الكلمة وما ادراك ما الكلمة؟!
عبدالله الهريشات
نصحني اخ كريم وبعض المعلقين الافاضل على مقال لي ان ما اكتبه وانصح به واوجهه للحكومة والدولة واصحاب الامر والشان انما مثله مثل ( لقد اسمعت لو ناديت حيا...) او مثل ( النفخ في قربة مخزوقة...) و لما عرضت مقالي هذا على اخ خبير ذكرني بمثل يقال (كفسوة نسر) فاقول: ان اليأس ليس في اجندة الاصلاحيين بل ان اهل الاصلاح والتغيير هم اهل الصبر والثبات وكلمة الحق والصدق وهم امل الامة وروحها وقلبها النابض الذي لا يياس من روح الله ، وان الكون كله وخلق الانسان وايات الرحمن وآلاءه جميعها ما احصينا ومالم نحص وماعلمنا ومالم نعلم ابتدأت بكلمة الله وامره كن فيكون والتي نحن جزء منها واثر من اثارها .
ان من بيننا من يكتب ويجهربالكلمة مؤمنا بها لانها الحق وفيها الاصلاح وخير الامة والاوطان ومنهم من يصبر على الاذى والسجن والتعذيب والتشريد وتضييق سبل عيشه عليه ، وقد يموت بعضهم في سبيلها ، ومن بيننا من يحرف الكلم الحق عن مواضعه ويجعل من الباطل حقا ومن الفساد اصلاحا ويزين السؤ حسنا ويجعل من الشر والمنكر معروفا وخيرا ومنهم من يريد ويبغي من المغرم و الفتنة والقتل مكسبا ومنصبا ومغرما ومنهم من يقولها لا يلقي لها بالا فتلقي به في جهنم سبعين خريفا ومنهم (قبيضة) من يشري ويبيع كلمته وشعره ليتكسب منه ويتقرب به الى السلاطين والظالمين والفاسدين ومنهم من يخون بالكلمة امته ووطنه .
في عالمنا العربي قومجيون وبعثجيون وصحفجيون وكتبة ومفكرجيون واصحاب قرارجيين باعوا انفسهم في سوق النخاسة وباعوا الكلمة والشرف في سبيل مصالحهم واهوائهم من رشاوي وبعثات ومنح وعطايا واصبح لكل منهم سعره وثمنه فبئست الاثمان تلك وبئس وتعس اصحابها وقبحوا من اصحاب ، فمن سيثق بهؤلاء بعد الذي فعلوه وبعد ان سقطوا في المستنقع الاسن ابشع سقوط .
اننا نكتب الكلمة المسؤلة ( لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) حبا في اوطاننا واصلاحها وحمايتها من الفاسدين وحرصا على وحدتنا الوطنية وامننا القومي وحبا في الهاشميين الاقوياء الامناء الصالحين المصلحين احفاد محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وقبل كل هذا معذرة الى الله لان ليس لدي من الامر شيء الا الكلمة النابعة من العقل والقلب اقولها بصدق وخالص نصح وما اريد الا الاصلاح ما استطعت فان عموا وصموا عنها فهذا شانهم وهم امام الله اولا وامام شعوبهم والتاريخ ثانيا مسؤلون وسابقى انفخ في هذه القربة المخزوقة كما تقول يا صديقي ما دمت مسيطرا على خزوقها اما اذا اكثر الفاسدون فيها الخزوق وسكت عنهم اولو الشان والحقوق فما اظنهم الا قد قرب الاجتثاث من العروق واظن بل اجزم اننا في الاردن ان بقي الحال كما هو لا اصلاح ولا تغيير ولا حساب للفاسدين عسير فسيشهد الاردنيون ما شهده المسلمون اواخر حكمهم في الاندلس والذي قالت فيه عائشة الحرة ام عبدالله الصغير من قلبها الموجوع المفجوع لابنها لما راته يجهش بالبكاء والدموع فصاحت به: (ابك مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال).
بالامس اجتمع الملك مع رؤساء وزراء سابقين ومنهم الذين اوقعونا فيما وصل اليه حالنا اليوم وكان الاولى والاجدر ان يحاسب امثال هؤلاء وان يعطوا فرصة من شهر الى ثلاتة اشهر كي يعيدوا للخزينة ما نهبوا ونهب غيرهم من الخزينة ايام وزرائهم ونوابهم وكازينوهاتهم وتزويرهم من اموال واراض وغيره من الحقوق والمظالم (وكفى الله المؤمنين القتال) والا فالشعب لن يسكت عنهم و ان يكون القانون والقضاء والحكم العدل الفصل بيننا وبينهم .
ان على الاردنيين الوطنيين الاقوياء الامناء المخلصين الذين لم تلوثهم شبهات الفساد ودخنه ان يتداركوا الامور قبل الانهيار وسؤ المصير وان يُكَوِّنوا حلف فضول اردني ومجلس حكماء ليحموا بلدهم ويردوا المظالم الى اهلها وياخذوا على يد الظالم فيردعوه وليحاسبوا اكبر( قرعة ) واتخن ( شنب) فاسد في هذا البلد من اي عشيرة كان ومن اي بطانة يكون، والا فان الامور تسير الى ما ذكرت من ذي قبل،{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
No comments:
Post a Comment