My Blog List

Sunday, October 9, 2011

العالم العربي : اوطان منهوبة ... وشعوب منكوبة....!

العالم العربي : اوطان منهوبة ... وشعوب منكوبة....!



بقلم:عبدالله الهريشات

       لقد اتى على عالمنا الاسلامي وعالمنا العربي جزء منه حين من الدهر - ولا زال هذا الحين وهو في نهاياته – لم يكن فيه الا امة ممزقة مطلوبة ، وشعوبا مفرقة منكوبة ، واموالا مسروقة منهوبة ، واحكاما ديكتاتورية جائرة ، وواسطات بلا كفاءات وفاسدين ومحسوبيات في غيها سادرة ، ومصالح عامة مفقودة ومصالح افراد وعائلات فاسدة ممدودة.



     عالمنا العربي تائه حائر ضائع بين رعاة ذئاب جياع ملاعين وسلاطين مجانين وعلماء مفرطين منافقين شياطين لهؤلاء الرعاة والسلاطين وقد سقطوا جميعا في الفتنة فضاعت وحارت بينهم الشعوب والاوطان فضلوا واضلوا وفسدوا وافسدوا وفتنوا العباد والبلاد وفرطوا في الامانة واضاعوا ونهبوا المقدرات والخيرات وشروا بايات الله ثمنا قليلا وتنكبوا سبيل الرحمن واتبعوا الشهوات وسبيل الشيطان.



     نحن دول شتى فعددنا يتجاوز العشرين دولة او اكثر - هذا ان لم تزد هذه الايام - وما فيها بركة ولنأخذ على سبيل المثال السفارات فقط ، فان لدولنا العربية اكثر من عشرين سفارة في كل دولة من دول العالم والتي يزيد او يقل عددها عن 190 دولة ولو كنا امة موحدة وولايات عربية متحدة لكان لنا سفارة واحدة في كل دولة من دول العالم اي 190 سفارة وليس 3800 سفارة كما هي الان ، وكم وفرنا من الجهود والنفقات والاوقات؟، هذا ان كان لسفاراتنا العربية العديدة جهود في العالم ، ألاَ نخجل من انفسنا ان يكون هناك سفارة واحدة للولايات الامريكية المتحدة وليس 52 سفارة بعدد ولاياتها ونحن لنا عشرون سفارة او اكثر في الولايات الامريكية المتحدة لوحدها ناهيك عن الدول الاخرى فاولى ان نتحد ونحن اولى بالامر منهم ان نكون.



     ان ما اظهرته وكشفته الثورات الشعبية العربية عن عورات الحكام يجعل كل ذي حق غضبانا اسفا ، ففي ليبيا وحدها فقط هناك مليارات الدولارات من التي وجدوها غير تلك الضائعة والمبددة والمنهوبة وظهر ان الوضع الاجتماعي والصحي والتعليمي فيها في ادنى مستوياته ، ولو ان هذه المليارات وزعت على الشعب الليبي الذي عدده حوالي الخمسة ملايين لاصبح كل فرد فيه مليونيرا وقد ظهر لنا ما ظهر من فقر فيه ، أين هؤلاء الحكام من الله ؟ واين الامانة التي تجرأوا على حملها؟ وادَّعوا واقسموا انهم الامناء على الشعب فيما يسمى بثورة الضباط الاحرار وثورة تشرين والبعث وغيرها وما يسمى بالفاتح العظيم والتي جعلت من الامة عظما رميم.



     ان اهل الصومال يتضورون ويموتون جوعا وبيننا المترفون المتخمون والامثلة كثيرة على الفقر والجوع والمرض في العالم العربي وعلى انعدام توزيع ثرواته ومقدراته على الصالح العام بالحق والعدل ، وعلى نهبها وسرقتها من قبل حكام فاسدين ظلمة ومن قبل دول عالم متجبرة وتدعي انها متحضرة وهم وحكامنا وبعض من مفكرينا وممن يدعون انهم علماؤنا وهم جميعا عملاء للاعداء- الذين جلبوا الدب لكرمنا- ينهشون كالسرطان في جسد الامة.



   ... وعندها لاسمع ولا طاعة قالها فرد من الرعية لراعيها عمر بن الخطاب لان ثوب عمر اطول من ثيابهم فامر ابنه عبدالله ان يجيبه ، فقال انا اعطيت ثوبي لابي ليطيل به ثوبه ، فقال له ذاك الفرد من تلك الرعية لهذا الراعي اما الان فسمعا وطاعة ، واما الان فانظروا للرعاة من حولنا فقد اطالوا ثيابهم وثياب ازواجهم وابنائهم واحفادهم واقربائهم وانسبائهم واصحابهم واصحاب اصحابهم ومن نافق لهم ، فاقول انا العبد الفقير لهؤلاء الرعاة : لئن طالت ثيابكم فقد قصرت ايامكم وساء جزاؤكم وآتٍ حسابكم .



     كان الرشيد يقول للغمامة اذهبي حيث شئت وامطري فان خراجك آتٍ الى هنا ولا يعني هنا بها جيبه وجيب زبيدة ، بل بيت مال المسلمين وخزينتهم العامة التي سيوزع على الصالح العام وعلى الرعية ومستحقيها بالحق والعدل والسوية .



     هذه امثلة بسيطة على ما جرى في ماضي امتنا عندما حكمها الاسلام بالعدل والمساواة والحرية، وهناك من الامثلة ما تنؤ به الكتب وتسطع به صفحات التاريخ ويعتز ويفخر بها اهل الحضارة وطلاب المجد ورواد الامة .


     تلك كانت غمامة الرشيد وذاك كان ثوب عمر اما اليوم فانظروا الى ما يجري لغمامنا واثوابنا وبترولنا وخيراتنا وفلسطيننا ، والسودان سلة غذاءنا في فتنة ، والصومال في محنة ورعاة الشام واليمن يفتكون بالرعية ، والعالم العربي من محيطه الى خليجه في مهازل ومآسي وبلية.



     هذه ايضا امثلة بسيطة على ما يجري في حاضر امتنا، وهناك من الامثلة العديدة والتي بلا عداد ما تقشعر له الابدان وتشمئز منه النفوس وتشيب له الولدان وتسود منه صفحات التاريخ .



     ان الاصلاح والتغيير قادم لامحالة لازالة هذا الفساد والطغيان في الامة منذ ما يزيد عن القرن واجتثاثه من الجذور من اجل وحدة هذه الامة وريادتها لتاخذ مكانتها بين الامم ودورها الحضاري- الذي خسره ويفتقده العالم وتتخبط من دونه البشرية- في الحق والعدالة والحرية والسلام والمساواة للانسان والبيئة والكون وما سخره الله للانسان من مواهب وموارد ومصادر وألاء في هذا الكون .

عبدالله الهريشات
 

===========================

العالم العربي : اوطان منهوبة … وشعوب منكوبة...!

بقلم:عبدالله الهريشات

                                              
         لقد اتى على عالمنا الاسلامي وعالمنا العربي جزء منه حين من الدهر – ولا زال هذا الحين وهو في نهاياته – لم يكن الا امة ممزقة مطلوبة ، وشعوبا مفرقة منكوبة ، واموالا مسروقة منهوبة ، واحكاما ديكتاتورية جائرة ، وواسطات بلا كفاءات وفاسدين ومحسوبيات في غيها سادرة ، ومصالح عامة مفقودة ومصالح افراد وعائلات فاسدة ممدودة.
 

                 عالمنا العربي تائه حائر بين سلاطين مجانين شياطين وعلماء مفرطين منافقين ملاعين لهؤلاء السلاطين وقد سقطوا جميعا في الفتنة فضاعت وحارت بينهم الشعوب والاوطان فضلوا واضلوا وفسدوا وافسدوا وفتنوا العباد والبلاد وفرطوا في الامانة واضاعوا ونهبوا المقدرات والخيرات وشروا بايات الله ثمنا قليلا وتنكبوا سبيل الرحمن واتبعوا الشهوات وسبيل الشيطان.
              نحن دول شتى فعددنا يتجاوز العشرين دولة او اكثر – هذا ان لم تزد هذه الايام - وما فيها بركة ولنأخذ على سبيل المثال السفارات فقط ، فان لدولنا العربية اكثر من عشرين سفارة في كل دولة من دول العالم والتي يزيد او يقل عددها عن 190 دولة ولو كنا امة موحدة وولايات عربية متحدة لكان لنا سفارة واحدة في كل دولة من دول العالم اي 190 سفارة وليس 3800 سفارة كما هي الان ، وكم وفرنا من الجهود والنفقات والاوقات؟، هذا ان كان لسفاراتنا العربية العديدة جهود في العالم ، ألاَ نخجل من انفسنا ان يكون هناك سفارة واحدة للولايات الامريكية المتحدة وليس 52 سفارة بعدد ولاياتها ونحن لنا عشرون سفارة او اكثر في الولايات الامريكية المتحدة لوحدها ناهيك عن الدول الاخرى فاولى ان نتحد ونحن اولى بالامر منهم ان نكون.
            ان ما اظهرته وكشفته الثورات الشعبية العربية عن عورات الحكام يجعل كل ذي حق غضبانا اسفا ، ففي ليبيا وحدها فقط هناك مليارات الدولارات من التي وجدوها غير تلك الضائعة والمبددة والمنهوبة وظهر ان الوضع الاجتماعي والصحي والتعليمي فيها في ادنى مستوياته ، ولو ان هذه المليارات وزعت على الشعب الليبي الذي عدده حوالي الخمسة ملايين لاصبح كل فرد فيه مليونيرا وقد ظهر لنا ما ظهر من فقر فيه ، أين هؤلاء الحكام من الله ؟ واين الامانة التي تجرأوا على حملها؟ وادَّعوا واقسموا انهم الامناء على الشعب فيما يسمى بثورة الضباط الاحرار وثورة تشرين والبعث وغيرها وما يسمى بالفاتح العظيم والتي جعلت من الامة عظما رميم.

           ان اهل الصومال يتضورون ويموتون جوعا وبيننا المترفون المتخمون والامثلة كثيرة على الفقر والجوع والمرض في العالم العربي وعلى انعدام توزيع ثرواته ومقدراته على الصالح العام بالحق والعدل ، ونهبها وسرقتها من قبل حكام فاسدين ظلمة ومن قبل دول عالم متجبرة وتدعي انها متحضرة وهم وحكامنا – الذين جلبوا الدب لكرمنا- ينهشون كالسرطان في جسد الامة. وعندها لاسمع ولا طاعة قالها فرد من الرعية لراعيها عمر بن الخطاب لان ثوبه اطول من ثيابهم فامر ابنه عبدالله ان يجيبه ، فقال انا اعطيت ثوبي لابي ليطيل به ثوبه ، فقال له ذاك الفرد من تلك الرعية لهذا الراعي اما الان فسمعا وطاعة ، واما الان فانظروا للرعاة من حولنا فقد اطالوا ثيابهم وثياب ازواجهم وابناءهم واحفادهم واقربائهم وانسبائهم واصحابهم واصحاب اصحابهم ومن نافق لهم ، فاقول انا العبد الفقير لهؤلاء الرعاة : لئن طالت ثيابكم فقد قصرت ايامكم وساء ثوابكم وآتٍ حسابكم .

            كان الرشيد يقول للغمامة اذهبي حيث شئت وامطري فان خراجك آتٍ الى هنا ولا يعني هنا بها جيبه وجيب زبيدة ، بل بيت مال المسلمين وخزينتهم العامة التي سيوزع على الصالح العام وعلى الرعية ومستحقيها بالحق والعدل والسوية .
                 هذه امثلة بسيطة على ما جرى في ماضي امتنا عندما حكمها الاسلام بالعدل والمساواة والحرية، وهناك من الامثلة ما تنؤ به الكتب وتسطع به صفحات التاريخ ويعتز ويفخر بها اهل الحضارة وطلاب المجد ورواد الامة .
        تلك كانت غمامة الرشيد وذاك كان ثوب عمر اما اليوم فانظروا الى ما يجري لغمامنا واثوابنا وبترولنا وخيراتنا وفلسطيننا ، والسودان سلة غذاءنا في فتنة ، والصومال في محنة ورعاة الشام واليمن يفتكون بالرعية ، والعالم العربي من محيطه الى خليجه في مهازل ومآسي وبلية.
        هذه ايضا امثلة بسيطة على ما يجري في حاضر امتنا، وهناك من الامثلة العديدة والتي بلا عداد ما تقشعر له الابدان وتشمئز منه النفوس وتشيب له الولدان وتسود منه صفحات التاريخ .
        ان الاصلاح والتغيير قادم لامحالة لازالة هذا الفساد والطغيان واجتثاثه من الجذور من اجل وحدة هذه الامة لتاخذ مكانتها بين الامم ودورها الحضاري – الذي يفتقده وخسره العالم وتتخبط من دونه البشرية منذ ما يزيد عن القرن – في الحق والعدالة والحرية والسلام والمساواة للانسان والبيئة والكون وما سخره الله للانسان من موارد ومصادر في هذا الكون .

عبدالله الهريشات



No comments: