My Blog List

Friday, June 22, 2012

الاصلاح والملك والاخوان والطفيلة في الميزان


الاصلاح والملك والاخوان والطفيلة في الميزان



عبدالله الهريشات




       ساكتب هذه المقالة وسيغضب منها ومني الكثيرون على صراحتي ولن اجامل احدا حتى نفسي ولا ابالي ان كان ذلك في سبيل الله ثم الوطن ، لاننا جميعا نطالب بالاصلاح حكومات ونوابا وملكا وشعبا جنوبا وشمالا وطفيلة واخوانا واحزابا فما وجدت الاصلاح الا شعارات جوفاء وحتى ما كتبت و اكتب ويكتب غيري في الاصلاح لا يتعدى كلمات خاوية وكلمات تدخل من اذن وتخرج من الاخرى ولا تؤثر في القلب ولا في غالبية الشعب ولا في النظام ، والنظام اذن من طين واخرى من عجين ، واذا كنا نحن جميعا نطالب بالاصلاح فنحن اذن صالحون ولا حاجة للاصلاح فاين اذن الفساد واين هم الفاسدون؟!!.



       كلماتنا وشعاراتنا تبقى ميتة هامدة ان لم يضخ فيها الدم وتفيض بها ولها الارواح وينبض بها ولها القلب وتهتز لها المشاعر ويصغي لها الوجدان والضمير ثم تكون حياة على الارض تدب وتسير.



      لا نريد ان نضحك على انفسنا ولا على ذقون غيرنا ولحاهم ونصدق اننا جميعا صالحون مصلحون وكما قال المسيح عليه السلام :« من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر » ، نحن نكذب على انفسنا في الاصلاح ونخدعها و(لن يصلح العطار ما افسد الدهر ) ، (ونعيب زماننا والعيب فينا*** وما لزماننا عيب سوانا) ، ( يا سادة الاصلاح يا ملح البلد ***كيف بالاصلاح اذا الملح فسد) ،علينا ان اردنا الاصلاح والتغيير ان نبدأ جميعا باصلاح انفسنا واولهم نفسي الامارة بالسؤ كي نستطيع الاصلاح ففاقد الشيء لا يعطيه و(اقيموا الاصلاح في نفوسكم يقم على ارضكم وحاسيوا الفاسدين منكم تتفجر ينابيعا وخيرات ارضكم و ترزقوا وتنعموا ويغفر لكم ).



       الاخوان في الاردن بعد لم يرتقوا الى مرتبة الاصلاح والمصلحين لانهم بعد يحتاجون الى اصلاحات داخلية كثيرة وعسيرة وملفات عالقة خطيرة لا يجرؤن على الخوض فيها بصراحة تامة مطلقة فولاءاتهم الدنيوية متعددة ومختلفة وتقصم ظهورهم وتلجم السنتهم وتصم اذانهم وتشتت قلوبهم وعقولهم ومنهم فئة تسلقت دعوتهم لمنافع دنيوية شخصية وليس لغاية ربانية كما يدعون (الله غايتنا ) ورحم الله الامام الشهيد حسن البنا فلو اطلع على تنظيم الاردن فقد يتبرأ من بعض افعالهم واقوالهم وانا اعلم ان الدعوات لا بد ان يكون فيها الكاذب والمنافق والمتسلق والبلطجي ايضا , ولا اريد ان اقارن في مقامي هذا بين اخوان الاردن واخوان مصر فاخوان مصر يحبون مصر ويحبون امتهم وفيهم الربانيون وهم عالميون في رسالتهم مخلصون في وطنيتهم حضاريون في مشروعهم ، محصتهم المحن والابتلاءات والسجون والالام وقدموا الشهداء من العلماء والادباء والمفكرين وضحوا بالغالي والرخيص على مدار عقود وهم موحدون لله ووحدويون موحدون لوطنهم وامتهم ، اما اخوان الاردن ففئات شتى وكل فئة بما لديهم فرحون وكل شلة انغلقت على نفسها واحبت ذاتها ومصالحها ولا تنظر الا بعين واحدة دونية انية وبافق ضيق و فيهم الذين لا يحبون الخير للاردن وامتهم ولا يبتغون مرضاة الله ولا غاية لهم الا مصالحهم وما يكسبون وتجدهم تنظيمات داخل التنظيم مثلما حصل في منظمة التحرير الفلسطينية فهذا فتح وذاك صاعقة وذلك عاصفة وهذا شعبية وذاك لينيني وماركسي وهذا جيفاري وناصري و... .



          الطفيلة والطفايلة بحاجة الى اصلاح ايضا فلا زال بينهم الفاسد ومن يداهن وينافق ويكتب التقارير المزورة ولا زال بيننا من يحسد اخاه ويقطع رحمه ولا يحترم كبيره ولا يرحم صغيره ويقسو ويبطش ويظلم ان كانت له سلطة او قوة ومقدرة وهذا يقاس على باقي المدن الاردنية، فنحن بحاجة الى اصلاح شعبي مجتمعي متكامل شامل وان نطهر قلوبنا من كل غل وحقد وحسد وان نحب الخير لبعضنا بعضا وان نقيل عثرات من تعثر منا وان نتوب الى الله وندع الظلم ونرجع المظالم الى اهلها وان ينصر بعضنا بعضا ظالمين ام مظلومين  .



        اعلم انني في مقالتي هذه سيطلع لي المتنطعون الفاسدون ليبرروا او يشتموا وهئنذا اتصدق بعرضي على الناس لله ثم لوطني ولبنيه الصادقين الصالحين المصلحين اخوانا كانوا ام طفايلة ام غيرهم ولا انقص منهم شيئا ابدا لانني لا اعنيهم جميعا واعني من عنيت منهم وهم لا بد يقراءون  ويفهمون ويعرفون من هم .





         الاخوان في الاردن ليسوا بعد على المستوى المطلوب المنشود والامل لشعب الاردن الموعود وان كانوا هم افضل الموجود، وليس هناك مقارنة بينهم وبين الاحزاب الاخرى من جميع الوجوه الا من رحم الله من اولي الصدق من تلك الاحزاب. وان الاصلاح في الاردن بعيد مبتغاه وصعب مناله ، وان اخوان الاردن منه ببعيدين ، وان اخوان مصر اقرب الى الاصلاح في الاردن من اخوان الاردن في الاردن اليه ، لان اثر التغيير والاصلاح في مصر ومنها سيؤثر على بلدان كثيرة في العالم وفي المنطقة ومنها الاردن .



        الاخوان والملك لن يستطيعوا التغيير والاصلاح لان الاردن بيعت كل مقدراته وبيع كل الوطن والشعب زيد على المبيع بلا ثمن ولم يبق شيء للبيع او للاصلاح وفاقدوا الشيء لا يعطونه، والشعب وحده هو القادر ولكنه لم يصل بعد لمرحلة التغيير فلا زالوا يركنون الى النظام ويركنون الى التبرير والشعب منقسم على نفسه في اسلوب الاصلاح ومن يقوده . ولكن ان استطاع الملك ان يستعين بالاخوان الصادقين الصالحين المصلحين الوطنيين الامناء الاقوياء وهم كثر فقد آوى الى ركن شديد وقوة لاباس بها وعندها يبدأ التغيير والاصلاح ومحاسبة الفاسدين واسترداد ما يمكن استرداده وننقذ الاردن من المخاطر و يزداد امنه واستقراره سياسيا واقتصاديا ويحافظ الهاشميون على مقومات وجودهم وبقائهم ونطوي صفحة الفساد وتبدا صفحة الازدهار والرقي والرفاه.



     لايد من كلمة اخيرة اقولها للاخوان ان يصلحوا من شانهم وان يجمعوا امرهم وان يلفظوا من بينهم كل المتسلقين الطامعين الفاسدين ، كما لا بد من همسة اخرى للملك وللهاشميين ان يصلحوا من شانهم وان يجمعوا امرهم وان يلفظوا من بينهم كل فاسد وليحفظ الله الاردن عزيزا شامخا امنا مستقرا خاليا من الفساد ومن كل فاسد مفسد اثيم .

ahraraltafilahblogspot.com

No comments: