مصر بين ربين
وحسن البنا والسلم
05\09\2013
عبدالله الهريشات
تشهد مصر حالة من الانقسام بل الفتنة
والتكفير لم تشهدها من قبل ولم تشهد مصر نخبة ونكبة اسوأ وأحط في تاريخها المدني
والسياسي والعسكري والاعلامي من هؤلاء الفراعنة الجدد الذين فاقوا وسبقوا الاوائل
في ارهابهم وسحرهم وكذبهم ومكرهم وخداعهم ونكثهم في العهد والميثاق وخيانة الامة
ففي شعب الإيمان للبيهقي عن رجاء بن حيوة ، أنه سمع قاصا في مسجد منى ، يقول :
« ثلاث خلال هن على من عمل بهن : البغي ،
والمكر ، والنكث ، قال الله عز وجل : ( إنما بغيكم
على أنفسكم ) ، ( ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) ، ( ومن
نكث فإنما ينكث على نفسه ) ».
ولقد طلع الانقلابيون الارهابيون اهل الفتنة
والفساد علينا باغنية جديدة ينشدها علي الحجار على انغام عسكرية تقسم الشعب المصري
الى قسمين وتجعل من ربه ربين و تعلن:( احنا شعب وانتو شعب لينا
رب وليكو رب ) وهذا هو حال الفرعون من قبل حيث كان هناك في مصر
ربان:
الرب الفرعون الذي ادعى الربوبية (فَقَالَ أَنَا
رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)[النازعات/24] وَقَالَ
فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي
[القصص 38].
وهناك الرب رب الارباب رب العالمين رب موسى وهارون كما قال السحرة لفرعون
لما امنوا ( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ
مُوسَى وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ
لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا
أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ
مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى
رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ
رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا
مُسْلِمِينَ (126) وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى
وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ
أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ
لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
(128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا
جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ
فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ
فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
(130) [الأعراف ]
هؤلاء الفراعنة الجدد يتبعون اساليب فرعون في تقسيم الشعب شيعا وطوائف وفي
القتل والارهاب الا ان فرعون كان اشرف منهم لانه لم يستحيي نساء مصر ويقتل ابناءها
بل قتل واستحيا نساء بني اسرائيل وهؤلاء يقتلون ويستحيون ابناء ونساء مصر واحرار
العرب والمسلمين.
لقد هرب البرادعي بعد ان ادى
دوره المرسوم له بوضع مصرعلى سكة الفتنة والقتل والعنف والارهاب على سكة سوريا
والعراق لم هرب من مصر وخَرس الان بينما
كان بالامس يناكف الاخوان وانه والسيسي وعمرو موسى وصباحي عن كل هذه الفتنة و
القتل والدمار والجرائم وانتهاك الحرمات ودور العبادة وحقوق الانسان لمسؤلون انهم
يريدون تأخير نهضة مصر ونهضة العرب ويريدون تدمير مصر وجيشها ونشر الرعب والارهاب.
الاخوان بشر كغيرهم من البشر يخطئون
ويصيبون ويراجعون ويسمعون ويتقبلون النصح والارشاد بل اتسعت صدورهم للنقد اللاذع
بل للردح والسب والشتيمة والالفاظ الجارحة واللاخلاقية ولكن الفرعون السيسي وجنده
من عسكر واعلام اخطاؤا ولم يصيبوا في شيء ابدا بل اجرموا واتبعوا اساليب فاقت
وجاوزت اساليب الفراعنة الأُول فلا دستور ولا قانون ولا قضاء ولا مؤسسات مدنية فهم
كلهم بسطار في بسطار ونار ورعب وقتل ودمار وعودة لنظام بوجه غير مبارك اشد من نظام
مبارك البائد ، وهم لن يطول بهم الزمن والمقام اكثر من سنة فالشعب المصري شعب
الحضارة لن يرضى ابدا بمثل هؤلاء الحثالة والقذارة فسيخرج من بينهم
جنود احرار تجتث هذه الفئة الخارجة الباغية الضالة والتي
كلها نذالة وخيانة وخسة وحقارة ليأدوا الفتنة ويشعلوا
للحرية الشرارة .
الاخوان يقدمون انفسهم
وابناءهم شهداء وتحرق دورهم ومؤسساتهم ومقار حزبهم وهناك من يهاجمهم و ويكيل لهم
التهم جزافا وزورا واقول انما يُتهم من يتهمهم ويهاجمهم فاين الذين ناكفوهم
وانتقدوهم لِمَ خرسوا ولم ينتقدوا من ظلم الاخوان ويظلم مصر كلها الان ، انما يُتهم
من قعد مع القاعدين ولم يخرج معهم في المساجد والشوارع والميادين انما يُتهم من
اتبع طواغيت الاعراب الشياطين ومن اغراهم المال وباعوا الخلق والدين{وَلَوْ
أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ
انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ
خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ
يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِالظَّالِمِينَ (47) } [التوبة] .
في النجوم الزاهرة في ملوك مصر
والقاهرة :
قال شعيب بن حرب: سمعت سفيان الثوري يقول: لو جهدت جهدي أن أكون في السنة
ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر. وقال الذهبي: قال عبد الله بن محمد
قاضي نصيبين: حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة: أملى علي عبد الله بن المبارك
بطرسوس - وودعته وأنفذها معي يعني الورقة إلى الفضيل بن عياض في سنة سبع وسبعين
ومائة - هذه الأبيات: " الكامل "
و كأني بعبدالله بن المبارك يخاطب اليوم خطيب مكة السديس وبعض مدعي شيوخ
السلفية
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك في العبادة
تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه ... فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل ... فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا ... وهج السنابك والغبار
الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا ... قول صحيح صاعق لا يكذب
لا يستوي غبار خيل الله في ... أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ... ليس الشهيد بميت لا يكذب
قال: فلقيت الفضيل بكتابه في الحرم، فلما قرأه ذرفت عيناه، ثم قال: صدق
أبوعبد الرحمن ونصح.
رحم الله البنا فقد روى لي (عز الدين ابوالشهيد صلاح) انه احتجز ذات
مرة في ساحة على الحدود المصرية مع غزة فقال له ضابط مصري وقد كان بينهما سجال وجدال فقال له الضابط
لتعلم ان هذه الساحة قد شهدت دروسا لحسن البنا واتذكر مما قاله في دروسه (ان مصر زي السلم ما بينظفش الا من
فوق والا حيبقى السلم وسخ) . {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي
الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ
أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)
وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)} [القصص ]
ان الاخوان (دماؤهم ارواحهم)
واحرار الشعب المصري والشعوب العربية والاسلامية ومن معهم من الاسلاميين الخلص ممن
صدقوا الله في مصر والعالم هم امل الامة في الحرية والوحدة ووقود مشاعل الحرية
وبذور وحدة الامة وجذور شجرة النهضة والحضارة التي ستظل بافيائها العالمين باذن رب
العالمين.
No comments:
Post a Comment