My Blog List

Saturday, December 28, 2013

د. فيصل القاسم : لماذا يقع طواغيتنا في الحفرة نفسها مرات ومرات؟



د. فيصل القاسم : لماذا يقع طواغيتنا في الحفرة نفسها مرات ومرات؟





وطــن نــيــوز
مهما كانت الحلول الأمنية ناجعة، فإن مفعولها لن يدوم طويلاً، فإن استطاعت بعض الأنظمة أن تقمع خصومها بالإرهاب والحديد والنار، فهذا لا يعني أنها قضت عليهم إلى غير رجعة، فربما ربحت معركة ولم تكسب حربا.
فمن المعلوم أن الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد لجأ إلى أقسى أنواع القوة والوحشية لسحق خصومه من الإسلاميين في ثمانينات القرن الماضي، فكانت مذبحة مدينة حماة، سيئة الصيت، التي راح ضحيتها الآلاف، ناهيك عن الدمار الرهيب الذي حل بالمدينة وغيرها من المدن السورية، التي ثارت على النظام آنذاك.
لا شك أن النظام تمكن وقتها – في ظل حالة التعتيم الإعلامي، وانعدام وسائل الاتصال الحديثة – من إخماد حركة الإخوان المسلمين، لا بل سن قانوناً يجرّم كل من ينتمي إلى تلك الحركة، ويحكم عليه بالإعدام.
وقد عاش النظام الحاكم بلا منغصات أو معارضات قوية لأكثر من ثلاثين عاماً لم يستطع السوريون خلالها أن يفتحوا أفواههم إلا عند طبيب الأسنان، لا بل إن سكان حماة نفسها لم يتمكنوا خلال تلك الفترة من أن يهمسوا بما حصل لهم على أيدي النظام من مجازر فاشية بكل المقاييس خوفاً من المقصلة.
وقد سار نظام الجنرالات في الجزائر على خطى النظام السوري، فحارب الجماعات الإسلامية لعقد كامل من الزمان سماه ‘العشرية السوداء’، وقد نجح أخيراً في إخماد تلك الجماعات، وقام بإصلاحات شكلية، وبقي النظام والدولة العميقة مكانهما، لا بل توغلت الدولة أكثر من وراء مظاهر ديمقراطية زائفة.
من الواضح تماماً الآن أن الأنظمة الحاكمة في مصر وسوريا والعراق مثلاً تريد أن تطبق التجربتين الجزائرية والسورية في عهد حافظ الأسد، ظناً منها أنهما كانتا ناجحتين، ويمكن أن يعاد استنساخهما.
وإذا كانت تلك الأنظمة تعتقد فعلاً أن التاريخ يعيد نفسه، فهي غاية في الغباء. فالتاريخ لا يعيد نفسه أبداً، كما قال كارل ماركس، وإن أعاد، فإنه يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة!
ليت من يحاولون أن يعبّدوا طريقهم إلى السلطة في مصر وسوريا والعراق بالدمار والدماء أن ينظروا إلى مقولة ماركس جيداً، ليروا أنهم دخلوا فعلاً في مهزلة حقيقية لا تخطئها عين. ولا بد لهم أن يعلموا أن التجربتين الجزائرية والسورية كانتا فاشلتين بامتياز، ومهدتا لما نراه الآن في سوريا من كارثة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، ولا حتى القديم. فجماعة الإخوان المسلمين – التي حاربها حافظ الأسد في مدينة حماة – تبدو الآن حملاً وديعاً بالمقارنة مع الجماعات الجديدة، التي تواجه بشار الأسد، ونوري المالكي، وربما السيسي لاحقاً في مصر.
أما الجزائر التي تبدو الآن هادئة، فليس هدوؤها مضموناً لوقت طويل، خاصة وأن كل ما أدى إلى اندلاع الثورات في بلاد الربيع العربي متوفر بقوة في الجزائر، وربما بطريقة أكثر خطورة وتشظياً. وبالتالي، فلا يجب أن يعتد أحد بنجاح التجربة الجزائرية في القضاء على الخصوم بالوحشية الفاشية العربية المعهودة.
ربما يعتقد النظام المصري أن بإمكانه أن يعيد سيناريوهات القرن الماضي، حيث نجح بالقبضة الحديدية في القضاء على الجماعات، التي كان يتهمها بالإرهاب. لكن الوضع الآن مختلف تماماً، ناهيك عن أن من يواجههم الآن ليسوا كحركات ‘التكفير والهجرة’ أو ‘الناجون من النار’ أو ‘الجماعة الإسلامية’ أو ‘الجهاد’. إنها – اتفقت معها أو اختلفت – حركة شعبية ذات جذور عميقة جداً لم تنجح الأنظمة المتعاقبة في اجتثاثها منذ عهد عبد الناصر، وهي ليست كالحركات المذكورة، غريبة وشاذة عن المجتمع المصري، ناهيك عن أنها فازت لأول مرة في تاريخ مصر بانتخابات ديمقراطية حرة، وبالتالي فإن التعامل معها كما تم التعامل مع الحركات الإرهابية القديمة مستحيل، ولا يمكن تبريره، ولا يكفي افتعال تفجير هنا وأزمة هناك لتجريمها وشيطنتها وإيجاد المبررات للقضاء عليها.
إن اجتثاث الخصوم بدل استيعابهم يمكن أن يكون فتيلاً لمحرقة تأتي على الأخضر واليابس في بلاد بأمس الحاجة للوئام الاجتماعي والتوافق والمصالحة بعدما وصلت حالة الاستقطاب فيها إلى مستويات خطيرة وغير مسبوقة.
لا أدري لماذا لا تتعلم حكومة مصر من المأساة العراقية، التي أدت إلى جعل العراق دولة فاشلة، بسبب سياسة الإقصاء وتهميش الشرائح السياسية والوطنية المعارضة. لم يمر على العراق أسبوع منذ عشر سنوات، دون تفجيرات وأعمال إرهابية.
ومع ذلك، لا يبدو أن الآخرين يريدون أن يتعلموا من تجربة العراق المريرة، ولا يريد النظام العراقي نفسه أن يتعظ مما حصل للبلاد، بسبب سياساته الإقصائية والاجتثاثية الخرقاء. فبدل أن يستقطب المالكي الشرائح الأخرى ويدمجها في النظام، راح يحشد لها الدبابات والطائرات ظناً منه أنه يستطيع القضاء عليها وعلى الإرهاب، دون أن يدري أن الحل الأمثل لا يكمن في القبضة الأمنية، بل في استيعاب الجميع وإرضائهم!
يكفي المالكي أو أي نظام عربي آخر في عصر الثورات أن يكون خمسة بالمائة من الشعب مغبونين كي يحولوا حياة الدولة إلى جحيم لا يطاق. فلم تعد الشعوب ولا الحركات السياسية تقبل بالحلول الأمنية الاستئصالية على الطريقة العراقية أو الجزائرية أو السورية، فهي مستعدة أن ترد الصاع صاعين، وأن تزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة، حتى لو وضعوا كل قادتها في السجون. مغفل من يعتقد أن الزنازين والمعتقلات مازالت هي الحل الأمثل لوأد المعارضات الشعبية، وتجربة نيلسون مانديلا خير دليل.
من المؤسف جداً أن ينسق النظام المصري مع النظام السوري، أو أن يسير على خطاه بعد كل ما شاهده من خراب ودمار في سوريا. فلتنظروا فقط كيف بدأت الانتفاضة السورية سلمية وشعبية، وكيف حوّلها بطش النظام وعصاه الفاشية الغليظة إلى كارثة كبرى بكل المقاييس على سوريا شعباً ووطناً. فلماذا لا تتعلموا مما حل بسوريا بدل التحالف مع من أوصل سوريا إلى ما وصلت إليه من انهيار وخراب؟
إن نظرة سريعة على ما حققته الحلول الأمنية والقمعية في المنطقة على مدى العقود الماضية تبين لنا أنها كانت كارثة بكل المقاييس، ولم تجلب لنا سوى الإرهاب. والمرعب في الأمر أن لا أحد يتعلم من التاريخ، ولا من التجارب الكارثية لمن سبقوهم.
إن تكرار الأخطاء الفاحشة، التي اقترفتها بعض الدول في سحق الجماعات المعارضة والعواقب الوخيمة التي تمخضت عنها، تجعلنا نتساءل: هل هناك خطة مبرمجة، كي لا نقول مؤامرة مفضوحة، على أوطاننا بين الديكتاتوريات الحاكمة وكفلائها في الخارج لتحويل بلادنا إلى دول فاشلة وصوملتها وأفغنتها وجعلها أرضاً يباباً لا تقوم لها قائمة لعقود وعقود، أم إن طواغيتنا لم يصلوا بعد إلى مرتبة الحمير؟ من المعروف أن الحمير تتجنب الحفر التي وقعت فيها من قبل، بينما يقع طغاتنا في نفس الحفر التي سقط فيها أسلافهم. يا لذكاء الحمير!
 --------------------------------------------------------------

وسبق ان خضنا في هذا المجال فكتبنا عدة مقالات عن الحمير تجدها على الرابط
 http://abdallahalhreishat.blogspot.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B1

وسنعيد بعضا منها كالتالي:


التكرار.. .يعلم الحمار....

Monday, May 9, 2011

بقلم: عبدالله الهريشات


         لقد عجز قلمي كما عجزت بعض الاقلام اذ تشابهت عليها الكتابة والكلام , واردت ان التزم الصمت بسلام متمثلا بحديث اكرم الكرام وخير الانام: ( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ) ، ولم اكن اريد ان اكتب فقد اصبحت حيرانا وعاجزا عن الكتابة لان الحالة نفسها تتكرر وتتكرر ، وقد كنت كتبت عنها سابقا بالامس لإجد انها تحدث نفسها اليوم وستحدث عينها غدا او اخنها وشبيهتها بعد غد و لاحقا ولاحقا ومرات ومرات وهلم جرا ... وربما تحدث اكثر من عشرين مرة بعدد دولنا العربية العتيدة وبعدد حكامها الملهمين والتي حقا سامحوني لا اتذكرعددها ولا عددهم لا اكثر الله منهم وقلل الله الاحد الواحد عددهم الى واحد لعل وعسى ان تتوحد الامة وتجتمع على امر واحد .


       لقد استمعت اليوم الى خطاب رئيس عربي وقد كنت قد سمعت مثله بالامس وسمعت ما يشبهه قبل اسابيع واشهر وساسمع مثله بعد قليل او بعد ايام او بعد اشهر ومن صحبه الرؤساء الباقين، مثلما سمعناه من السابقين وسنسمعه ايضا من اللاحقين ، لإجد اننا اصبحنا كبني اسرائيل لما تشابه عليهم البقر ونحن تشابهت علينا زعاماتنا في الامر و في العالم العربي العكر فهم يكررون في خطاباتهم الاسطوانة نفسها فما قاله صاحبه بالامس يعيده هو اليوم ويعيده صاحبه الاخر غدا وهلم جرا ...أعرفتم الان لماذا يعجز قلمي عن الكتابه ؟ بل ويخجل احيانا من تكرار ما كتبت عنه بالامس لان كلامي يصبح مكررا وممجوجا مسؤوما ، بل وانتم سوف تملونه وتضربون به عرض الحائط ، لا بل قد يتهمني بعضكم بالعته والجنون ، فما ادري ما انتم قائلون عن هؤلاء الذين يكررون نفس الخطاب مبنى ومعنى ونفس الاسطوانة، وبنفس اللغة العربية، وبنفس لهجة التهديد والوعيد والتعبير والاشارة ، وبنفس صورها المتعددة والمكررة الممجوجة المكذوبة ويا ليت انها كانت صادقة لغفرنا لهم الزلة، ووجدنا لهم في التكرار العلة، فهل حفظوا الدرس وفهموه من بعد هذا التكرار، اليس فيهم من شطّار؟ فحمدا لله لقد فهم احدهم الدرس متاخرا فقال قولته المشهورة: (انا فهمتكم) فهل سيفهم المتأخرون قبل فوات الاوان وخراب الديار؟، ورحم الله الذي قال: ( التكرار يعلم الحمار) .


      ذاك قال عن شعبه عندما طالبوه بالاصلاح والعدل والحرية انهم ارهابيون وقاعدة وهذا يقول انهم اخونجية وذاك جرذان وهذا جراثيم وعملاء ومندسون ومؤامرة وما الى ذلك ويلغون في اموال ودماء شعوبهم ولا يقولون الا منكرا من القول وزورا ، وفي نهاياتهم يفهمون مثلهم مثل فرعون  وهو في اليم (ألأن وقد عصيت) فذاك يقول انا فهمتكم وهذا امهلوني الى سبتمبر وذاك يريد منحه وقتا اطول للاصلاح حتى نهاية رئاسته وذاك يريدها توريثا لابنه واخرتهم اما حرقا او سحلا وقتلا واعداما او في قفص المحكمة ذليلا مهانا او شريدا طريدا مرفوضا خائفا بين الجحور والدول مطلوبا للعدالة.


     ان ما يحدث في عالمنا العربي مؤلم ومخزٍ، وفي نفس الوقت بلاء عظيم وامرعجيب يجعل الحليم حيرانا، ولا يمكن ان يحدث ويتكرر اكثر من مرة او مرتين وقل ثلاثة في عالم متمدن متحضر يحترم المسؤول فيه نفسه ويحترم شعبه وامته، ويقوم بالواجبات الموكلة اليه خير قيام، وعلى احسن وجه واداء وبامانه واتقان، وفوق ذلك يقول: اللهم بارك في وطني وامتي مثلما يقول الرؤساء الاجانب تقول :

         (God Bless Our Nation )  ومن حولهم، بل و كل امتهم من خلفهم جميعهم يقولون: ( آمــــــيــن ).


     متى تري نفهم الدرس جميعا كل في موقعه، ومتى يفهمه ايضا اغلب الساسة والقادة، ويفهمه الاعلاميون واصحاب الفكر وقادة الحركات جميعا في عالمنا العربي من التكرار والتكرار ورحم الله من اتعظ بغيره وتثبت في سيره وميّز بين شره وخيره، اللهم بارك في اردننا وامتنا و احفظهما، اللهم آمــــين .






اطلقوا الاحرار وحاكمواالاشرار
 

Tuesday, April 3, 2012

عبدالله الهريشات
 

        يا ليت الانظمة العربية مثلها مثل الحمار في التعلم من التكرار وما يجري امامها من احداث واخبار ولكن مثلها مثله في حمل الاسفار وعدم الفهم والاعتبار من سنن الله الجبار التي تمضي في القرون والامصار ، فانها لا تعمى الابصار ولكنها تعمى القلوب التي في الصدور والمليئة بالاسرار والاشرار.
 

       ان ما يجري لاحرار الطفيلة ولاحرار الاردن الان من اعتقال وسجن وتعذيب واهانات يدل بما لايدع مجالا للشك وبالدليل القاطع ان الانظمة العربية جميعها سواء فلا زالت العقلية الامنية والتكبر والتجبر والبطش والاستعباد والمصالح الدنيا ديدنها ولم يصلها بعد معنى الحرية والكرامة الانسانية والمصالح العليا للشعوب والاوطان فهي غائبة عنها ولا يحرك شعرة منها لا دماء شعوبها ولا ارواحه ولا انين الحرائر ولا عويل الارامل والثكالى ولا دموع وزفرات المغتصبات ولا صراخ الاطفال والايتام ولا دعاء العباد ولا دمار البلاد.


     احرار الطفيلة واحرار الاردن هم الغيورون على بلادهم وهم يريدون الاصلاح وحماية البلاد والعباد من الفتن والفساد ، وان ما يجري من تأزيم للامور لا يخدم النظام ولا المصالح الوطنية العليا وانما يخدم الفاسدين واذنابهم ممن يتربصون بهذا الوطن وشعبه ونظامه سؤا وشرا، ولذا اجد لزاما علي ومن باب النصح ومصالح الوطن العليا ان يطلق سراح احرار الوطن المعتقلين والا نسير ونتخبط على غير هدى وعلى عمى وضلالة كما سارت وتخبطت انظمة عربية اخرى فلا نفعتها التها الحربية القمعية ولا نفعها جبابرتها وفاسدوها ولا نفعتها امريكا ولا اسرائيل ولا الصين ولا روسيا ولن ينفعها الا الله وارادته والتي منها تحقيق ارادة ومطالب الشعوب في الحرية والاصلاح ومحاسبة الفاسدين حسابا عادلا وجديا وعلى رؤوس الاشهاد واسترداد ما يمكن استرداده وابعادهم واذنابهم عن الحياة السياسية واية مسؤلية وطنية . ان الشعب هو الجيش والامن والدرك والمخابرات و ان انحاز النظام الى الفساد وطغمته فان الجيش والامن والدرك والمخابرات سينحازون الى الشعب فهم منه واليه اولا واخرا وهذا ما يجري على كل الانظمة فاولى بالنظام ان يكون من الشعب واليه فيستجيب لارادته ويلبي اماله وطموحاته في الاصلاح والتغيير والوقوف جنبا الى جنب مع الشعب واحراره .

     يخلص الاردنيون من حكومة طيش وفساد وهوان لتاتينا حكومة اخرى نظن فيها الخلاص والنجاة والامان لنجدها اطيش وافسد واهون على الله من جناح البعوضة وما الاردنيون الا كالمستجير من الرمضاء بالنار.
 

    اما  آن الاوان للنظام والحكومة ان تثوب الى رشدها وتحكم العقل والمصالح العليا وارادة الشعب على الفساد وطغمته والمصالح الدنيا التي فيها زوال الامم واندثار الانظمة الفاسدة الجائرة فهل يرعوي النظام لانه ان بقي الحال الى عام قابل فما ادري هل يكون اخر العهد للاردنيين بهذا النظام ؟!.



 



ملاحظة ارسلت لمواقع :

 يعلم الاردنيون الاحرار ان الفساد ضارب اطنابه في جميع المؤسسات من محامييها الى اعلامييها ومن نوابها الى اعيانها ومن اقتصادييها الى ساستها ومن راسها الى ساسها وانا ابعث هذا معذرة الى الله سواء نشرتم ام لم تنشروا فالله يعلم وكفى بالله شهيدا وحسيبا.
----

الاردن بلا حمير... جنة ام سعير..؟ّ! 
: بقلمعبدالله الهريشات

Monday, May 9, 2011

   
      كنت قد كتبت قبل هذا المقال مقالا بعنوان ( التكرار يعلم الحمار)  ولا ادري ما قصتي والحمير فلعل ان اكون لمظلومها نصير, وأرد بالقليل اليسير على جميلها الكبير في خدمة المواطن غنيا كان ام فقير , فقد طالعتنا هذا اليوم دراسة عن الحمير في الاردن وان عددها يقل سنويا وتكاد تنقرض , وسألت نفسي حقا منذ زمن طويل لم اسمع نهيق حمار اصيل وكل ماحولنا نهيق زائف بديل , ففي نفس الوقت الذي حزنت فيه من عظم المأساة وتألمت لهذا المصاب الجلل الذي حل بها وبنا اجمعين , ابتسمت  و ضحكت وكدت افقع ضحكا حتى ان زوجي رمتني بالجنون , وقد يفهم بعضكم بالاشارة او بدونها على ما اضحك , وشر البلية ما يضحك وسلامة فهمكم .
          اذهلني في الواقع واقع الحمير في الاردن , وفقدها وقلة عددها , وهذا مؤشر خطير يدل على امرين اثنين : اما اننا تقدمنا وتطورنا زراعيا , فاصبحنا في اوطاننا نستخدم الالات الزراعية الحديثة والتكنولوجيا الزراعية البديلة وودعنا الحمير وهمها وملحقاتها من السكك (المحاريث) والوثر(سرج الحمار) والمرشحة (البرذعة) وقوادم(ما يربط عليه الحصيد)  القش القديمة وهذا مؤشر على ان وزارة الزراعة قامت بدورها خير اداء ولم يكن فيها فساد ابدا, وان ما يقال اشاعات مغرضة ضد الحمير ,  ومن هذا استنبطت نظرية الحمير الحديثة , وهذه نظرية ذات علاقة طردية عكسية في آن واحد , فعندما يقل عدد الحمير في الوطن يقل الفساد فيه , والعكس بالعكس , وفي نفس الوقت علاقة عكسية عندما يقل عدد الحمير يزداد التطور والتقدم التكنولوجي الزراعي البديل ونصبح في مصاف الدول المتقدمة زراعيا.  وعليه اطالب ان تحتفظوا لي بحقوق هذه النظرية واي ابحاث ودراسات تتعلق بها لاحقا.
       كما انه عندما يقل عدد الحمير تزداد مبيعات مصفاة البترول وارباحها هي والملكية الاردنية وامانة عمان واقليم العقبة وباقي المؤسسات الاردنية الاخرى التي تعرفونها وما عليكم خافٍ ,لنتوقع انخفاضا في معدل البطالة وعجز الموازنة , لكن في الواقع العملي حدث العكس حيث زادت المبيعات وقلت الايرادات  مع ان اعداد الحمير في الوطن قلت وانخفض استهلاك الحشيش الاخضر واليابس , لكنه ارتفعت معدلات البطالة , و زاد عجز الموازنة واكلوا الورق الاخضر من دينار و دولار , ولا ادري قد اكون  اخطأت او اصبت في استقرائي لهذه النظرية, وهذا هو الامر الاول.
     اما الامر الثاني وهو انه وقع تعسف وظلم وتجبر وطغيان وعنصرية وحقد على الحمير وجنسها في هذا الوطن , وهذا يتنافى و حقوق الحيوان وحقوق الحمير والرفق بها وحقوق مواطنتها فيه, فقد ظلمهم بنو البشر وعملوا فيهم حرب ابادة عرقية وجماعية , وهذا يدل على اننا قساة وعطالون بطالون ليس همنا الا ابادة جنس الحمير بلا ذنب وبلا جريرة اقترفوها , وفي هذا ظلم كبيرلها وخسارة لثروة حيوانية وطنية , ويا ليت ان نبيد ونحاكم من لهم الذنب والجريرة والفساد في الاوطان ومن هم على شاكلتهم بدلا من حمير الوطن الحقيقين , وحتى في الامثال يقال (لايحرث البلاد غير عجولها) ولا ادري لِم لم يقولوا حميرها؟ وهذا من الظلم الواقع عليها  في الامثال , وان اراد احد ان يسب قوما نعتهم  بانهم  (ح م ي ر)  وهذا ظلم لها ايضا ,  وعليه هل يمكننا الاجابة على السؤال : هل الاردن بلا حمير جنة ام سعير؟.
abdulhrish@yahoo.com  

----------------

دمشق بوابة الوحدة والتحرير
11/04/2013
عبدالله الهريشات

     سيسقط كبش الشام بل نعجته وستسقط بعده تباعا نعاج العرب نعجة نعجة هذا ان لم تسقط النعاج جميعا معا مثلما تفرط المسبحة فجميعهم امرهم فرطا فقد غفلوا عن ذكر الله واتبعوا اهواءهم وعاثوا في الارض فسادا وطغوا وظلموا في البلاد والعباد ولم يبق الا ان يقول احدهم انا ربكم الاعلى .


     دمشق بوابة النصر بوابة الوحدة والتحرير ، واني لارى دمشق الفيحاء وقد تحررت وانبعثت من جديد لتقود الحضارة الانسانية ولتنقذ البشرية الضائعة من هذه الجاهلية الجهلاء المطبقة عليها وعلى العرب ردحا من الزمن السراب البقيعة الذي كان الضمآن يظنه ماء حقا ومقاومة حقة وممانعة حقة وتحريرا وبعثا حقا واذ به عبثا ووأدا وهلاكا وموتا حقا وحقيقة واذ به ذلا واذلالا ما بعده ذل واذلال واذ به احتلال وتكريس للاحتلال مابعده احتلال واذ به نهب لمقدرات الامة وقتل لابنائها وتشريد لاحرارها واغتصاب لحرائرها وتدمير لعمرانها فها هي دمشق الفيحاء وحمص العدية وحلب الشهباء وحماة الحمية والمدن الاخرى الابية تقوم على نظام طاغوتي مجرم لم يشهد التاريخ لاجرامه مثيلا، ولو ان هذا النظام وجه ثلث آلته الحربية التي يوجهها كلها الان على شعبه وجهها على المحتل لوقف معه الشعب السوري والشعوب العربية ولاصبح بطلا قوميا ولكنه آثر هو وحزبه وشيعته الا ان يكونوا عملاء للمحتل ويفعلوا مالم يستطع فعله العدو المحتل في تدمير سوريا وقتل وتشريد شعبها، ويأيى الله الا ان يموت طاغية الشام ذليلا مهانا كما مات غيره من الطغاة من قبله وان يصبح عبرة لمن بعده  .


      ستنهض وستتعافى دمشق الفيحاء هي واخواتها من بغداد الرشيد وقاهرة المعز وان هذا اليوم قادم لامحالة وقد تحررت من ربقة هذا المافون وحزبه وشيعته  فتحرير دمشق عبر التاريخ تحرير للمنطقة بأسرها ونواة وحدتها واشعاع حضارتها فالاقصى ينتظر دمشق وبغداد وعمان في وحدة قريبة باذن الله لتلحق بهم قاهرة المعز وباقي بلاد العروبة والاسلام .


      هل الغرب سيترك العرب وشأنهم ؟ وهل تدخل العرب يوما في شان من شؤونهم وسياساتهم وهل غاروا عليهم يوما بالطائرات والنووي واستباحوا اراضيهم ومياههم وسماءهم واذاقوهم الويل والشرور ام ان العرب وحضارتهم العربية الاسلامية كانت لهم في يوم من الايام في ظلام القرون الوسطى مشعلا ونبراسا فكانت الجامعات والمدارس والمكتبات مشرعة ابوابها لهم ، وكانوا يجوبون البلاد عرضا وطولا وقد تَوفر لهم كل سبل الراحة والامان والرعاية والاحترام .


     ان الغرب واذنابه في المنطقة لا يريدون للعرب وحدة ولا حتى نهوضا ، هذا خوفا على مصالحهم من نهب مقدرات الامة ولإبقائها ذليلة مستباحة وهم يدرون او لا يدرون انهم بذلك يؤخرون تقدم ركب الحضارة الاسلامية الانسانية والتي من اهم خصائصها الحرية والتوحيد والوحدة والتعددية والعدل والمساواة والامن والسلام للعالمين اجمعين .
     ان حكامنا من طواغيت العرب اليوم وان علماءنا من علماء السؤ وان بعض احزابنا ومفكرينا واعلاميينا من اقوام واقلام وابواق الفتنة والعمالة اليوم ما مثلهم الا كمثل من انسلخ عن ايات الله في القران الكريم :
(وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ  [الأعراف : 176]
بل ان مثلهم ايضا كمثل الحمار كما وصف الله تعالى الذين حملوا التوراة ولم يحملوها:

( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  [الجمعة : 5].
 
     ان نصر الله قادم ودينه الاسلام قادم لانقاذ هذه البشرية المعذبة من الظلم والفساد الذي يعيثه فيها الطغاة وشيعتهم من اهل الفساد والنفاق . فهل هناك من يحمل الرسالة ويؤدي الامانة ويضحي في سبيل ذلك بكل صدق واخلاص وتقوى ؟!. ( وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا [الإسراء : 51].
http://ahraraltafilah.blogspot.com

==================

 

اين النظام واين راسه؟

16/11‏/2012  
عبدالله الهريشات

       الملك يستعين اما بشياطين وفاسدين وسفلة واما باغبياء ومجانين وغفلة ، وهل انتهى دور الثعابين والعقارب والنسوان والحيتان وجاء دور الثعالب والطحالب والغربان ؟

    فرئيس الوزراء يطلع علينا في الجزيرة مهددا الاردنيين : (شعارات لو قيلت في مكان آخر لكانت آخر لحظة في حياتهم ) ومدير الامن العام يخرج علينا بحلوله الامنية وتهديداته للاردنيين ويضرب امثالا بالزعتري وهو يضحك ويقول في ظل هذه الظروف العصيبة (روحوا للزعتري) وغيرهم كثيرون من النظام من يقول بقولهم واخذوا يكيلون الاتهامات لاحرار الاردن مثلهم مثل الانظمة الساقطة ،فمن سيوصلنا للزعتري وامثاله غيركم وغير الفاسدين الذين تحمون ولا تحاكمون وتحاسبون. لا ادري مجنون يحكي وعاقل يسمع انتم ايها النظام الاغبياء انتم من عليكم ان تعتبروا بالذي يحدث حولكم فما تهددون به وتريدون فعله اسقط 4 انظمة حكم عربية والحبل على الجرار فهل ستفعلون فعلهم والله ان الحمار يتعلم من التكرار فهل عندنا في الاردن وفي نظامه حمير بل اضل سبيلا  ام بشر يفهمون القدر وسنن الله في الكون والبشر.

      ان هناك حلولا سياسية واقتصادية ودستورية وقانونية كثيرة للخروج من هذه الفترة العصيبة فاستعينوا بالخبراء المخلصين الامناء الذين يحبون الوطن وليس لهم منافع او مكاسب او مناصب لا تستعينوا بالفاسدين واعوانهم ممن جاء بهم ومن سكت عنهم ونافق لهم واكل منهم السحت فالشعب ما عاد يتحمل استفزازا اكثر فلقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ودعوكم من الحلول الصبيانية والغبية والغوغائية والاستفزازية فهي التي ستدمركم وتدمر البلاد .


      لا نريد ان تعطوا الشعب الاردني دروسا في الوطنية فهم احرص الشعوب على امنه وامانه ، احرار الاردن لن يدمروا البلد هم من يحمون البلد و هم من يحمون كراسيكم وعروشكم والفاسدون الذين اتيتم بهم وتطبطبون عليهم وتجلبونهم ليعطونا دروسا في الوطنية هم من اكل ونهب وسرق البلد وهم من يدمرها ففسادهم وافسادهم هو من يدمرها فضعوا يدكم على العفن وعلى الجرب وعلى الاغصان المعطوبة المصابة فاقطعوها لان الفساد ومن اتى به هو الذي سيدمر البلد ولكم قول الله تعالى فهو اصدق قولا ومن اصدق من الله قيلا:

 {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16] فمن الذي سيدمر البلد المترفون الفاسدون الذين يسرحون بين عمان ولندن وباريس وواشنطون ام المتعبون الكادحون الحارثون الزارعون لارضهم المحبون لاوطانهم فكيف تحكمون؟.

واقول للنظام هل سيقودنا النظام في الاردن الى ما قاد النظام السوري شعبه اليه هل سيدمر البلد ويقتل الولد لاننا لن نهرب ولن نتشرد ولن نجد من اليه نتشرد فالعدو امامنا وحكام النفط الجشعين خلفنا وليس لنا الا الله وحده فلا كاشف لها الا هو ولا نستعين الا به فهل من هاشمي قائد رائد حكيم صالح مصلح قوي امين حفيظ يحفظ الامة وينقذها من الفتن والفساد ويقودها الى الرشد والسداد.

     اين النظام  واين راسه في الاردن ففي مثل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا يحق لنا ان نتساءل اين النظام وهل هو حي ام نائم ام ميت ام غائب غيبة صغرى وهل هو مخدر ام ان هناك من يؤثر على ارادته وعلى قراراته وهل هو في كامل قواه العقلية وهل هو متمتع بالاهلية التامة الكاملة لادارة شؤون البلاد والعباد فلم لا يخرج على شعبه لينهي الفتنة ويرفع الظلم ويحاسب الفاسدين ويعتذر للشعب الذي احبه قبل ان يطير حبه من قلوبهم وقبل ان تطير عقولهم من الذي يجري فكفى استخفافا بهذا الشعب وكفى تهديدا وكفى تحريضا وكفى استفزازا فان احتملت سوريا الجارة سنتين فان الاردن لا يحتمل شهرين فاتقوا الله في البلاد والعباد  .

ahraraltafilah.blogspot.com
التعليقات المنشورة
3. معجب بعبدالله 2012/11/21
بالنسبة للآية الكريمة هناك قرأة ( أمَّرنا)بالتشديد ففي كتاب معاني القرآن
للفراء:وقرأ أَبُو العالية الرياحي (أمَّرنا مُتْرفيها) وهو موافق لتفسير ابن
عباس، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ: سلَّطْنَا رؤساءها ففسقوا فيها.
2. د. صبري سميرة 2012/11/20
أحسنت أخي وصديقي عبد الله.. فشيت غلي شويه.. ولكني أعتقد أن على قلوب
أقفالها.. والحق ينتزع إنتزاعا من مافيات وسرطانات المفسدين والمستبدين..
فالجشع والطمع والغرور والتكبر والإرتكان إلى قوى الفساد والقمع والإستبداد
الداخلي والإقليمي والخارجي قد أعمى بصرهم وبصيرتهم.. ولن يستيقظوا إلا وهم
في قيود الذل في المحاكم والسجون وفي إنتانات مزابل التاريخ وعرصات جهنم..
إني متأكد من ذلك كما أني متأكد من أنني ركبت أنا وإياك سيارة في رحلة
بعيدة في يوم من الأيام :-) تحياتي
1. مقهوروطالعه روحه 2012/11/20
لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
 =========================================

جع ولا تعرى ...!

عبدالله الهريشات

Thursday, January 12, 2012

       فتَّح قريحتي وفتَّق ذكرياتي اخ فاضل وهو يقول الم تسمع بقول الشاعر :
تقمش بالقماش وعش فقيرا***يحييك الرجال من غير عرف
     فاجبته لم اسمع به واظن ان في وزن عجزه خلل ، واخذ بنا الحدبث الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: « رب أشعث أغبر ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبره »[المستدرك على الصحيحين للحاكم] وان معظم الناس ينظرون الى المظاهر ويحكمون عليها اما الله سبحانه وتعالى فهو ينظر الى السرائر ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ )[صحيح مسلم].
     ثم اخذت بي ذكريات الطفولة ماخذها فمنذ صغري وانا اسمع قول والدي لي رحمه الله :(جوع(جع) ولا تعرى) وهو لا يزال صداه يدوي في خاطري كثيرا ومن هنا بدأت الاسترسال في المعاني والذكريات.
     (جع ولا تعر) وصية كان يقولها لي ابي رحمه الله تعالى رحمة واسعة في كل مرة اريد فيها الخروج او مقابلة الناس وعند بداية كل عام دراسي وانا في الابتدائية عندما كان يشتري لي القميص والبنطال الكاكي وانا الصغير اسال عن تفسيرما يقول، فيقول : يا بني (جع ولا تعرى) فالجوع لا احد يعلمه الا الله اما العري ولبس الملابس الممزقة والرثة فيراها كل الناس، فهناك يصمتون ولا يدرون بالجوع والفقر فيستر لبس الملابس الجيدة النظيفة هذا على ذاك الجوع   والفقر بل سيظهرك جميلا وغنيا، واما لبس الملابس البالية فلا يسكتون وسيخوضون فيك وفي جوعك وفقرك ويعيبون ذلك عليك، وكان والدي يحضرني معطم مجالسه، رحم الله والداي فلقد ربياني رحمهما الله على العزة والكرامة، وكان هذا الزي يكفيني العام كله الا في مناسبات العيد احيانا ليشتري اهلنا لنا الجديد وقد نرْث ونرقع هذا البنطال عدة مرات حتى لا تكاد تميزه من الرث والترقيع .
      كنا مثل باقي الاسر الاردنية المستورة المتعففة وحتى ان امي رحمها الله سمعت يوما ان الاميرحسن سيمر من المنطقة حيث كان يزور الشيخ احمد الدباغ رحمه الله فطلبت مني ان اكتب استدعاء له لتعطيه اياه فقلت لها يا امي اصبري ان الله غني عن العالمين فضمتني وقبلتني وقالت الحمد لله رب العالمين ، وكنت كباقي طلاب مدرستي انتظر الدجاجة ببالغ الصبر كي تبيض وآخذ البيضة وبها سخن لاشتري قلما او (سفينة) دفترا كما كنا ندعوه ومرة اغرورقت عيناي بالدموع لانني لم اجد تعريفة لاشتري بها قلما فالدجاجة طال وقت تبياضها ، وكنا ناخذ مد اوصاع قمح اوعدس لنقايض به سكرا وشايا وحلوى وكان فطورنا الشاي والزيت والزعتر وخبز الطابون والغدا كان مثله وان جاد الزمان فشحمة (دويرية) مطبوخة ببندورة نصفها ماء وكنت اغني وانا صغير عندما ارى والدي ياتي ومعه تلك القطعة ملفوفة بالورق (شحم لحم شحم لحم غدانا شحم لحم هذا صدق ما هو وهم) وتقول والدتي ضاحكة رحمها الله يا ولدي لا تفضحنا ربنا يستر عليك كي لا اؤذي اولاد الجيران ويا لها من عيشة طيبة مباركة على شقاوتها وضنكها وكنا نشعر بحلاوتها وبالرضا وكان لساننا وحالنا دوما يلهج بحمد الله وشكره عندما يسألنا سائل . وكنت امشي للمدرسة يوميا ما يزيد على عدة كيلومترات، فلا سيارة توصلني للمدرسة ولا حتى حمار لان الحمار يكون مع الاهل في الحصاد فاعان الله الحمار واهل الحمار.
      في الصيف وعندما ينتهي العام الدراسي يكون موسم الحصاد ويكون اهلونا في حقول الحصيد والتي تبعدعشرة كيلومترات او يزيد لنخرج الى الاهل لنساعدهم في الحصاد لاحمل منجلا يصعب حمله على صغير مثلي واردد معهم(وامنجلي وامنجلاه رحت عالصانع جلاه) ثم نقوم بـ(تغميرالقش) ومن ثم شده على (القوادم) وتحميله على الحمير لتوصيلها الى البيادر والتي تبعد عدة كيلومترات عن موقع الحصيد وكم من مرة (انفرط او انبرط ) (قادم القش ) هذا علي في الطريق وانا الصغير لوحدي كنت اتدبر امره واشده واحمله من جديد على ظهور الحمير ، ثم تبدأ مرحلة الترحيل والنقل لبيوت الشعر الى البيدر وتبدأ مرحلة (الدراس) على الحمير وكأني بها احكام اشغال شاقة كنا نعملها ونقوم بها في غاية السعادة والحب للارض والانسان والنبات والحيوان ، ومن ثم مرحلة (التذرية ) وهي عملية فصل التبن عن حب القمح وهي تحتاج الى رياح وهواء جيد ومن ثم الحشو للتبن في(التبانيات) والتعبئة للقمح في (العدول) وترحيله الى البلد على الحمير لتفريغ القمح في(الكواير) والتبن في (القطع) والتي بعدها تبدأ رحلة العودة الى البلد.
      ان كل مرحلة من المراحل السابقة تحتاج الى مقال منفصل ان لم تحتج الى كتاب وبالطبع فانا اعلم ان بعض القراء من قد تستعصي عليه بعض الالفاظ والمصطلحات فهناك من المصطلحات الكثير الكثير التي هي من تراث الاجداد ومخزونهم الحياتي في تلك الايام وما احلاها وابركها من ايام.
 

No comments: