الموت و البعث والحساب
بقلم: عبدالله الهريشات
جرّب العرب نظامين بعثيين يناديان امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة, وكان مؤسس الحزب مطاردا في احدهما, فهما على عداء تام و يتربص احدهما بالاخر شرا , وكان كلا النظامين ديكتاتوريا وتفوح منهما روائح الدم والموت , وزاد على احدهما انه طائفي وعائلي ووراثي , وقد شهدنا القضاء على نظام حكم البعث في العراق وبتعاون او بتخاذل من دول عربية ومن منشقيه ومبغضيه مع الدول الغربية لاسقاطه فسقط , فهل نحن الان نشهد النزع الاخير للبعث السوري وبايدي شعب ذاق ويلات هذا الحزب الذي انحنى منحنى طائفي على مدى حكمه الذي حكم ما يقارب نصف قرن واحتلت منه اراض كما احتلت من انظمة عربية اخرى؟ وهل آن يوم الحساب لبعث اليوم؟!.
ان تجارب الحزب هذه وتجارب النظامين في تلك الدولتين يجب ان تدرس بعناية وتؤخذ بعين الاعتبار من قبل الاحزاب العربية الاخرى سواء حاكمة ام انها تسعى للحكم وسواء كانت اسلامية ام علمانية ام وطنية فالشعوب العربية وقعت وتقع في تجارب حزبية لم ترجع عليها الا بالوبال والثبور ولقد اصبحت الشعوب العربية الان بوعيها وبوجود وسائل الاعلام والاتصال المختلفه تعرف بسهولة ويسر ما هذه الاحزاب وما لها وما عليها وما مدى قدرتها على تحمل الامانة والاصلاح والتغيير او مدى تورطها في الفساد والتدمير.
ان الشعوب العربية لا تريد احزابا اجنبية بافكارغريبة وذات اجندة مشبوهة وبتمويل اجنبي , كما انها لاتريد احزابا طائفية ولا فئوية ووراثية تسعى لمصالح الحزب وافراده والعائلة وتنسى باقي افراد الشعب بل تذله وتستعبده وتستولي على مقدراته وتستغلها للحزب وافراده واعوانه.
الامة العربية تريد احزابا وطنية وعروبية واسلامية , امينة صادقة تحمل امال وهموم الامة جميعها وتسعى لوحدتها ورفعتها وتعمل جميعها جنبا الى جنب كفريق عمل واحد بود وحب , بلا تناجش ولا تناحر , وتضحي بالغالي والنفيس من اجل ذلك, الامة تريد احزاب لا تنقلب على المبادئ والافكار التي تحمل وتباع وتشتري في سوق النخاسة وباثمان بخسة , بل تنقلب على امتها فتقتل وتحكم بالدم والنار وتقف في صف الاعداء ضد شعوبها وامتها, الامة تريد احزابا تسعى ليكون لامتنا دورها الحضاري والريادي بين الامم .
ان الاحزاب التي تنقلب على مبادئها وتظلم وتتجبر وتقتل وتعادي شعبها و تبدأ طريقها بالدم والنار ستنتهي حتما بالدم والنار والخاسر الوحيد هم البلاد والعباد والنهاية تكون حرية العباد والبلاد من الاستعباد والظلم والفساد ولكن بعد عناء ودماء وجلاد.
وكما قال شوقي رحمه الله:
وللحرية الحمراء باب*****بكل يد مضرجة يدق.
عبدالله الهريشات
No comments:
Post a Comment