الفراعنة الجدد
بقلم: عبدالله الهريشات
لماذا العالم العربي لا يكون فيه التغيير والاصلاح الا بالدماء والرصاص والسجون والتعذيب والتشريد والقتل مع ان ثوراته الشعبية سلمية وتطالب بالاصلاح والتغيير؟!. بينما في العالم الاخر والذي نصمه بالكفر نرى ان التغيير والاصلاح عبر الانتخاب الحر وصناديق الاقتراع والتصويت بلا شراء وبيع ذمم او تزوير او اكراه وبلا سفك دماء ونهب وسرقات بل يختارالشعب بعد تنقيح وتمحيص لقوانينهم ولرجالاتهم ولتاريخهم وبعد جرح وتعديل لرجالهم وبعد مناقشات ومحاورات ومناضرات بين الانداد وامام الناس والاعلام وبكل صراحة وحرية وكل ذلك وكلهم همهم مصلحة بلادهم وشعوبهم , مع العلم ان معظم رؤساء وملوك العرب او وزراءهم او حتى نوابهم وبعض مفكريهم واعلامييهم هم خريجوا الغرب سواء فرنسا او بريطانيا او امريكا وهم يعرفون ما يجري هناك حق المعرفة ويعيشونه ولكن عندما يعودون لبلادهم ويتقلدوا امورها نجد انهم لا من الغرب استفادوا وافادوا ولا لدينهم الذي يدعونه اتبعوا بل على العكس تماما اتبعوا الغرب في الشر والعمالة , وتنكروا لدينهم في مكر و نذالة .
لماذا لا نأخذ الدرس والعبرة من الامم الحالية والسابقة ونستفيد من تجاربهم في التغيير والاصلاح؟ ولماذا الحكام لا ياخذون العبرة من حكام الامم الحالية والسابقة ام ان الفرعون والفراعنة الجدد لا يريدون الا ان يكونوا هم الدرس والعبرة فيرى غيرهم ابدانهم ناجية طافية ووجوههم محروقة كالحة من نيران وطوفان الثورات الشعبية العارمة؟ .
لقد عشت في الولايات المتحدة مدة عقدين ونيف وتعاقب في تلك الفترة خمسة رؤساء , ونجد في تاريخ الولايات المتحدة منذ نشاتها الى الان انه خلف عليها 44 رئيس خلال 222 سنة من 1789-2011 اي ما معدله 5 سنوات لكل رئيس لان فترة الرئاسة من 4 سنوات ولا تتجاوز ال 8 سنوات الا في الحالات الطارئة من حروب او كوارث او ما شابه وان الرئيس قابل للعزل او الاستقالة من منصبه ان قصر او فقد الاهلية والشرعية , وفي فترة الرئاسة لكل رئيس والتي هي اربعة سنوات نجد ان دولتهم تتغير الى الافضل وتقوى وتزداد منعة فمن بناء دستور وقوانين وتوحد بين الولايات الى بناء المصانع والالات المختلفة و صنع السيارات وقنابل نووية وصواريخ وطائرات واقمار صناعية واتصالات وتقدم في شتى المجالات وصعود الى القمر والمريخ وابحاث واكتشافات وبناء اقتصاد متكامل ومجتمع متكافل وانتصار في الحرب العالمية الى تدخل في شوؤن العالم والدول وقيادة لها في الخير والشر , ونحن في عالمنا العربي تمر علينا العقود ونحن كما نحن والى وراء والى الجحيم ما عدا الزعيم الاوحد والبطل الملهم والقائد الفذ الى الابد يحميه الله ويبقيه الى الابد ولانرى لا عملا ولا جد الا ردة وصد.
لقد هرمنا في عالمنا العربي وقد نموت ولم نر الا رئيسا او رئيسين او ملكا اوملكين وكأن بلادالله مزارعهم وعبادالله عبيدهم وهم يتوارثونها اجداد واحفادا وهم هم تمر العقود لا تغيير ولا اصلاح بل يزداد الظلم والطغيان والفساد والافساد والنهب في مقدرات الامة وتبذيرها عليهم وعلى اتباعهم وبطاناتهم السيئة التي يربربون ويقربون.
لقد اختار شعب الولايات المتحدة رجلا اسودا راسه كزبيبة رئيسا لهم وفي اكثر من خمسين ولاية وبلا قطرة دم اهريقت, ونحن في عالمنا العربي على بلديات ومخترة في قرية ما يقتل بعضنا بعضا ويفترق الاخ عن اخيه وناكل ونسرق الوطن وندعي اننا اهل الوطنية والانتماء.
في الولايات المتحدة وفي الغرب رئيسهم ينتقده ادناهم وينكت عليه الشعب والاعلام ويسأله ويحاسبه عن افعاله واقواله ويضربونه بالبيض وغيره ويمنعونه من دخول بعض المدن من قبل مجالسها البلدية وبكل حرية بلا ارهاب ولا سجن اما في عالمنا العربي فافعالهم واقوالهم منزلة محكمة واي امرغيرهذا يعتبر قدح في المقامات العليا ولست ادري اي المقامات العليا او الدنيا اهؤلاء ام اولئك ؟
اقول هذا ليس حبا في امريكا ونظامها وليس حقدا على العرب وانظمتهم ولكن للموضوعية وقول الحقيقة لعل نصحو ويصحو في حكامنا الضمير و نخوة النهوض بالامة وعسى نستفيد , لان الله يديم حكم الكفر بالعدل على حكم الاسلام بالظلم وهي مقولة شهيرة لابن خلدون "دولة الكفر بالعدل تطول و دولة الإسلام بالظلم تزول" اقول هذا وكلي الم ومرارة على احوالنا لان بين ايدينا النور والحق للعالمين ولا زلنا نعيش في الظلم والظلام فمتى نكون خير امة لنقدم للامم كافة حضارة الحق والعدل والسلام .
No comments:
Post a Comment