أى شعار أو دعوة قد تفرق شمل الثوار وتؤدى الى الجدال
والانقسام والاختلاف والفرقة هو شعار شيطانى وخطأاستراتيجى قاتل .
فمثلا فكرة وشعار (الدستور اولا) ستؤدى الى انقسام الثوار بين مؤيد ومعارض
وستؤدى الى الجدال والنزاع وهذا سيجعل الثوار يتفرقوا فيفشلوا وتذهب ريحهم.
لا نريد أن نخوض فى جدال طويل حول قضايا فلسفية وأيديولوجية لايمكن حسمها
ابدا،لأن هذا سيؤدى الى الفرقة ونحن نريد الاتحاد.
الانقسام والفرقة والاختلاف خطر و خطأ يهدد نجاح الثورة بشدة.
الخطأ الاستراتيجى الثالث(التصعيد المبالغ فيه)
يدعو بعض الثوار الى العصيان المدنى والاعتصام واقالة شرف وايقاف المترو واغلاق
قناة السويس .
وأرى أن العصيان المدنى سيصيب البلاد بالشلل ويعطل مصالح الناس ولاداعى للتصعيد
المبالغ فيه وخصوصا أن الانتخابات ستكون بعد شهرين ومن الأفضل أن نستعد لها، وخصوصا
أن المليونية الرائعة التى قمنا بها يوم الجمعة قد بدأت تؤتى ثمارها.
أرى أنه من الافضل أن نقوم كل شهر بعمل مليونية حتى نخبر من فى السلطة والحكم
أننا نراقبهم ونتابعهم و أننا لا نزال قادرين على الحشد وأن شعلة الثورة فى قلوبنا
لم و لن تخبو أبدا وستظل متقدة وموقدة حتى تحرق كل أعداء البلاد وكل أعداء الثورة
حتى تنجح الثورة فى تحقيق كل اهدافها المشروعة والعظيمة.
أرى أن كل مطالب الثوار ستتحقق اذا وصل الى الحكم حكومة قوية تمثل الثورة وتؤمن
بها وبأهدافها ومبادئها وهذا لن يكون الا بالانتخابات وهى لحسن الحظ قريبة وبعد
شهرين،لذلك يجب أن يعمل ويستعد الثوار ليلا ونهارا من أجل خوض الانتخابات المقبلة
حتى نصل الى السلطة بطريقة شرعية وقانونية ودستورية وحتى نحصل على حكومة قوية تمثل
الثوار، لذلك أرجو ألا يضيع الثوار أوقاتهم فى الجدل أو فى الاعتصام .
وبعد أن نصل الى السلطة سنفتك بأعداء الثورة وقتلة الثوار وناهبى خيرات الوطن،
واذا لم نستطع أن نفتك بهم بطريقة قانونيه لأنهم دمروا كل الأدلة التى تدينهم
سنقيم لهم محاكم سياسية وثورية .
فالصبر الصبر أيها الثوار الأبطال .
والأمور التى يجب أن ننشغل بها فى تلك المرحلة الفارقة هى تطهير النقابات
والاعلام وتحقيق استقلال القضاء تماما عن السلطة التنفيذية وكذلك الاهتمام بانشاء
أحزاب قوية وفاعلة والاهتمام أيضا بمنظمات المجتمع المدنى الوطنية المستقلة عن
التمويل الخاجى.
لابد أن ننحى العواطف والشهوات ونستدعى العقل والعلم والايمان حتى تنجح ثورتنا
والله الموفق.
No comments:
Post a Comment