حكام عرب لا يعرفون العربية
عبدالله الهريشات
قد يتعجب ويستغرب بعضنا ان يكون لنا نحن امة العرب حكاما في هذه الايام لا يعرفون العربية وان قرأوا سطورا منها كتبت لهم من غيرهم ليملونها على الامة ويخطبون فيها تجد ان الذي امامك وكانه افصح العرب في الخطابة او فصيحهم في النحو والصرف و لو كان بيننا سيبويه ونفطويه او سحبان بن وائل لخجلوا منهم لا بل وبخوهم وعزروهم وعزلوهم عنا ولعنوا من اتى بهم ووسد امرهم علينا .
في الواقع عندما استمع لخطابات هؤلاء الحكام اكاد (افقع )ضحكا ومن ثم تنتابني حالة تشبه الاستفراغ والتقيؤ مما اسمع من تأتآت و وأوآت وتلعثمات للسان ولوكات للحنكين ومطمطات للشفتين وبلع للريق ومطق للسان وعرق على الجبين , وصريك للاسنان وذبذبات للرموش والجفنين ، وزوغان في العينين ، ويعلم الله ما يكون منهم من امور اخرى تحت ثيابهم لا تراه منا العيون.
ان الذي يجري في عالمنا العربي بحق هو مهازل لا يكفيها ان تتبعها فقط السخرية والاستهزاء والبهادل ولكن قد ترقى هذه المهازل الى جرائم في حق الامة والانسانية والتي ابتليت بهم الامة البلاء العظيم وياليت انهم اميون وياليت انهم اوفياء مخلصون لامتهم وحضارتها وليسوا اذنابا للشرق والغرب يبددون مقدراتها بلا حساب ولا يرقبون فيها الا ولا ذمة.
لنا ان نتعجب ولنا ان نتساءل هل هؤلاء الحكام العرب يقرأون القرآن وهل يختمونه ولو مرة في السنة او طوال عمرهم المديد وطوال حكمهم عقود. هل يتدبرون القرآن ام ان على قلوب اقفالها؟ هل يقرأونه ويتلونه حق تلاوته ويتعلمونه لانه السبيل لتعلم العربية والبيان وتقوية الايمان وتقويم اللسان مع ان لديهم المال والقوة والسلطان ليكون عندهم اعتى وافصح العلماء والمعلمين في البلاغة والبيان .
ان الامية ليست عيبا في فترة من الفترات وكم من اميين كانوا فصحاء قومهم وافصح من غيرهم وقادوا اممهم الى النجاح والفلاح وحسبنا ان رسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم كان اميا (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) نعم رسول امي يتلوا علينا ايات ربه ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة وينقذنا من الضلال الى الهدى انها معجزة الرسول الرسالة وكم من علماء ومتعلمين وفصحاء قادوا اممهم للفتنة والضلال والشر والدمار.
قد يسمح للحاكم العربي ان يخظئ في لغته ولكن يطلب منه ان يتعلمها ويتعلم القرآن الذي انزل بها وان يحكم بالعدل ويرسي قواعده مع الحرية والمساواة وان هذا كفيل بان يغطي على ذاك اما ان نجد حكاما خرقاء في اللغة وخرقاء في العدل فهذه وايم الله الطامة العظمى وعلامات السقوط الكبرى.
No comments:
Post a Comment