أَفَلَا
قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ
عبدالله
الهريشات
لقد لا حظت ملاحظة خطيرة ان من ينتقد
الاخوان المسلمين قد لا تنشر له مقالا المواقع الاخوانية او المقربة منهم اذ لا
ينشر المقال او يوضع مخفيا في الارشيف عن القراء وقد يحذف لاحقا وهذا ما حصل لبعض
مقالاتي ومقالات اخرين قد ضاقوا بها ذرعا مثل
مقال (اخطأ الاخوان) للاخ حسنين ومقالات للاخ العودات ولاخرين
غيرهم، فلقد تفاجأت ان موقع البوصلة قد حذف مقالي بعنوان ( الاصلاح والملك والاخوان والطفيلة في الميزان ) حتى ان
بعض الاخوان من حوالي قد صرح بامتعاضه من هذه المقالات واعتبر ان النقد ليس في
مكانه وقد يعتبر بعضهم ان نقدك لهم شق لصفهم وليس تقويته ،وعداء لهم وليس اخوة
ومحبة ونصح لهم وهذه مصيبة ،والمصيبة الكبرى اعتبارهم انك على عداء ليس معهم فحسب
بل ايضا مع الاسلام .
هل سيمسي الاخوان في الاردن كما امست
البعثية في العراق وسوريا وهل تستفيد امتنا وخاصة في الاردن باحزابها وحركاتها
الاسلامية والوطنية من تجارب الاخرين ام ان مثلهم كمثل تلك الاحزاب وكمثل اولئك
الحكام الذين سقطوا و يسقطون وما سمعوا للنصح والرشاد وما نظروا واستفادوا من
العبر في البلاد، اما ان كان النقد على غيرهم والاطراء لهم صفقوا وفرحوا به فنشروه
وروجوا له وان كان النقد عليهم انقبضوا ونكسوا على رؤوسهم.
ان قلمي سيبقى سيفا مشرعا و مسلطا على رقاب
الطغاة ايا كانوا حكاما ام احزابا ام جماعات وافرادا ، يكتب للحق سواء لكم ام
عليكم وسواء نشرتم ام لم تنشروا فانا اكتب لله اولا ثم للوطن والامة ولا ولاء لي
الا لله وحده لاشريك له ولا اتكسب بمقالاتي من احد لا ديوان ولا اخوان ولا شيطان ولا
اريد منصبا ولا لعاعة ، لقد انتقدنا الملك واهله ومن حولهم وانتقدنا الديوان
والمخابرات والشيطان وكتبنا في البعث والطغيان فلم نر ما نراه من الاخوان ومقربي
الاخوان حتى ان بعض الاخوان يصرح وكانه حماس مع ان حماس تقول انها غير الاخوان الان
وانها لاتصرح باسمهم وليس هناك ولاء مزدوج او متعدد فمن كان يريد ولاء لحماس فليكن
حماسي ولا ضير ونحن نؤيده في ذلك بكل مانملك ومن اراد ان يكون اخوانيا اردنيا فليكن
كذلك ونحن من وراءه ونؤيده اما ان تكون اخوانيا وحماسيا منتظما ومبايعا هنا وهناك في
ان واحد وفي الاردن فهذا ما لايرضاه الاردنيون ولا الاخوان المصريون لان اخوان مصر
ولاءهم لمصر ووطنيتهم مشهود لها اما في الاردن فلا زال الاخوان وحزبهم يتخبطون فهل
ترضى حماس ان يكون اعضاءها اعضاء في الاخوان في الاردن وفي جبهة العمل الاسلامي
وهل يرضى الاخوان في الاردن ان يكون عضوهم عضوا في حماس في ان واحد، ان حماس بلغت
رشدها فما عادت طفلا اخوانيا فلها كيانها المستقل وقرارها الحر وبيعتها الخاصة ،
اريد جوابا صريحا لالبس فيه ولا غموض من الطرفين ليستبين الامر لكل الاردنيين،واقول
للتبيان ان الدعم لحماس وفلسطين واهلها وكافة حركات تحريرها وتحريرالقدس فرض علينا
جميعا وواجب على كل الاحرار في العالم ،وعلينا الا نتدخل في شأنهم وقرارهم الا
للخير والصالح العام كما ان عليهم مثل ذلك .
ان
على من يتصدر العمل العام سواء كان رئيسا او مرءوسا ، جماعة او حزبا ان يعلم انه معرض
للانتقاد والمساءلة والا فليقعدن في بيت ابيه وامه مع القاعدين وليرحنا منه ومن
امثاله ، فالاردنيون لا يريدون امثال هؤلاء لهم خادما ولا مسئولا ولا ناطقا باسمهم
وممثلا عنهم لان من يضيق ذرعا من النقد والنصح وليس بيده من الامر شيء اليوم كيف
به سيكون ان كان الامر بيده غدا .
نحن ان كتبنا للاخوان وانتقدناهم فبداعي
الحب والنصح وبداعي حب الاوطان فهل يحب الاخوان الناصحين لهم مثلما ينصحون
وينتقدون غيرهم ام انهم ينسون انفسهم ام ان فئة قد تسلقتهم لا يحبون ناصحا ولا
ناقدا لان هؤلاءعوج من عوج وجاءوا على عوج ليظهروا حب الاخوان والاوطان وما هم الا
غربان ماهم بحمائم ولا صقور وما في قلوبهم غير ذلك حتى يحققوا مصالحهم الدنيا
وماربهم السفلى .
نريد من الاخوان في الاردن ان يكونوا اخوانا
اقوياء امناء وطنيين يمضون لصالح الوطن والشعب والامة لان الاسلام يامر بهذا
وخيركم خيركم لاهله ولان رجاء الامة واملها معقود عليهم في الاصلاح فلا يخيبوا لها
املا ولا رجاء، ان اخوان مصر ما نجحوا وما وصلوا الى ما وصلوا اليه الا بعد المحن
والابتلاء والثبات والفهم والاخلاص والعمل للوطن والشعب والامة فاخلص لهم وطنهم
كما اخلصوا له وصدقوه واحبهم شعبهم كما احبوه فحاز ثقتهم ونالها فانقلبوا بنعمة من
الله وفضل واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم.
فهلا كان اخوان الاردن كاخوان مصر ؟!
ahraraltafilah.blogspot.com
No comments:
Post a Comment