جمعة
النصر والحمد والشكر في ام الدنيا مصر
عبدالله
الهريشات
انها جمعة مشهودة من
جمعات مباركات سبقتها تحنت بالدماء وحملت منها الايام التضحيات والالام، انها اول
جمعة يتفيء المصريون ظلالها في حرية بعد ان زال عنهم كابوس الظلم والطغيان وتحقق
الحلم الجميل الذي كان يحلمه العرب جميعا وليس المصريون وحدهم وتحت امرة رئيس شرعي
منتخب مستأجر من قبل الشعب بحق وحقيقة ولاول مرة في تاريخ العرب الحديث والذي باتت
تحلمه وتشتاق اليه وتعمل عليه كل الشعوب العربية واحرارها وان كان لازال بعضها
يتلقى من طواغيتها القتل والتعذيب والتشريد في سبيل تحقيق ذلك الحلم الجميل والذي
هو ليس بمستحيل ولابد سيكون الواقع الاصيل والمستقبل الناهض الزاهر القادم للحرية والوحدة والعدل والمساواة .
جمعة شكر لله ،جمعة نصر مباركة من بعد
جمعات تضحيات ودماء واشلاء لم يضن الشعب المصري بها على امته ووطنه فقدم لاجل ذلك
المال والولد والنفس وكل عزيز وغال مما يملك وبكل ما اوتي من قوة لا يرهبه فرعون
ولا هامان ولا جنودهما فحطمت ارادته الطواغيت والقيود والظلم.
ان الامم التي تريد الحرية لابد ان تكون منها
الدماء والاشلاء زيتا ووقودا في مشعل الحرية كي تنير وتضيء الطريق طريق الحق
والعدل وكلما زادت الدماء ازداد الطريق نورا وقربت ساعة الفرج وحان وعد النصر الذي
وعده الله لعباده المؤمنين ،الا ان وعد الله حق ولكن اكثرهم لا يعلمون.
سبيل الحرية وطريقها مليء بالاشواك ،وان
ميلاد الحرية عسير احيانا ويحتاج الى آلام مخاض وقد يحتاج الى عملية قيصرية. وان ابواب الحرية لا تفتح الا لمن ارادها وضحى
من اجلها ورحم الله امير الشعراء وشاعر مصر حين قال :
وللحرية
الحمراء باب****بكل يد مضرجة يدق .
تحقق للشعب المصري مبتغاه وهو قد عرف
الطريق واختار ما اراد وليس بعد هذا لطغاة عنده بمكان فقد لفظهم الشعب والتاريخ
والمكان والزمان الى غيرعودة، فسبحان الله مالك الملك من نزع الملك من فرعون والقاه
في السجن ومن وهب لمرسي من بعد السجن الكرسي وسينزع من جميع الطغاة عروشهم وملكهم
وسيهبه لمن اراده الشعب عليهم وسيلقى الطغاة الذل والخزي والندم.
فرحتنا للشعب المصري العظيم لا يعدلها شيء الا حمد
الله وشكره على هذا الفتح والنصر المبين فهو يعدلها ويزيد لله بلا حدود ، ونذكر
اهلنا الصابرين شعب سوريا الحر الابي الذي لازال يوقد بدماءه واشلاءه مشعل الحرية
لسوريا الجديدة سوريا الحرية والعدل والمساواة والتي لازال طواغيتها يفتكون به بلا
هوادة فيدمرون البلاد ويقتلون العباد ، فاصبروا وصابروا ورابطوا يا شعب سوريا
الابي وابشروا فان النصر قادم وان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ولن يبقى طاغوت
ابدا فهذاعقد زوالهم وزوال الظلم والطغيان وهذا عقد الشعوب العربية وارادتها في
الحرية .
قامت مصر وستقوم الشام من بعدها عن قريب وعلى
هذا الدرب سيلحق بالركب كل العرب وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم ، {وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55].
ahraraltafilah.blogspot.com