المطارنة والبوعزيزي رحمهما الله
عبدالله الهريشات
لقد هالني حرق المطارنة لنفسه وآلمني ذلك كثيرا وقد سمعنا عن مثل هذه الظاهرة في وطننا وان هذا مؤشر وجرس انذار لكل ذي لب ولكل مسؤل وعلى الدولة ان تقوم بواجباتها من اجل حفظ النفس والنسل والمال وحفظ الامن والسلم النفسي والمجتمعي وتوفير الكرامة وسبل العيش الكريم الحلال، وقد كانت ظاهرة البوعزيزي في تونس الشرارة التي فجرت ثورات التغيير والربيع العربي فقد طورد في لقمة عيشه وصفعته شرطية تخويفا واذلالا وهو الذي حصل على درجة علمية ولم يستطع ان يحصل على عمل ولم توفر له دولته فرصة عمل فذهب لكسب قوته وعائلته ببيع الخضار على عربة يجرها من زنقة الى زنقة.
وها هو المطارنة يفعل فعلة البوعزيزي ولقد تالمت لما فعله وشعرت بمسؤلية ما واغضبني ما رايت من تعليقات على احد المواقع من كلام لا يجوز لمن يحمل امانة الكلمة ان يعلق به من ظلم لرجل ميت مسحوق هو الان بين يدي الله وكاني بالمعلقين يعملون قضاة او في دار الفتوى وننسى ان الظلم ظلمات وان الجوع كافر وننسى الانسانية والرحمة والمودة بيننا واننا بشر نغضب لحرق صورة ولا نأبه ونغضب لحرق ومعاناة البشر .
اولا :المطارنة ليرحمه الله لانه لازال مسلم ولم يكفر وان اخطأ فهو يلقى الله ، وانا لا ابرر فعلته ولكن البشر مختلفون والايمان يزيد وينقص ويؤثر فيه المكان والزمان والواقع النفسي والاجتماعي والاقتصادي وعلينا دراسة مثل هذه الظاهرة ، لكن اولئك المفتون والقضاة الذين يتألهون على الله ويحكمون بالنار وكانهم رب البشر فهو الان عند رب عادل كريم رحيم وليس عند بشر ظالم لئيم .
ثانيا: الجوع كافر وعمر يقول ( لو كان الفقر رجلا لقتلته)ويقول (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لايخرج شاهرا سيفه) ولو خرج المطارنة بالسيف عليكم وعلى اولي الامر ومن ظلموه لقلتم انه خارجي وارهابي ايضا واقمتم عليه حد الحرابة وعمر يقول (لو ان بغلة تعثرت بالعراق لسئل عنها عمر لم لم يسو لها الطريق) والمطارنة هذا بشر وليس بغلة يا بشر فاينك يا عمر واينكم يارعاة البشر؟ .
ثالثا: ان هذه الظاهرة ليست انتحارا بالمعنى الدقيق للانتحار وقد لا يتوقع ان يزهق روحه والله اعلم بنيته، ولربما اراد الاحتجاج والتضحية بنفسه ومن اجل اهله ومن اجل الجياع والمظلومين المسحوقين ومن اجل الكرامة والحرية ولانه عجز عن اخذ حقوقه وسدت الاذان والسبل في وجهه وهل تظنون ان الحياة في الذل والهوان هي حياة ؟ ان الفقر والظلم اعدا اعداء الانسان وحياته بهما شقاء وضنك وهوان.
وقد تكون هذه الظاهرة مثلها مثل العنف المجتمعي الذي نراه يزداد بين العشائر والطلاب يوميا وانه ليقلقنا هذا، وان مثل هذه الظواهر ستتكرر ان بقي الحال على ما هو عليه وهي تدق ناقوس الخطر لاولي الامر.
رابعا: ينبغي دراسة مثل هذه الظواهر وتحليلها ومعرفة اسبابها لتجنبهاوايجاد الحلول لها وتوفير المتخصصين لها من مرشدين ونفسيين واجتماعيين واهل امر بمعروف ونهي عن منكر.
وخامسا: ان الفساد والظلم هما من الاسباب الرئيسة لمثل هذه الظواهر وفي بقائهما وزيادتهما تزداد مثل هذه الظواهر وبالاصلاح والعدل والمساواة وارجاع المظالم الى اهلها وبمحاسبة الفاسدين والظالمين تزول مثل هذه الظواهر.
انه ولربما مر بعضنا و يمر و سيمر بما مر به المطارنة وغيره وقد يفعل البعض حينها ما فعل ان سدت في وجوههم السبل ولم يجدوا اذانا صاغية لهم على الاقل .
فقد سبق للمطارنة الشكوى لاولي الامر من الظلم وكتب في ذلك وطلب من ملك البلاد ان ينصفه ولم يجد اذانا صاغية ، انا اعجب لم لم يخرج رشاشا ويرش به من ظلموه فاتقوا الله ودعوه وترحموا عليه فهو عند رب كريم وليس عند انسان ظالم لئيم .
فلتوفر الدولة العيش الكريم للمواطن وتوفر سبل الكسب الحلال وتحاسب الفاسدين وتمنع الظلم وترسي اسس العدل وقواعد الحرية والمساواة والتكافل الاجتماعي ومن بعد ذلك فمن قتل نفسه وانتحر فهو حقا منتحر وربنا لا يرده وهو بحق مرتكب لكبيرة من الكبائر .
ان من يتحمل دمه ودم امثاله ويسأل عنهم يوم القيامة الرعاة (الا كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ) فمن اجبره على مثل هذا الفعل الفظيع هو مسؤل وينبغي محاسبته ولو ان هذا المقتول اراد اخذ حقه بنفسه ممن ظلموه لحاكموه وحاسبوه فهلا يحاسبون من كان سبب قتله ومن اجبره ودفعه على هذا الامر الفظيع.
شاهد الفيديو على الرابط التالي:
المطارنة والبوعزيزي رحمهما الله
عبدالله الهريشات
لقد هالني حرق المطارنة لنفسه وآلمني ذلك كثيرا وقد سمعنا عن مثل هذه الظاهرة في وطننا وان هذا مؤشر وجرس انذار لكل ذي لب ولكل مسؤل وعلى الدولة ان تقوم بواجباتها من اجل حفظ النفس والنسل والمال وحفظ الامن والسلم النفسي والمجتمعي وتوفير الكرامة وسبل العيش الكريم الحلال، وقد كانت ظاهرة البوعزيزي في تونس الشرارة التي فجرت ثورات التغيير والربيع العربي فقد طورد في لقمة عيشه وصفعته شرطية تخويفا واذلالا وهو الذي حصل على درجة علمية ولم يستطع ان يحصل على عمل ولم توفر له دولته فرصة عمل فذهب لكسب قوته وعائلته ببيع الخضار على عربة يجرها من زنقة الى زنقة.
وها هو المطارنة يفعل فعلة البوعزيزي ولقد تالمت لما فعله وشعرت بمسؤلية ما واغضبني ما رايت من تعليقات على احد المواقع من كلام لا يجوز لمن يحمل امانة الكلمة ان يعلق به من ظلم لرجل ميت مسحوق هو الان بين يدي الله وكاني بالمعلقين يعملون قضاة او في دار الفتوى وننسى ان الظلم ظلمات وان الجوع كافر وننسى الانسانية والرحمة والمودة بيننا واننا بشر نغضب لحرق صورة ولا نأبه ونغضب لحرق ومعاناة البشر .
اولا :المطارنة ليرحمه الله لانه لازال مسلم ولم يكفر وان اخطأ فهو يلقى الله ، وانا لا ابرر فعلته ولكن البشر مختلفون والايمان يزيد وينقص ويؤثر فيه المكان والزمان والواقع النفسي والاجتماعي والاقتصادي وعلينا دراسة مثل هذه الظاهرة ، لكن اولئك المفتون والقضاة الذين يتألهون على الله ويحكمون بالنار وكانهم رب البشر فهو الان عند رب عادل كريم رحيم وليس عند بشر ظالم لئيم .
ثانيا: الجوع كافر وعمر يقول ( لو كان الفقر رجلا لقتلته)ويقول (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لايخرج شاهرا سيفه) ولو خرج المطارنة بالسيف عليكم وعلى اولي الامر ومن ظلموه لقلتم انه خارجي وارهابي ايضا واقمتم عليه حد الحرابة وعمر يقول (لو ان بغلة تعثرت بالعراق لسئل عنها عمر لم لم يسو لها الطريق) والمطارنة هذا بشر وليس بغلة يا بشر فاينك يا عمر واينكم يارعاة البشر؟ .
ثالثا: ان هذه الظاهرة ليست انتحارا بالمعنى الدقيق للانتحار وقد لا يتوقع ان يزهق روحه والله اعلم بنيته، ولربما اراد الاحتجاج والتضحية بنفسه ومن اجل اهله ومن اجل الجياع والمظلومين المسحوقين ومن اجل الكرامة والحرية ولانه عجز عن اخذ حقوقه وسدت الاذان والسبل في وجهه وهل تظنون ان الحياة في الذل والهوان هي حياة ؟ ان الفقر والظلم اعدا اعداء الانسان وحياته بهما شقاء وضنك وهوان.
وقد تكون هذه الظاهرة مثلها مثل العنف المجتمعي الذي نراه يزداد بين العشائر والطلاب يوميا وانه ليقلقنا هذا، وان مثل هذه الظواهر ستتكرر ان بقي الحال على ما هو عليه وهي تدق ناقوس الخطر لاولي الامر.
رابعا: ينبغي دراسة مثل هذه الظواهر وتحليلها ومعرفة اسبابها لتجنبهاوايجاد الحلول لها وتوفير المتخصصين لها من مرشدين ونفسيين واجتماعيين واهل امر بمعروف ونهي عن منكر.
وخامسا: ان الفساد والظلم هما من الاسباب الرئيسة لمثل هذه الظواهر وفي بقائهما وزيادتهما تزداد مثل هذه الظواهر وبالاصلاح والعدل والمساواة وارجاع المظالم الى اهلها وبمحاسبة الفاسدين والظالمين تزول مثل هذه الظواهر.
انه ولربما مر بعضنا و يمر و سيمر بما مر به المطارنة وغيره وقد يفعل البعض حينها ما فعل ان سدت في وجوههم السبل ولم يجدوا اذانا صاغية لهم على الاقل .
فقد سبق للمطارنة الشكوى لاولي الامر من الظلم وكتب في ذلك وطلب من ملك البلاد ان ينصفه ولم يجد اذانا صاغية ، انا اعجب لم لم يخرج رشاشا ويرش به من ظلموه فاتقوا الله ودعوه وترحموا عليه فهو عند رب كريم وليس عند انسان ظالم لئيم .
فلتوفر الدولة العيش الكريم للمواطن وتوفر سبل الكسب الحلال وتحاسب الفاسدين وتمنع الظلم وترسي اسس العدل وقواعد الحرية والمساواة والتكافل الاجتماعي ومن بعد ذلك فمن قتل نفسه وانتحر فهو حقا منتحر وربنا لا يرده وهو بحق مرتكب لكبيرة من الكبائر.
ان من يتحمل دمه ودم امثاله ويسأل عنهم يوم القيامة الرعاة (الا كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ) فمن اجبره على مثل هذا الفعل الفظيع هو مسؤل وينبغي محاسبته ولو ان هذا المقتول اراد اخذ حقه بنفسه ممن ظلموه لحاكموه وحاسبوه فهلا يحاسبون من كان سبب قتله ومن اجبره ودفعه على هذا الامر الفظيع.
http://www.youtube.com/watch?v=6FCfC5IZlD8&feature=player_embedded#!