ابك يا وطني
الحبيب
1/26/2013 8:26:00 AM
1/26/2013 8:26:00 AM
للكاتب الكبير : شوقي
الاسطل
هنيئا لكل فاسد مفسد رقيق الدين متعفن
الضمير خرب القلب ساقط المروءة في هذا الوطن بالنصر الرخيص على قيم العدل والحق
والخير والجمال الذي حققته الحكومة في جولة من جولات الصراع الأزلي بين الحق
والباطل، لقد كسب المبطلون معركة وانتصروا على الفضيلة، ووجهوا لطمة لحراسها ،
وسددوا لكمة لدعاتها ورقصوا في هذا اليوم فرحا، وتواجدوا جذلا عندما أخرجوا إلى
الوجود هذا المجلس البائس الذي يمثل بتركيبته ـ مع احترامنا لبعض الطيبين القلائل
فيه ـ والذين سيدركون يوما خطأهم عندما ارتضوا أن يكونوا خيوطا في عباءة مهترئة
تمثل خليطا عجيبا من أصحاب المصالح الرخيصة والأهداف الصغيرة البعيدة كل البعد عن
الوطن وهمومه وطموح الخيرين من أبنائه مع علمهم أن من ابتدع قانون الانتخاب الخبيث
الأعجوبة سيء الذكر والأثر والذي فرق أبناء العشيرة الواحدة ما أراد بهذا الشعب
الذي لم ينتم له يوما خيرا عندما خطط لإنتاج هذا الكائن الهزيل المولود ليزحف كما
تريد له الحكومات، والذي يصدق فيه وصف الشاعر الحكيم القائل:
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في النار
جذوة نار
وإإذا رجوت مستحيلا فإنما *** تبني الرجاء
على شفير هار
إن مجلسا كهذا أتيحت فيه العضوية للص
والسكير والمرتشي وعديم الضمير وشاري الذمم بل للأبله المتخلف الذي أضحك علينا حتى
عجائز السودان وحمقى البلدان في المجلس المقبور السابق، لا يرجى منه خير ولا هو
مؤهل له ، ومن عرف الطريقة الخبيثة والقانون المتخلف الذي أثمر هذا المجلس الذي فصل
تفصيلا لتقليم أظافر أقوام وإقصائهم عن التأثير في المشهد السياسي ليكونوا مجرد
ديكور باهت في مسرحية سمجة فلن يعجب ولن يفاجأ بهذا النتاج الرديء الذي سيجثم
كابوسا على صدر هذا الوطن إلى ما شاء الله ليكون عبئا ثقيلا يضاف إلى أعبائه
الجسيمة التي ينوء بها كاهله منذ عقود ببركات الفاسدين المفسدين والمنافقين
المتسلقين الذين لا تعنيهم إلا مصالحهم الضيقة ومكاسبهم المحرمة وطموحاتهم المتقزمة
التي من أجلها ينحرونه وفي سبيلها يغرقونه في بحر الظلمات.
إن النضال لإخراج قانون انتخاب عصري يليق
بهذا الشعب وتحترم فيه إرادته يجب أن يظل مطلبا ملحا وهدفا رئيسا لقوى الإصلاح
والحراك في هذا البلد لإنقاذ أردننا مما يضمره له الأشرار من قوى الشد العكسي
المتضررة من التغيير الذي سيحرمها من امتيازاتها ويحاسبها على تجاوزاتها ويضع حدا
لسرقاتها، فلقد بكى الوطن كله وانتحب بحرقة ومرارة وألم إذ رأى الأبرار المخلصين
الأطهار الصادقين يبعدون ومن خدمته يحرمون بينما الرويبضات يقربون ويمكن لهم في
الأرض ليعيثوا فيها فسادا ، ولكنه سيكفكف دموعه يوما ويشعل قناديل الفرح عندما
تنتصر إرادته وينصف أحراره ويتخلص من أزلام طابوره الخامس الساعين لخرابه الممتصين
لخيراته الراقصين على جراحه.
(البوصلة)