15 تموز والغليان في الكوز
عبدالله الهريشات
لم ترعوي الحكومة ولم يفهم النظام بعد الدرس فمنذ ربيع 2011 و 24 اذار وما قبله وما بعده الى يومنا هذا 15 تموز صيف 2011 هناك ما يقارب من 113 يوم و17 جمعة و اربعة اشهر , عوضا عما جرى ويجري حولنا من بداية هذه السنة, ومع ذلك لم نر تغييرا او اصلاحا بل كلام في كلام و تخبط في تخبط ومماطلات وتضييع الفرص والاوقات من نواب مزورين ووزارات فاسدة وتغيير شكلي للوزارات وتقريب الديوان لابناء الفساد و من تهريب لازلام الفساد وتكريس له ولاهله, وتتكشف قضايا ووثائق وقصص تنوء بها الملفات والكتب عن الفساد تشمئز منها نفوس الوطنيين الاحرار وتزيدهم عزما واصرارا و قوة وثباتاعلى محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين مهما علا شانهم وسطوتهم فالامر اعلى شانا منهم واقوى لانه الاردن وشعبه وارضه ولن يسمح الاردنيون الاحرار لعابث وفاسد ان يعبث في امنه واستقراره وان يسرق وينهب مقدراته وان يورده الى موارد الهلاك والردى .
اننا في الاردن نجد ان الوزارات المتعاقبة فاسدة كما ان البرلمان معطل وغير شرعي مبني على التزوير والرشاوي والفساد وان الدستور معطل والسلطة القضائية والنيابة العامة دورها معطل ايضا وخصوصا في ملفات الفساد والا فلماذا هيئة مكافحة الفساد وما هذه الهيئة الا مقبرة لملفات الفساد ودفنها ليس الا , ان من يقود الاردن هم الفاسدون بقوانين واساليب البلطجة وحماية الفاسدين بل زيادة تسلطهم لئلا يخسروا مكاسيهم الشخصية وكي لا يحاسبوا على ما نهبوا وسرقوا وفرطوا في الامانة التي حملوها وهم بذلك يقودون الاردن الى نهاية لا يعلمها الا الله.
لا ندري كم يحتاج النظام من الاوقات والجمعات ليفهم و ليبدأ بالاصلاح والتغيير ايريد ان تكون الجمعات داميات لا سمح الله مثلما يجري حولنا لانه ان سال الدم وسقط ابناء الوطن شهداء عندها يبدأ سقوط النظام وهذا مالا يريده الاردنيون , والدستور الاردني كفيل بعزل من يعجز عن اتخاذ القرار اذا كان هو صاحبه كما حدث ذلك مع الملك طلال رحمه الله وان كان هناك اسئلة وتساؤلات على مثل هذا العزل .
الاردنيون يريدون الاصلاح والتغيير الان بلا دماء ولا شهداء وبلا فتن بل بحب ووئام وولاء يريدونه تغيير واصلاح معا قيادة وشعبا يدا بيد وقلب على قلب , فهل صاحب القرار وشعبه يقفون معا في هذا وهل صاحب القرار يضرب اروع الامثلة في تاريخ العرب وربيعه وثوراته في التغيير .
كتبنا كثيرا وكتب كثيرون عن ضرورة الاصلاح والتغيير ونبهنا الى عواقب الفساد وعواقب عدم الاصلاح وبحت حناجر الاردنيين في كل حين وفي كل يوم وفي كل جمعة مطالبة بالاصلاح وهي عازمة مصممة عليه وعلى محاربة الفساد ومحاسبة ازلامه , لان الفساد اصبح مؤسسيا وممنهجا ومتوراثا . و لان الفساد تجاوز حدوده وزادت مخاطره على المواطن والوطن وعلى امنه واستقراره , ولان هذا هو عقد الشعوب العربية في التغيير والاصلاح .
الاصلاح وسبله ووسائله ومطالبه واضحة محددة من حكومة انقاذ وطنية من رجال امناء اقوياء قادرين على التغيير والاصلاح والنهوض بالبلاد وانقاذها من المخاطر والفساد لتاسيس مجالس وزراء ومجالس نيابية تبنى على الدستور والقانون وعلى الشورى والحرية والعدل واختيار الامناء الاقوياء الاكفاء .
ان الاردنيين يحبون الرسول الهاشمي الامين صلى الله عليه وسلم -الذي غيّر امة العرب ووحدها وجعل منها خير امة اخرجت للناس بل غيّر العالمين وكان لهم قدوة في التغييروهدى ونور-, ويحبون اتباعه من الهاشميين الامناء و يريدون الهاشميين اقوياء صالحين مصلحين وان عجز هاشمي عن اتخاذ القرار فهناك هاشميون اخرون صالحون مصلحون قادرون على اتخاذ القرار وعلى التغيير والاصلاح ودستورنا الاردني كفيل بحل هذه المعضلة كما حلها من قبل , ولا ولم ولن يعدم الاردنيون بعد رجالا مخلصين اقوياء امناء يحملون الامانة ويؤدونها على خير اداء.
abdallahalhreishat.blogspot.com
عبدالله الهريشات
No comments:
Post a Comment