My Blog List

Saturday, May 26, 2012

النائب حمد الحجايا: قبل الإمارة كنّا نعيش بكرامة، والبيعة على المحك فاحذروا ثورة الجياع.(خاب ظنّ الرقاد بك أيها الشهم الأصيل)

القى نائب البادية الجنوبية حمد الحجايا كلمة نارية تعبر عن حقيقة مشاعر الاردنيين الأحرار هاجم بها الحكومة وحذر من ثورة الجياع مستذكراً هبة نيسان المجيدة ومحذراً أن البيعة على المحك ومشيراً أن الاردنيين عاشوا بكرامة قبل الامارة وقام على اثرها بحجب الثقة عن حكومة الطراونة واصفا حال الاردنيين بالهنود الحمر.
جاء ذلك خلال مناقشة برنامج حكومة فايز في مجلس النواب اليوم واليكم نص الكلمة :
معالي الرئيس الاكرم وحضرات الزميلات والزملاء الكراماسمحوا لي ان اقرأ عليكم ” نشيد الصحراء القديم ” وسفرها الاخير المنقوش على “صفاة ” بيضاء جردتها عاتيات الرياح من نتوءاتها, وصقلتها سح سيول الماء في وديانها وهي كافية لتروي رياضها , وكفيلة بامتلاء غدرانها , فكتب عليها جدنا الاول” جشم العربي” وصيته الاخيرة لعشيرته التي اعتادت إن تسكن مشاريق “كراكيا “عاصمة مؤاب ومن على حد سيف الصحراء ترحل شرقا بظعونها لتحل بالسهل الفسيح تحط رحالها , هناك لا تبخل الأرض بشيء وتخرج خيراتها .
فهناك تسرح ابلهم في قيعان الحماد امنة , اما هم يطهرون ارواحهم من وغثاؤها وتأنس نفوسهم صفائها وتهدأ النفس بسكونها , بعد معارك مستمرة مع بني يهودا تدور رحاها لحماية القدس من محاولاتهم في بناء الهيكل المزعوم, فكان لهم بالمرصاد كلما بنوا مدماك هدموه في ليلتهم ” فجشم ” لا يبيت على ضيم مهما كانت حظوة أستير وسلطان الملك ألأشوري .
وهناك وعلى صفحة تلك الصفاة نقش وصيته واخذ العهد على عشيرته بان ( لا تصالحوا ولا تبرموا معهم عهدا فانهم له ناكثون.. ولا تأمنوا جانبهم .. ولا العيش معهم فانهم بكم متربصون غادرون ) وابناء عمومتنا من الادوميين في بصيرا يعلمون ذلك وهم على هذا العهد ماضون وكذلك المديانيون في شمال الحجاز لا يأمنون لهم جانب , عداؤنا مع أبناء اسرائيل انهم احلوا دمنا واستباحوا اموالنا ويطمعون في ارضنا وجوهرتها المباركة قدس الاقداس وبوابة السماء من الأرض الذي بارك الله فيها … فهي امانة في اعناقكم إلى من بعدكم من الابناء والاحفاد فعندها انتم كثر … وجاء بالسفر إن في اخر الزمان بعد ظهور نبينا العربي سيأتي من ابنائي من يصالحون على دماء ابائهم واجدادهم بلا مقابل سوى هلع في نفوسهم من قلة ألايمان بحقهم وخذلانهم لشعوبهم فهم من يحموا دولة اليهود حينها بلا ثمن ويبيعون القدس بثمن بخس فجاءت اتفاقية وادي عربة , وعرابوها من أبناء جشم العربي ولكنهم من احفاد “أبورغال” فحصلت الخطيئة ولحق بنا اثمها.
وخيانة دماء الشهداء الزكية منذ إن سال رحيق المسك الأرجواني لعلي الكايد أول شهيد أردني على ثرى حيفا ولم ينقطع ذلك الفوح الزكي لدماء الشهداء والمناضلين من كل بلاد العرب اوطاني , فمن سمح لكم بالصلح على دمائهم , ومن وكلكم بمنح اليهود صكوك البراءة من ثأرا لنا عندهم لن ننساه ابدا ففي باب الواد واللطرون وحيفا ونابلس والقدس الشرقية وحمى الاقصى وكنيسة المهد ما زالت دمائهم تنزف من اجسادهم الطرية يفوح منها المسك فاختلطت بدماء ألكنعانيين وأحفادهم الفلسطينيون فنبت على سفوح القدس دحنونها ليذكرنا بان الأرض لن تنسى شهداؤها وارض أكناف المقدس ستبقى ينبت فيها الزيتون والبرتقال حتى يورث الله الأرض لعباده الصالحين المرابطين في أكناف بيت المقدس لا يضيرهم من عاداهم ويشتد عزمهم اذا اشتموا ريح الجنة .
وعلى مقربة منهم شرقي النهر يرابط على ثغور ارض الحشد والرباط مجاهدون صابرون صامدون إلى إن يأتي الله بأمره , ومهما يحوك لهم المتأمرون السائرون في ركب اليهود ومن والاهم من مؤامرات ومحاولات اقصاء وابعاد فان الله لناصرهم على من عاداهم وان امر الله نافذ مهما اشتدت سطوة وسلطان المتخاذلون … من أبناء جلدتنا ومن هم بين ظهرانينا من احفاد ألأمورين اليهود واعضاء المحافل الماسونية .
معالي الرئيس حضرات الزملاء والزميلات
هناك في صحاري البادية الجنوبية دروب قوافل الانباط التجارية وطريق رحلة قريش في الشتاء والصيف من مكة إلى بلاد الشام , وشذى الانفاس الزكية لسيدنا محمد صلى اللهى عليه وسلم التي انتشر فوحها في تلك الفيافي ووطئت اقدامه الشريفة ترابها ..
فاليوم تلك الفيافي الظامئة في صحاري البادية الجنوبية دنست طهارتها الشركات الاستثمارية الاستعمارية فغزت اراضينا التي نسكنها منذ زمن بعيد تنوف سنواته عن أربعمائة عام موثقة منذ عصر الخلافة الاسلامية العثمانية, التي تآمر عليها الانجليز واليهود نكاية بالسلطان عبد الحميد الذي ابى ان يسلمهم القدس وارض فلسطين ولو ملئوا ارضها ذهبا. ولم يجدوا امامهم من يكمل المؤامرة إلا أبناء العروبة والاسلام واصبحت الخيانة شرفا وثوار, ولكن الغدر من شيمهم فكانت سايكس بيكو المؤامرة الكبرى التي قسمتنا وشتت ريحنا وبلفور صادرت ارض فلسطين والقدس الشريف على مرأى منا ومسمع . فعذرا منك يا عبد الحميد يا اخر الخلفاء المسلمين ولك العتبى يا اردوغان …
وعندما كنت امشي في تلك الصحاري العطشى وعبر تلك المسافات الضامئة يمر الخط الحديدي الحجازي منذ ذلك الحين وما زال يعمل رغم عجز حكوماتنا عن احيائه من جديد … فهناك شرقي هذا الخط الحديدي تتسع الارض بما رحبت علينا قبل تاسيس الامارة كنا نعيش فيها بكرامة اعزاء وكانت ظعون ابلنا تسرح فيها امنة ومرعى لمواشينا ومنبت القمح في قيعان حمادها عندما تمتليء بوابل الثرياوي بمواسم الخير فلا نعطش فيها ابدا …
اما الان فاستباحتها تلك الشركات ونهبت ثرواتها بقرارات من مجالس الوزراء لحكومات متعاقبة اقسم بانهم لم يعرفوها ولم تطأها أقدامهم ابدا … وأصبحنا نحن أهلها كالغرباء نستجدي صكوك الاعتراف بملكيتنا لها كالهنود الحمر والاولى إن تطلب منا الدولة صكوك الاعتراف بها ما دام إن العقد الاجتماعي الذي تعاهدنا عليه ما زال حبره لم يجف بعد ومع ذلك تنكروا له المتربصون بنا وبالنظام وما زلنا قابضين على ملح الجرح بأكفنا القابضة على نصل سيوفنا … ومهما طال صمتنا فانه الهدوء قبل العاصفة, ولكننا لن نكون عينها الساكنة حينئذ , وها هي البيعة على المحك وأننا في حل منها إن خذلنا من تولوا أمرنا وصادروا حقوقنا وسمسروا على أراضينا وواجهاتنا العشائرية بقرارات من مجلس الوزراء وهناك ما خفي علينا الله يعلمه ويكشف عنه التاريخ يوما ما , وما اعلم به انا شخصيا اشد وأعظم فأراضي عشائر الحجايا ليست منة من احد ولن نستجدي بعد اليوم ملكيتنا لها بسند تسجيل من احد , فنحن نملكها قبل نشأت الدولة الأردنية , وما زلنا نسكن فيها ونحميها و”دونها ما دونها” ولن نسمح إن تكون ثرواتها المعدنية مباحة للفاسدين ومرتع للعابرين بحجة الاستثمار ولن نتركها بعد اليوم لطمع الطامعين فثرواتها لأبناء الوطن جميعا لترفد خزينة الوطن برسوم عادلة على التعدين لمواد خام تحت ثراها لا حصر لها .
معالي الرئيس حضرات الزملاء الكرام…..
عندما يستباح الوطن وتسرق مقدراته وتنهب ثرواته وتقيد حرياته وتصادر سلطاته , وينعم أبناء من اثروا على حساب قوت الفقراء وكل ما أوكل أليهم مشروع من خزينة الدولة سرقوا أمواله وأعلنوا فشله وموته وتعلق ألأخطاء دوما على الضعفاء من صغار الموظفين وينجوا كبار الفاسدين ودائما يكون هناك أكباش فداء تذبح باسم العدالة والعدالة منها براء, وعندما تغمض عيون الرجال عن رؤية الحقيقة فان عين الله لا تنام …. والتاريخ لا يرحم ولطالما طمرت مزابله كبار الزعماء ,,,
وعندما تأتينا الحكومة متأبطة خطة أصلاحية مالية تعتمد فيها على رفع الاسعار والدعم عن بعض السلع غير أبهين بمرارة العيش لأبناء الوطن الشرفاء ممن “لا يسألون الناس الحافا ” من الفقراء, ولا يشعرون بشدة وطأة الجوع والعري وألحفا لفلذات أكبادهم يبيتون ليالي على ألطوا . وتأتينا حكومة متسرعة بقراراتها لتصلح ما أفسده الدهر بشهرين ولكنها من أسهل الحلول عند الحكومات العابرة الغير الوطنية لكونه سيكون من جيوب الفقراء.
وها هي الحكومة تطلع علينا بهذه القرارات بلا خوف من ثورة الجياع , وكأنها نسيت هبة نيسان عندما ثار الجياع واستشهد من استشهد حينها واعتقل من اعتقل وكان حينها زعماء القوم تداعوا إلى القصور الملكية ومنهم من طالب الملك المغفورله الحسين انذاك بمعاقبة الثوار الجياع وتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف… الله اكبر كم هؤلاء الفقراء الجياع مجرمون بحق الوطن حتى يقام عليهم هذا الحد .. وانني أرى بان ثورة الجياع قادمة وما هو اليوم من الامس ببعيد .
فيقول شاعر جنوبي شاهد عيان على هبة نيسان
هدّني ..
حين ألقى على كتفيَّ همَّه
ليتني لم أكن ذلك الجبل السرمدي ..
ليتني مثله
ليتني حين غالبت عشقي أنحنيت
وحملت الصخرة الشوهاء للبحر المقيت
كلنا محض ميت
كلنا محض ميت
ياصديقي البعيد
رحلة أخرى سوف نمشيها معا
جاء نيسان مرة أخرى …
فمن أغوى جنوب الصبر على الصمت
وانعم علينا بفضل كل هذا السكوت ….
ومن العجب العجاب إن هذه الحكومة الطارئة والتي جاءت في الوقت الضائع وعلى بقية من فتات الايام التي تمضي بسرعة إن تطرح مثل هذه الحلول لأ نقاذ الموازنة , وتصر على موقفها بلا أحساس وطني وغير سائلة بكرامة اهل القرى والارياف والبوادي وحواضر المدن والمخيمات , وهم يلتمسون عيشهم بكد وبعرق جبينهم ولكن املهم إن يعيشوا بكرامة ,كما إن الحكومة غير أبهة ابدا بثقة مجلس النواب فلقد حصلوا عليها مسبقا وهي مطمئنة من هذا الجانب الذي لم يخيف حكومة طيلة فترة الحياة النيابية في الاردن .
وعمري انها لخطيئة كبرى وأثم لا يغتفر بحق الشعب الأردني اذا منحت الثقة بمرور أمن دون إن تعلن صراحة في ردها بتراجعها عن رفع ألأسعار , وغير ذلك ايها الزملاء سيسألكم الله جل جلاله قبل الناس عن هذه الجريمة بحق شعبنا الأردني الطيب الذي اذله الفقر … وذبحه القهر… ومال عليه الدهر … وظلم من أولي الأمر…
ولكنهم ما زالوا صابرين …ومتمسكين بثرى الأرض الأردنية صامتون إلى حين ….
ويحضرني قول للشاعر ايضا يقول فيه لسان حالهم ….
لو أن عينيّ تكفُّ عن شربِ رملكِ …أو أن عشقك لايذوبُ مع النوايا
…عدتٌ إليك محملا ًبرقيق شوقِ
أو بالقميص ممزقا…
عدت إليك ..وعلى الكتفين همّي ..
فاحمليني أو احملي عنّي الخطايا
…أو خذيهم أيتها الأم …
فلا ذكرى ستجمعنا بهم ..
خذيهم فقد اثقلونا
لا لوننا / لونهم
لاعشقنا /عشقهم
لاهمنا /همهم
ولهم قصورهم ….
ولنا الرمل معجونا بالعرق المصفى …
والجباه السمر ..
فخذينا الى آخر العمر
والى هناك ايتها الام خذينا …
ومن اجل الجياع في وطني وتذرع امهاتهم الصائمات بأكفهن الى الله في تموز القادم وعندها تكون الحكومة قد رحلت باثمها ونحن سنكون قبلها راحلون فاخشى ان يمسني غضب من الله على موقفي ولذلك احجب الثقة عن هذه الحكومة حتى لا احمل معها خطيئتها .
———————————
وسلام الله عليكم ولكم منه الرحمة إن كنتم
من عباده الصالحين

No comments: